17/12/2009

5- الحب و المُلكـ ..... للأديب الشاعر / صالح سالم - المصرى

الحب و المُلكـ - الجزء الخامس

‏‏‏




هى قصة مستوحاه من الأدب العربى ..... ج 5



.. فيضحك الأمير و ينظر إلى نصر الدين هذه المأدبة على شرفك يا نصر الدين فل يتفضل الجميع معى إلى غرفة الطعام و يتقدم الأمير رجاله متوجها إلى غرفة الطعام ...

و ما أن انتهى الأمير و رجاله من طعام الغذاء أذن لكبير وزرائه بالأنصراف و طلب من كبير القواد الأنتظار معه لأمر يريد أن يستعرضه معه

و ما أن و صلا إلى باب ديوان الحكم حتى أمر حاجبه أن يأته بكبير الحرس و دخل الأمير و كبير القواد قائد الجيش إلى الديوان و جلس كل منهما فى مجلسه حتى بداء نصر الدين يسأل أميره ... ماهو ذلك الأمر الذى أبقيتنى من أجله يا مولاى؟... فقد لا حظة غيرة و مقت فى عيون كبير الوزراء عندما قلت له الآن يمكنك الأنصراف أما نصر الدين فسوف يبقى لنتشاور فى أمر هام

فيضحك الأمير فى سعادة ... ضحكة تتوسطها كلماته ردا على نصر الدين ... نعم ... نعم ... لقد لا حظت ...
ولكن اعلم يا نصر الدين أن قلقى و شكى بدأ يزداد تجاه هذا الرجل فى ولائه لعرشى كما إننى أرغب أن تحيط تحركاته و كل انتقالاته بعيون عسسك من رجال الجيش لنعرف عنه كل سكناته و حركاته و لكن دون أن يشعر أو يعلم أنه تحت ناظرينا و لنرى ما سوف تأتى به الأيام فربما نكون قد ظلمناه وقد يكون لريبة القلب تجاهه فطنة منا سبقنا إليها





فيجيب نصر الدين أمرك يا مولاى و أنى كنت أتمنى ذلك الأمر من قبل سفرى إلى مدينة نور الدين الشمالية و خشيت أن أعرض ذلك على سموكم كى لا تفسر هواجسى على أنها رغبة منى فى التدخل فى شؤن الحكم و أنا رجل عسكرى عملى و شغلى الشاغل هى حماية الوطن و تدريب القادة و الجند على الزود عن ملك مولاى و بلادى التى أتمنى على الدوام أن أفديها بروحى و دمى ... فيضحك الأمير و يقول .. بارك الله فيك أيه القائد بارك الله فيك

و يدخل الحاجب مناديا ... مولاى كبير الحرس بالباب يطلب أن تأذن له بالدخول ... فيجيب الأمير ... فليدخل حالا

يدخل كبير الحرس ملقيا السلام و مقدما التحية للأمير قائلا ... رهن أمر مولاى ... فيرحب به الأمير مبتسما ثم يسأله ما أخبار ضيوفك فى الجناح الشرقى من القصر يا كبير الحرس ... لقد اغتسلوا يا مولاى فور دخولهم إلى الجناح ثم تناولوا الطعام بشراهة و ما أن فرغوا منه حتى أخذهم النوم و ما زالوا هم كذلك حتى الآن .




فيسأله الأمير بصيغة محزرة ... وهل اقترب أحد من أقامتهم أو حاول ... فيجب كبير الحرس مؤكدا ... لا يا مولاى فقد قمت و جنودى بوضع حواجز مانعة حول الجناح لتفرق بين حركة القصر و نزلهم فى الجناح الشرقى و لتأكيد هوية من يرغب فى التلصص فمن اجتازها فسوف يكون متعمدا و يعامل كما أمرت سموكم و لا دليل عنده من عدم التعمد ... فيضحك الأمير قائلا بارك الله فيك يا زين الدين هكذا هو كبير حرسى ثم يشير له بالجلوس فى مقعد مقابل إلى كبير القواد قائد الجيش ... ثم يوجه كلامه إلى نصر الدين ... أيها القائد نصر الدين لقد عاد الرجال الذى كنا قد اخترناهم لسرية الاستطلاع معا منذ عامين و هم اولائك الضيوف الذين يقيمون فى الجناح الشرقى من القصر أريد منكما أن تتابعوا حتى يستيقظوا و تجلسا معهم لنعرف ما أتو به من أخبار و تقارير عن مهمتهم طوال العامين ... و سوف أذهب إلى جناحى لأ نال قسط من الراحة ثم ينهض الأمير من مقعده فيقف الرجال ... ولكن يسرع نصر الدين فى سؤال الأمير ... و أين يحب مولاى أن نلتقى بأفراد السرية ؟
... يا نصر الدين لا أحب أن تبدوا حركتهم داخل القصر كى لا يعرفوا فقد يكون فى ما جلبوا من أجبار أمرا خطير فعليك أن تلقاهم هناك فى نزلهم و أنى اعتقد أن أخبار عامين لن تنتهى فى جلسة واحدة فتدبر أمرك  معهم حت تنتهى من تحصيل كل ما جمعوه و معك قائد الحرس و حافظوا بأقصى درجة على تلك المعلومات و على الرجال .... أمرك يا مولاى
و يخرج الجميع من ديوان الحكم كلا إلى و جهته ... الأمير وقد رغب فى قسط من الراحة فبل أن يكمل يومه فى تصريف شؤن البلاد و كبير القواد قائد الجيش وكبير الحرس باتجاه الجناح الشرقى للقصر الذى يتخذه رجال سرية الاستطلاع نزلا للراحة بعد عناء عامين فى مهمتهم

و على الجانب الآخر كان يتخفى كبير الوزراء و معه حارسه خلف أشجار الحديقة يترقبون خروج نصر الدين ... و يتسائل كبير الوزراء فى سريرته لماذا أبقى الأمير قائد الجيش و لم يسمح لى بالبقاء؟ و تجيبه نفسه الخبيثة ...






عله أراد أن ينعم عليه بشئ جزاء نجاحه فى مهمة الشمال أو انه رغب فى أن يسر له بأمر الرجال فى الجناح الشرقى أو أنها كانت مؤامرة من رجال الجيش ضده و هو لا يريد أن يذيع الخبر و ها هو قائد الحرس يضيف اليهم قائدهم ...

  أه لو صدق حسى و ثبتت عليهم المؤامرة و قطع رؤسهم عند الفجر فسوف يكون الطريق قد فتح على مصرعيه أمامى إلى كرسى الحكم ...
  أه فكم تغنى ذلك الأمير بشجاعة قائد الجيش و أخلاصه و ها هو يودع و رجاله رهن الاعتقال فى الجناح الشرقى للقصر ... نعم هى عادة ذلك الأمير من أراد أن يطيح برأسه انزله هناك حتى يتخذ قراره ...و لكن لابد من أحدا يؤكد لى تلك الظنون
ترى من استخدمه ... وبينما هو كذلك غارق فى حواره مع نقسه أذا بحارسه يناديه و هو لا يسمعه فيرفع الحارس صوته مكررا النداء ... مولاى كبير الوزراء مولاى ...

فيرتجف دهشان و يهم بغلق فم الحارس قائلا أيها الأبله أتريد أن تطير رؤسنا اخفض من صوتك ثم يتركه ... فيجب الحارس بصوت منخفض معذرتا يا مولاى ولكنهما قد اتجها إلى الجهة الشرقية و توارو عن أعيننا و مولانا الأمير قد عاد إلى جناحه فلما بقائنا هنا فقد يلفت ذلك النظر إلينا ... فيجب دهشان .. أه صدقت الآن .. فل ننصرف إلى عمق الحديقة ثم نعود وكأننا كنا نتريض بها ... و عند استدارتهما بعدة خطوات يلمح دهشان احد الأشخاص و هو يتوارى بين الأشجار مسرعا باتجاه القصر دون أن يعرف من هو و لكنه يعرف أن هذا الزى الذى يرتديه ذلك المهرول هو زى احد ضباط العسس ...

فيزجر دهشان حارسه الم تنتبه إليه أيها الحارس هب انه كان يرغب فى اغتيالى ماذا لو فعل و انت إلى جوارى لاهيا ... فيعتذر الحارس قائلا معذرتا مولاى فقد أمرتني أن أراقب باب الديوان ولم يخطر ببالى أن يكون خلفنا من يراقبنا ... فيأمره دهشان أن يستكشف الطريق ولينظر أن كان حوله مزيد من ضباط العسس أو غيرهم و يعود الحارس بعد أن وجد الطريق متاحة وليس به أحد ... قائلا تفضل يا مولاى فان الطريق آمنة... فإذا بكبير الوزراء يعاجله بخنجر يحمله بيده فيقضى عليه قائلا ... مت بما علمت أيها الحارس الأبله أما هذا الضابط الذى فر فسوف تكون رأسه مقابل دمائك عند الفجر و هذا هو سلاح ضباط العسس خنجر من خناجرهم عليه شارتى الأمارة و وزارة العسس ... و يلقى بالخنجر إلى جوار جثة حارثه ... ويهرول صارخا اقبضوا عليه اقبضوا على ضابط العسس لقد أراد اغتيالى و قتل حارسى وهرب يا حراس يا حراس ....

في 17 ديسمبر، 2009‏، الساعة 11:54 مساءً

نلتقى فى الجزء القادم إن شاء الله