17/12/2009

3- الحب و المُلكـ ..... للأديب الشاعر / صالح سالم - المصرى

الحب و المُلكـ - الجزء الثالث



هى قصة مستوحاه من الأدب العربى ..... ج 3


...................... سمع الأمير صوت ضجيج و أصوات تناشده أن يغيثهم أنقذنا يا مولاى أنقذنا با مولاى فأسرع الأمير إلى شرفة القصر ليستطلع أمر هذه الجلبة


  فإذا به يرى عدد كبير من الحرس و هم يكبلون بكل قوة ثلاثة من الرجال و يحكمون السيطرة عليهم بكل قوة و يلمح ألأمير وجه أحدهم و يشعر أنه يعرفه نعم هو أنه مهران قائد سرية الأستطلاع و بينما هو يحاول التذكر أذا به يجد حرسه الخاص قد تجمع حوله و طلب منه كبير الحرس أن يترك شرفة القصر و يعود إلى الداخل مخافة أن يكون خلف هؤلاء الرجال مؤامرة فضحك الأمير ضحكة تملأها السعادة و صاح فى قائد الحرس مؤامرة !!! ... أية مؤامرة أن هؤلاء الرجال ما هم إلا سرية الأستطلاع التى أرسلتها منذ عامان لتستكشف و تستطلع أسرار العدو و تحصيناته و تفتش فى حدود الأمارة لتكشف مناطق الضعف التى يمكن أن يغزونا العدو من خلالها و صاح فى كبير الحرس يا كبير الحراس أمر مولاى اذهب فارفع قبضة رجالك عنهم و تأكد من شخصياتهم وأعدوا لهم نزلا للراحة حتى يستريحوا من عناء السفر و بعده ننظر فيما أتو به من أخبار .

و ينطلق كبير الحرس و رجاله ألا اثنين أبقاهما لمراقبة شرفات الديوان المطلة على حديقة القصر تحوطا منه لحماية الأمير أذا كان الأمر غير ذلك و بعد خروجه دخل حاجب الديوان بصوته الجهورى المنبه مناديا مولاى فأجابه الأمير ماذا ورائك أيه الحاجب .... كبير الوزراء يطلب الأذن ثانية بالدخول و قد أبقيته بعيدا عن الباب فهل تأذن له يا مولاى ؟؟






فصمت الأمير مليا ثم هز رئسه و أجاب أدخله الآن أيه الحاجب ..... فتقهقر الحاجب باتجاه باب الديوان و نادى يصوته المعهود سيدى كبير الوزراء أذن لك الأمير المفدى بالدخول .... فيدخل دهشان كبير الوزراء مهرولا مقدما التحية و الأعتذار عما بدر منه فى المرة السابقة و موضحا بدهاء ذلك التطفل الذى بدر منه قائلا أرجوا يا مولاى أن تقبل أعتذارى ... أنما حب مولاى و حرصى على أن أراه سالما معافا هو ما جعل قدماى تحملني إلى داخل الديوان و لم أك أعلم عن يقين أن سموكم بصدد أمر هام يمكن أن تخفيه عن كبير وزرائك و خادم العرش

  فأجابه الأمير بحزم مقاطعا تسلس أفكاره واحتمال سؤاله عما دار بينه و بين كبير الحكماء قائلا لا تذكرني بهذه الواقعة التى حدثت منك و لا تعود إليها فى أى وقت كان

و لننظر الآن ماهو جديد من عملنا فى هذا اليوم ... فتلعثم دهشان المكير و قال أمرك يا مولاى ... لقد قبض حرس القصر على ثلاثة من الرجال المشتبه بهم أنهم اقتحموا الأسوار و أرادوا أن يصلوا إلى ديوان الحكم فى مؤامرة ضد مولاى و بينما نحن كذلك أذا بكبير الحراس يأمر الجنود أن يتركوهم و انتحى بهم جانبا إلى غرفة المراسم و أخذ يخرج بعض الأوراق و حاولت أن استطلع الأمر فأستأذن منى و طلب منى الأنصراف و قال انه أمر فى غاية السرية طبقا لأمر مولاى الأمير و لا يرغب أن يطلع عليه أحد .... نعم ... هو كذلك وسوف أطلعك عليه فيما بعد أخبرنى الآن .... ماذا عن الأسواق و الرعية و الأسعار و التجار ... مولاى تعلم أنى أجوب الأسواق بنفسى و يرافقنى شهبندر التجار لنطمئن من الرعية و هم يشترون احتياجاتهم من الطعام و الملبس و ما ينفع شؤن حياتهم و أن الأسعار معتدلة



و حقيقية و لا يشتكى منها أحد يا مولاى ... اعلم يا دهشان أننى سوف أنزل بنفسى إلى الأسواق لأرى بعين اليقين صحة هذا القول و أتحقق من الرعية و أسألهم عن عدل الأسعار مقابل مقدرتهم و أمكا نياتهم ... وسوف يكون لى شأن مع شهبندر التجار بل و مع كل التجار إذا وجدت الحال على غير ذلك ثم أكمل بك انت يا دهشان ...
وهنا يدخل حاجب باب الديوان مولاى كبير القواد قائد الجيش و قائد الحرس يطلبان  الأذن لهما بالدخول ... أدخلهما أيه الحاجب ... فيتقدم كبير القواد قائد الجيش إلى الأمير ملقيا السلام و مقدما التحية فيأذن له الأمير بالجلوس ثم ينهض الأمير من مجلسه فيقف الجميع و لكن الأمير يشير لهم بالجلوس ثم يتوجه إلى كبير حرس الديوان ليستطلع منه أمر الرجال الثلاثة و يسأله ... ماذا وجدت يا كبير الحرس مما أمرتك به فيجب قائد الحرس ...مولاى وجدتهم كما أطلعني مولاى وتحققت من شخصياتهم من مرسوم الأمارة المحفوظ بقاعة المراسم ... هل أكملت بقية ما أمرت به ..... نعم يا مولاى و هم الآن يحصلون على قسط من الراحة بالجناح الشرقى من القصر و ينتظرون أمر مولاى و أذنه للمثول بين يديه ... رائع جدا هذا ما كنت قد أرسلت فى طلبك صباحا من اجله ... اذهب وكن و رجالك حولهم لا أريد أن يتصل أو يتحدث إليهم أى من كان أو يتلصص عليهم أى شخص من حاشية القصر و من يحاول وأى كان درجته يعامل كلص و يرمى فى جب القصر حتى أنظر فى أمره ... هل سمعت ما أمرتك به جيدا ....فيصيح قائد الحرس نعم يا مولاى ... أذن انصرف لعملك .... فيقدم كبير الحرس التحية و يسرع بالخروج إلى عمله طبقا لتعليمات الأمير

و يعود الأمير إلى كرسى الأمارة فيقف الجميع و يجلس الأمير و هو يشير اليهم بالجلوس ثم يوحه حديثه إلى كبير القواد قائد الجيش .... ماذا ورائك يا نصر الدين ؟






و ما أخبار التحصينات التى أمرتك بها لحماية الشمال الشرقى للأمارة ؟؟
فمنذ عودتك من هناك تركتك حتى تستريح من عناء السفر فهل أنت جاهز الآن لعرض الموقف علينا و ما حدث هناك .... و هنا يصل صوت المؤذن إلى ديوان الحكم فينهى الأمير الجلسة قائلا الله أكبر الله أكبر نلتقى بعد صلاة الظهر إن شاء الله ...   




في 17 ديسمبر، 2009‏، الساعة 11:42 مساءً‏‏




نلتقى فى الجزء التالى