18/12/2009

9- الحب و المُلكـ ..... للأديب الشاعر / صالح سالم - المصرى

الحـب و الـمُلـكـ - الجزء التاسع




قصة مستوحاه من الأدب العربى ..... ج9


صبرا يا نصر الدين فقد اتخذت الواقعة منحى آخر و أبعاد آخري و لذا طلبتك لتسمع فصولها و نتشاور فى الأمر .... رهن أشارتك يا مولاى ...

لنستمع ألأن إلي رواية ضابط العسس عن الواقعة ها اقصص علينا يا حسام الدين ما حدث ......

مولاى لقد أرسل لى جدى كبير الحكماء اثناء تناولك الغذاء و قال إنه شديد التوجس من شخص كبير الوزراء و أن لديه معلومات من وزير العسس تدين هذا الرجل بالخيانة و أثارة الفتن و القلاقل فى الجنوب و أنه هو اليد المحركة لما يحدث فى الجنوب و أن هذا اليوم عندما يصل وزير العسس من الجنوب سوف تكتمل هذه المعلومات بين يديهما و يتقدمان لك بها لتنظر فى أمره و لكنه خشى إن تكون تلك المعلومات قد فضحت وعلم بها أو يدبر أمرإ لمولاى سابقا عودة وزير العسس فكلفنى أن أكون له مثل ظله فور خروجه من مائدبة الغداء معكم يا مولاى

فيتعجب ألأمير نور الدين و يندهش ... و ما هى تلك المعلومات أيها الضابط !!!!  مولاى لقد أصر جدى على عدم إطلاعى عليها و قال إن الأمر بكامله سوف ينجلى عند وصول وزير العسس من الجنوب .....

  أذا اكمل روايتك و ماذا حدث هناك فى حديقة القصر .... مولاى بعد أن انتهى كبير الوزراء من حضور مأدبة الغذاء و ما أن خرج من بهو القصر حت أشار للحرس بالانصراف و استبقى معه أشدهم و راح يتحدث معه فى أذنه بصوت خافت و هو يشير إليه إلى جانب كثيف الأشجار بحديقة القصر ففطنة إلى ما يقصده من أشارته و بكل خفة سبقتهم إلى هناك متخفيا وسط الأشجار لأرى ما يدبر هو و حارسه حتى أكون أول منازل له أذا تعرض لمولاى بسوء .....

فاخذ يراقب باب القصر ... و عندما خرج كبير القواد رأيته يحاول التقدم فظننت أنه سوف يهاجمه فإذا بقائد الحرس يتبعه فتقهقر مختفيا و كأنه يراجع الأمر بينه و بين نفسه حتى صاح فيه حارسه لينبهه قائلا ألن ننصرف يا ملاى لقد ذهبا و توارو عن أعيننا فإذا به يهم أليه ليكتم صوته و فى هذه اللحظة قررت أن انصرف عن مراقبتهما مستغلا اشتباكهما ببعض

و أسرعت بالانصراف هذا هو ما حدث و الله على ما أقول شهيد .... فيسأله الأمير والى أي جهة كان انصرافك ؟؟... انصرفت يا مولاى باتجاه القصر لأبلغ كبير الحكماء بما رأيت و أطلب مشورته فيما هو أت ....

و هنا ينهض الأمير من مجلسه قائلا ... و عندما شعر كبير الوزراء بمراقبتك لهما هم بقتل حارسه حتى لا يكون هناك شهودا عليه و يلصق تهمة القتل بمن كان يراقبه دون أن يعلم هويته و كان ما كان ....

ما رأيك يا نصر الدين و ماذا نفعل فى هذا القاتل الخبيث ....






مولاى إن أذنت لى انطلق أليه فألفي القبض عليه فورا فأننا لا نعلم ماذا يدبر فى لحظته هذه و لعل فطنة كبير الحكماء فى محلها .... و أنت يا زين الدين ما رأيك ... مولاى أنى قائد حرس الفداء لك فأمرني أتيك برأسه تحت قدميك أن هذا الرجل خبيث و قد بلغنى عنه الكثير من تلاعبه فى الأسواق بمعاونة كبير التجار و لكنى ترفعت عن أبلاغ سموكم بذلك و قلت فى نفسى أن اللصوص يكشف بعضهم بعضا و قريب يذيع الخبر و يصل إلى مولاى

و ينادى الأمير على حاجبه ... أيه الحاجب ... فيدخل مجيبا كعادته ..... أمر مولاى .... اطلق سراح الضابط حسام فقد رفعنا عنه الاعتقال و أمر الحرس أن يذهبوا معه حتى جناح جده كبير الحكماء .... و أنت يا حسام أبلغ كبير الحكماء أنى فى انتظاره فور وصول وزير العسس من الجنوب لتكتمل تلك المعلومات أمامي هنا فى ديوان الحكم انصرف ....

و يخرج الضابط حسام الدين و حاجب الديوان و يعود الأمير بحديثه للتشاور مع كبير القواد قائد الجيش وقائد الحرس .... و عندما هم الأمير بالحديث أذا بصوت المؤذن يدخل إلى الديوان معلنا صلاة المغرب ... فيقول الأمير أذا نعود للتشاور بعد صلاة المغرب أن شاء الله ...

و هنا ينتفض قائد الحرس قائلا عفوا يا مولاى فى مثل هذه الظروف لا أفضل خروجك إلى المسجد و أرجوا من سموكم أن تصلى المغرب هنا فى ديوان الحكم .... فيتعجب الأمير فيما كل هذا يا زين الدين أنترك المسجد لنصلى هنا فى ديوان الحكم ......





عفوا يا مولاى هناك خطر قائم و واجبي أن أدرؤه عنك و لو لمجرد الشك .... و يشارك كبير القواد فى الحديث .... نعم يا مولاى هو ذاك و هذا واجبه و واجبى أيضا و أرى أن أذنت سموكم أن نصلى المغرب هنا فقد يكون هناك مكيده يدبرها هذا الدهشان فيستجب الأمير لرغبتهما قائلا الله خير حافظا و هو ارحم الرحيم فلنصل بالديوان ....

و يرفع كبير القواد أقامة الصلاة و لكن قائد الحرس يتقهقر إلى الخلف ... فيسأله الأمير ألن تصلى معنا ... فيجيه بل أبقى فى حراستكما يا مولاى حتى تفرغا من الصلاة فأصلى ..... و يدخل الأمير فى الصلاة و قائد الجيش مأموما من خلفه متجهين إلى القبلة مخلصين النية لله و يرفع الأمير كلتا يداه بتكبيرة الأحرام و استحضار الخشوع للصلاة ....

 

في 18 ديسمبر، 2009‏، الساعة 12:12 صباحاً‏‏


نلتقى أن شاء الله فى الجزء التالى