‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصة الحب و المُلكـ. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصة الحب و المُلكـ. إظهار كافة الرسائل

01/09/2010

18- الحب و المُلكـ ..... للأديب الشاعر / صالح سالم - المصرى

الحب و المُلكـ ... الجزء الثامن  عشر








مستوحاه من الادب العربى ... ج 18 

يدخل الأمير إلى القصر و يغلق الحرس الأبواب بالمتاريس .. و يدخل زين الدين إلى غرفة متابعة القتال يتبعه القائد نصر الدين كبير القواد و هو يقول له ....لكنك لم تخبرنا يا زين الدين ما الموقف هناك وكيف تمكنتم من القبض على هذا الأسير و ماهى درجته  و كيف أبلغت الخبر إلى الأميرة صبح و كيف أتيت بها إلى هنا وهى ترتدى زى أحد مقاتلى الجيش 



سيدى القائد لقد كان لمولاى الأمير وجهة نظر صائبة فى ان يرسلنى إلى المنطقة  الخلفية فى الوقت المناسب و يعلم الله ماذا كان سوف يحدث ... لقد وصلت إلى هناك بعد ان حفظتنى عناية الله من عدد من السهام المتوالية تلقيتها على درعى بتوفيق من الله تعالى و ليس براعة منى لاجد الموقف غاية فى السؤ .... فقد أذهلت مفاجئة الهجوم الجنود و الضباط  هناك و منهم من خرج من السكنات بغير درع أو حتى سلاح من شدة الذهول و قد استشهد عدد ليس قليل من الضباط و الجند و ما أن وقعت عينى على المشهد حتى رحت أصرخ فيهم و أناشدهم بالتستر من السهام و اتجهت .. وناشدت الجميع بالتوجه إلى مبنى السلاح للتزود بالسلاح و الدروع الواقية من السهام

وفى هذه اللحظات ظن الأوغاد إنها عملية انسحاب أو فرار من الميدان فتدفقوا إلينا يصيحون فى كل اتجاه والتقينا بهم وجها لوجه فى معركة قصيرة انتصرنا فيها بصعوبة و بتوفيق من الله تعالى ... لكن فى هذه الاثناء نجح عدد قليل من الوصول إلى نزل الأميرة صبح و دخل أحدهم إلى هناك وبعد أن علم من خادمة النزل أن هذا النزل يخص الأميرة صبح شقيقة الملك زياد الدين قام بقتلها و توجه إلى داخل النزل و لكن الأميرة كانت قد احتاطت لذلك و التقطت احد السيوف المعلقة على الجدار و فاجئته بضربة ليست بقوية

فأخذ يصيح فيها و فى هذه الأثناء كنت وصلت و عدد من الرجال إلى النزل تحسبا لما رايناه من حركتهم فى المكان فسمعته و هو يصيح ......
لا مفر لك أيتها الأميرة سوف أنال شرف قتلك و أحمل رأسك لأنال حصة كبيرة من المال مقابل تسليمها للمك الذى نصب نفسه على ملك أبيك وأخيك بعد أن قتلناه و كل اسرتك حتى الصغار الرضع منهم ..

فعاجلناه بضربة على يده و هو فى غمرة فرحته بغنيمته التى ظن أنه  قد حطم معنوياتها وأسرناه و انهارت الأميرة و راحت تبكى أخاها و عائلتها فأمرت لها بزى عسكرى حتى آتى بها إلى القصر لتكون فى أمان فاقتنعت و ارتدت الذى وقيد الرجال الأسير بالسلاسل الحديدة و اتينا الى هنا  .... يا سبحان الله و الله إنها عناية الله حقا يازين الدين ... ولكن ألا ترى أن صوت القتال صار بعيدا عما كان عليه .. اسأل الله تعالى أن تكون خطتى قد نجحت و استطاع مقاتلينا تنفيذها ... آمين يارب العالمين 

و هنا يصدح صوت المؤذن بأذان الظهر .... فيستأذن القائد زين الدين قائده نصر الدين ليعود إلى الجهة الخلفية ليتابع الموقف هناك فيأذن له و يدعوا له بالنصر و يؤكد عليه استخدام الخطة العسكرية المضادة لخطتهم الهجومية و يدعوا له بالنصرمرة اخرى


كان الأمير نور الدين قد دخل إلى الديوان هو الأميرة صبح فلقيهم كبير الحكماء  بالترحاب ... و لكنه دهش وراح يمعن النظر فى شخصية المقاتل الذى يضمه الأمبر إلى جناحه و هو يبكى و يسير تحت جناح الأمير يتأبطه بكلتا يديه .... فيقول مولاى الأمير من هذا المقاتل الذى يبكى بين يديك ... فيجيب الأمير نور الدين .. أنها الأميرة صبح يا نجم الدين .. فقد بلغتنا أنياء غير سارة عن اغتيال أخاها الملك زياد رحمه الله و جميع افراد اسرتها و كادت أن تقتل فى نزلها لولا عناية الله ثم القائد زين الدين و رجاله ... كما أخبرتنى الآن و نحن فى الطريق الى الديوان .... 



فهم إليها كبير الحكماء ليضمها إلى صدره ثم راح يهدأ من لوعتها و حزنها ... ابنتى الغالية أنها إرادة الله تعالى و كلنا اهلك و أسرتك هونى عليك و للنظر لما هو آت .. أنت الان مع الأمير نور الدين فى مأمن وفى خير و قد شأة عناية الله لك ذلك ... فقد كنتى تعتقدين أن سجنك فى قصر دهشان شرا لك و لكن الله سبحانه و تعالى هو الذى رتب ذلك لتكونى من الناجين السالمين

فيلتقط الأمير خيط الحديث قائلا صدقت يا كبير الحكماء .. ولقد ربطت الاحداث بقول الله تعالى " و تحسبوه شرا لكم و هو خيرا لكم " أرى أن تذهب الأميرة إلى جناحى الخاص لتبدل ثيابها و تستريح هناك .. و تخرج الأميرة من بين ذراعى كبير الحكماء نجم الدين قائلة ... مولاى الأمير آأذن لى أن أكون هنا إلى جوارك فإننى يتملكنى الخوف و القلق على سموك ... فيضحك الأمير قائلا ... بارك الله فيك أيتها الاميرة إننى بخير كما تسمعين أن صوت القتال فى الخارج قد قل وصوله إلى مسامعنا و عما قليل سوف يدخل قائد القواد نصر الدين ليوضح الأمر ... فيقول كبير الحكماء يا ألاهى .. معذرتا يا مولاى و كأنى أرى حلما قديما كان يراودنى .. أن يجمع الله بينكما وأنا على قيد الحياة .. معذرتا أميرتى الصغيرة أعلم أن الوقت غير مناسب و لكن عادة بى الذاكرة لأراكم وانتما صغار تلهون فى القصر و تختبئين من الأمير و هو يبحث عنك فى ارجاء قصر والدك الملك تاج الدين رحمة الله عليه و كان يجهد حرسه الخاص خلفه حتى يعثر عليكى و جلوسكما سويا عند بحيرة القصر تتطعمون طيورها و اسماكها و رعايتكم لأزهار الحديقة ... ألا تتذكران

و هنا يدخل حاجب الديوان ... مولاى الأمير ... ماذا ورائك أيها الحاجب ... كبير القواد يطلب الأذن فى الدخول يا مولاى ...



أدخله على الفور ...  يدخل القائد نصر الدين متهللا الوجه , يوجه التحية لأمير البلاد ... قائلا مولاى أزف إليكم بشرى انتصار القائد زين الدين على المجموعة الخلفية و القضاء عليهم جميعا و أسر عدد منهم ... و أن شاء الله عند صلاة العصر سوف يتم الله لنا النصر على المجموعة الأولى بمواجهة قصر سموك با ذن الله ... 
فيتهلل و جه الامير فرحا .. الحمد الله يا نصر الدين الحمد لله و ما النصر إلا من عند الله ... 
و يرد نجم الدين الحمد الله الحمد لله اللهم اتم النصر لمولاى و جنوده المعتدى عليهم فى ديارهم بلا إسائة أو ذنب اقترفوه ... بشرة خير يا مولاى ... 
و تنفرج أسارير الأميرة صبح و راحت تهنئ الأمير نور الدين قائلة ... نصرك الله وجندك على الدوام يا مولاى

ويرد الأمير قائلا ... اللهم لك الحمد على كل حال... و الآن يا نصر الدين لا أريدك أن تتاخر عن رجالك حتى يتم الله تعالىعلينا نصره على المرتزقة المعتدون ... عد إلى موقعك فى إدارة المعركة وأطلعنى على الموقف باستمرار ... امر مولاى الأمير .. يخرج نصر الدين عائدا إلى موقعه .. 

و ينادى الأمير حاجب الباب .. أيها الحاجب  ... أمر مولاى ... من لديك بالخارج من ضباط حرس القصر ... 

يوجد عدد غير قليل منهم بالخارج يا مولاى يأمنون مجلسكم الموقر ... 

فيسأله الامير من على راسهم أيها الحاجب ... إنه القائد علم الدين بن محمد يا مولاى ...  أدخله الان ... 

يدخل القائد علم الدين بن محمد على الأمير متهللا سعيد مقدما التحية قائلا ... مولاى إنه لشرف عظيم لى أن اكون فى طاعتك و بين يديك... 
بارك الله فيك ياعلم ... انظر إلى هذا المقاتل ... أتعرفه ... عفوا يا ملاى تشرفت برؤيته أثناء دوخل سموك إلى القصر و كلنا بالخارج لا نعرفه و قد تسئلنا فيما بيننا من يكون ؟ وهممنا أن نسأل سموك عنه ثم تراجعنا حتى لا نقطع حديثكما و نحن الآن رهن إشارت مولاى ... 

فيضحك الأمير موجه حديثه الى الأميرة صبح .. نعم أدب رجالى .. أيتها الأميرة  استأذنك أن ترفعى عن راسك عمامة المقاتل حتى يتضح الأمر للقائد علم الدين ... 

و تخلع الأميرة عمامة المقاتل فينسدل شعر جميل به كل سواد الليل و لمعة وبريق الماس و الذمرد يعكس شعاع ضياء الشمس الذى ينفذ بالكاد من نوافذ و شرفة ديوان الحكم ... و يضحك الأمير قائلا ماشاء الله

و ينظر إلى القائد علم الدين الذى أخذته الدهشة فراح ينظر إلى الأميرة دون أن ترمش جفونه أو يغير ناظريه عنها .. 

فيصيح فيه الأمير استيقظ أيها القائد انها الأميرة صبح ... عليك أنت ورجالك حراستها إلى جناحى الخاص والبقاء هناك بالقرب منها و تنفيذ أوامرها .. وأمر الخدم و الوصيفات هناك بذلك .. واعلم أنه إذا مس شعرة منها تحت أى ظرف فسوف يكون حسابك أنت و رجالك شديد ... 

فينتبه القائد علم الدين من دهشته و يجيب بلهجة عسكرية قوية أمرك يا مولاى ..  ولكن ارجوا من مولاى أن يمهلنى قليلا من الوقت أرتب رجالى ولا أخرج عليهم الآن حتى لا يصابوا  بمثل دهشتى  ... 

فيجيبه الأمير ... لا ما نع اذهب إلى رجالك و أخبرهم الأمر و تعسس طريقك جيدا إلى  جناحى و رتبهم حتى هناك ... أمر مولاى .. و يستأذن علم الدين الأمير و يخرج مسرعا إلى رجاله ليطلعهم طبيعة المهمة و يرتبهم على المسار إلى جناح الأمير الخاص

نلتقى فى الجزء القادم إن شاء الله


26/08/2010

17- الحب و المُلكـ ..... للأديب الشاعر / صالح سالم - المصرى

الحب و المُلكـ ... الجزء السابع عشر



قصة مستوحاه من الادب العربى ..... ج 17

ثلاثة مجموعات إذا ما اجهدت المجموعة المقاتلة تبادلت مع الأخرى التى يكون عليها الدور حسب شراسة القتال و طبيعة المكان الذى يدور فيه القتال كما إن المجموعة الواحدة أيضا لا تقاتل كلها دفعة واحدة بل يعمد جزء منها إلى القلب و عند فشلهم يتقهقرون إلى الخلف فتندفع خلفهم القوات لتجد نفسها محاصرة فى حلقة و قد تسبب ذلك فى فقد الكثير من رجال الحرس و الجيش .. 
فماذا ترى...


فيطرق قائد القواد و هو يهز رأسه .. إنهم يقاتلون بطريقة الطائر يندفع برأسه تاركا جناحيه إلى الخلف .. ثم يعود برأسه إلى الخلف ليطبق جناحيه على فريسته و ينهال عليها بمنقاره الحاد ... رأس و جناحان ... انتبه إلى إيها الضابط إليك الخطة المضادة لخطتهم ... عليكم أن تردوا الهجوم بطريقة مختلفة و إذا نجحتم فسوف تقضون عليهم قبل أن يدركنا الليل ... إذا هاجمتكم رأس الطائر ثم انسحبت فلا تندفعوا خلفها بل اثبتوا فى اماكنكم متربصين للاجنحة ... 





فإذا نجحت فى تحطيم الأجنحة وهى التى سوف تكون أكثر عددا فى هذه الحالة فسوف  تقضون على رأس الطائر بكل سهولة لأنها أقل عددا  ... لابد من القضاء على الأجنحة بكل تصميم و عندما تتبقى الرأس عليكم أن تقاتلوهم بنفس الفكرة رأس طائر تهاجم و تتراجع حتى تسحبوهم بين أجنحة الطائر و تقضوا عليهم و لا تفلتوهم للهرب و لو واحد منهم ... أمرك أيها القائد .. و يسرع الضابط بالتستر حتى يتمكن من الوصول إلى منطقة القتال  ليبلغ الخطة العسكرية لقائد الفرقة المقاتلة التى تواجه المجموعة الأولى المواجهة لباب القصر ..  





و يخرج الأمير مستطلعا موجها حديثه إلى قائد القواد .. أرى يا نصر الدين أن القتال ذاد تراجعه إلى عمق الحديقة و هذا وقت مناسب أن تدفع بتعزيزات الجيش و الحرس و العسس حتى يؤازروا الفرقة المقاتلة هناك ... وأرسل إلى زين الدين فى المنطقة الخلفية لستطلاع الموقف هناك ... وعلى الفور يجيب نصر الدين أمر مولاى .. و يأمر نصر الدين القوات بالتحرك الحذر إلى داخل الحديقة بعد أن أطلعهم على خطته العسكرية فى القضاء على هؤلاء المعتديين المأجورين  و يكلف أحد ضباط الأستطلاع للتوجه إلى المنطقة الخلفية لاستيضاح الموقف هناك و ملاقاة قائد الحرس زين الدين و الأطمئنان على سير القتال هناك ...


وقبل أن ينطلق ضابط الأستطلاع اذا بزين الدين  يظهرعلى مرمى البصر و هو يجر خلفه شخص مكبل بسلاسل من حديد و إلى جواره شخص آخر يرتدى ملابس عسكرية غير معروف ... فيصيح ضابط الأستطلاع ... سيدى القائد أنظر .. هذا هو قائد الحرس و إلى جواره شخص آخر لا أعرفه و أرى انه يسحب شخصا خلفه على الأرض و أكثر الظن أنه احد الأسرى يتبين ذلك من ملابسه السوداء فهو حتما من المجموعة الثانية ...


فيلتفت نصر الدين باتجاه القادمين من الجهة الخلفية ثم يقول ... الله اكبر نعم هو زين الدين و لكنى لا أعرف الشخص الذى إلى جواره ... انتظر أيها الضابط و لا تنطلق إلى مهمتك حتى نستبين الأمر من القائد زين الدين ... أكمن و كن على استعداد حين أشير إليك لتنطلق إلى هناك أن جد جديد فى الأمر ... 


يعود نصر الدين إلى الأمير مسرعا .. و هو يقول مولاى الأمير لقد ظهر القائد زين  الدين وهو يجر خلفه أحد أسرى المجموعة الثانية و بصحبته أحد الرجال لا أستطيع تميزه أو معرفته ... فيتتهلل و جه الأمير بالبشرى و يقول الحمد لله إنها بشارة نصر بإذن الله .. دعنى أخرج لملاقاته ... فيعترض نصر الدين طريق الأمير ... عفوا يامولاى نحن فى معركة و لن أترك سموك لتعرض نفسك للأخطار .. إنهم ليس بعديين بل هم على مقربة منا و ماهى إلا لحظات يصل فيها زين الدين ليمثل بين يدى مولاى ... أرجوك يا مولاى .. و أمام اصرار نصر الدين يغير الأمير رأيه و يعدل عن فكرة الخروج .. 





و لكن لحظات الأنتظار مريرة ملهبة للفكر يسودها الصمت و الترقب حتى يصل صوت  الأسير إلى مسامع الأمير و يسمع صوت زين الدين مناديا ... يا حرس فيلبيه الحرس على الفور أمر القائد زين الدين .. اقبضوا على هذا الأسير المرتزقه حتى أشرف بملقاة امير البلاد ... امرك سيدى القائد ... و يترك زين الدين قيد الأسير للحرس ... وعلى الفور يخرج الأمير نور الدين و من خلف قائد القواد نصر الدين من غرفة متابعة القتال لملاقاة زين الدين قائد الحرس و عندما تلاقت الوجوه قال الأمير مرحى بعودتك أيها القائد المغوار لم تعد لنا خاليا .. هل انت بخير ... فيجيب زين الدين  .. نعم يامولاى الحمد لله اننى بخير .. فداك روحى و نقسى ... فيبادره الأمير و من هذا المقاتل الذى إلى جوارك أراه منكس الراس ولا يرغب حتى فى التحية ... من أنت أيها المقاتل و ما  اسمك و لما أنت منكس الرأس هكذا أمام أمير البلاد ... 


فيسرع زين الدين بالرد ... مولاى انه ليس أحد المقاتلين يا مولاى بل هى الأميرة صبح و قد بلغتنا معلومات اكيده من هذا الأسير الذى أتيت به أن مجموعات البرابرة المهاجمة قد تمكنت من قتل أخيها الملك زياد و أسرته بالكامل و اعتلى عرش المملكة كبير وزراء المملكة شهاب الدين و قد أمدهم بالسلاح و الرجال لأتمام مهمتهم و هوالآن يقوم بتجهيز جيشه للأغارة علينا إذا ما قضينا على هذه المجموعات التى أرسلها ... و الأمر لك يا مولاى ... 





وفى صمت و وقار يتجه الأمير الى حيث تقف الأميرة صبح و يأخذ يدها برفق ثم  يبادرها قائلا ... البقاء لله و حده تماسكى فإن المصاب أليما حقا .. و لسوف نثأر لأخيك و أسرتك من هؤلاء القتلة و لسوف نعاونك حتى آخر رجل فينا حتى تعودى لعرشك و مملكتك ثم يأخذ بيدها و هو يشير إليها باتجاه باب القصر ... 


تفضلى لتستريحى بالداخل فتهم الأميرة لتلقى بنفسها بين ذراعى الامير نور الدين و هى تجهش بالبكاء على أخيها و افراد أسرتها الذين أبادهم البرابرة بكل قسوة ... فيهدأ الأمير من لوعتها و حزنها و يتجه بها إلى مدخل القصر متجها إلى الديوان و قبل أن يجتاز باب القصر يقف و يلتفت إلى نصر الدين و زين الدين قائلا .... 


أيها القادة اريد أن ينتهى القتال عند الشفق و لا تغيب الشمس عن قصرى و هؤلاء الأوغاد يدنسون أرض حديقته ... أمرك يا مولاى ... يدخل الأمير إلى القصر و يغلق  الحرس الأبواب بالمتاريس .. و يدخل زين الدين إلى غرفة متابعة القتال يتبعه القائد نصر الدين كبير القواد و هو يقول له ....لكنك لم تخبرنا يا زين الدين ما الموقف هناك وكيف تمكنتم من القبض على هذا الأسير و ماهى درجته و كيف أبلغت الخبر إلى الأميرة صبح و كيف أتيت بها إلى هنا وهى ترتدى زى احد مقاتلى الجيش 


نلتقى فى الجزء القادم ان شاء الله






25/08/2010

16- الحب و المُلكـ ..... للأديب الشاعر / صالح سالم - المصرى

الحب و المُلكـ ... الجزء السادس عشر


قصة مستوحاه من الأدب العربي ...   ج 16 

و نسمع رأى قائد القواد فيها أيضا بعد أن سمعت رأى نجم الدين كبير الحكماء ... و هنا يصرخ الحاجب ... أدركنا يا مولاى ... أدركونا يا حراس ... يا قائد الحرس  .. يا كبير القواد ...



وهنا تصل إلى مسامع الجميع صوت جلبة وقتال يقترب باتجاه الديوان و يسرع قائد الحرس إلى الإمير نورالدين و يطلب منه الخروج من خلال السرداب المخصص تحت كرسى الأمارة لمثل هذه الأوقات و يرفض الأمير ذلك بشدة .. 
ويسرع قائد القواد إلى خارج الديوان مستلا سيفه من غمده فيجد أن جميع الحرس قد تكتلوا واجتمعوا حول باب الديوان تلبية لنداء حاجب باب الأمير .. 

و ما أن وصل إلى باب القصر حتى شاهد معركة قوية بين قوات الحرس و تعاونهم قوات الجيش ضد مجموعة من الملثمين يرتدون الملابس السوداء تعبيرا عن أنها مجموعة انتحارية مدربة على أعلى مستوى على اختراق الصفوف بحركات عصابية و ليس كهجوم عسكرى منظم و القتال منتشر و تجتهد القوات فى التعامل مع تلك المجموعة لمنع أى فرد منها من اجتياز حديقة القصر و الوصول الى باب القصر الرئيسى أو الخلفى الذى يحتمل ان يخرج من أمير البلاد إذا رغب فى الهروب أو تجنب القتال 

وهنا يصيح نصر الدين بكل قوته الويل لكم إيها الخونة و يتوافد المزيد من قوات الجيش و الشرطة والحرس للمشاركة فى المعركة الأنتحارية و يسرع إلى ناقوس غرفة الحرس بالقرب من باب القصر و هو معد لجلب الحرس و قوات الجيش فى مثل هذه الأحوال المفاجئة و عند سماع صوت الجرس يتوافد المزيد من قوات الحرس و الجيش للأشتباك مع افراد تلك العصابة القوية المدربة 


فيصيح نصر الدين فيهم و يأمر بتطويق الحديقة و أن يقاتل من يجد زميله الذى أمامه قد اصيب أو استشهد و كلا يملأ أى فراغ أمامه ... و رغم قلة عدد هؤلاء الرجال إلا أن كل هذه القوات لم تستطع السيطرة عليهم بين هجوم وفر و كر و اعتلاء لأشجار حديقة القصر... و قد ذاد الموقف سوء ظهور مجموعة اخرى عند نزل وزير العسس و الأميرة صبح


و اعتلت المجموعة الأولى الأشجار و بدأت بأمطار رجال الجيش و الحرس بوابل من السهام بكثافة عالية وركزوا على فتح ثغرة لأفساح الطرق إلى باب القصر


و هنا يأمر نصر الدين حراس الأبواب بالدخول واغلاق الباب الرئيسى من الداخل بالمتاريس الكبيرة و لا يفتح إلا بأمره أو بأمر أمير البلاد ...  ويأمر نصر الدين أحد ضباط الحرس و مجموعته فى التوغل إلى الحديقة بمحاذاة أسوار القصرعلى أطراف الحديقة و أن يكون القتال مع تلك الأفراد بنفس طريقتهم الغير منظمة فردان أو اكثر يتعقبا فردا واحد منهم لنشغلهم فى قتال داخل الحديقة و لنتمكن من صد المجموعة الأخرى


و هنا يسمع نصر الدين صوت باب القصر يفتح و يظهر الأمير بزيه العسكرى يتبعه زين الدين قائد الحرس و عدد من ضباط الحرس الخاص للأمير و تزداد السهام أمطارا باتجاه الباب الذى خرج منه الأمير مما ذاد من انشغالهم و شعورهم بامكانية أصابته و تحقيق الهدف الذى أتوا من أجله و بكل ثبات يدخل الأمير الى الغرفة التى يدير منها كبير القواد المعركة ... 

و يصرخ نصر الدين مولاى لما أتيت إلى هنا أن الأمر خطير جدا على حياة سموك ...  فيرد الأمير بثقة الواثق من ربه "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا" ما هو الموقف أمامك الآن ... 

أنهم مجموعتان يا مولاى من رجال العصابات و قطاع الطرق المأجورين مدربين جيدا  على الكر و الفر و اعتلاء الأشجار و الهبوط منها و مدججين بأسلحة متنوعة ... و قد أحدثوا حتى الآن خسائر كبيرة فى افراد الحرس و بعض افراد الجيش ... و ننتظر الأمداد من قوات الجيش الموجودة خارج القصر حيث أن دق جرس النداء قد بلغ الجميع بالأضافة إلى أن كل مجموعة تسمع الجرس الرئيسى تقوم بدورها بدق الجرس الخاص بها أبلاغا لباقى الفرق و المجموعات هكذا علمتنا يا مولاى ... المجموعة الاولى هى ما نواجهها و هى تستهدف الدخول إلى قصر مولاى و المجموعة الأخرى آتية من الخلف تستهدف نزل وزير العسس و محبس دهشان و البناية الرئيسية التى بها قرارات القصر و أختامه و هى بطبيعة الحال عليها من الحرس و الجنود ما يكفى لصدهم لأن كل التركيز يكمن فى تشتيت الفكر و تخفيف المواجهة عن المجموعة الأولى كى تتمكن من دخول القصر .... 
فيهز الأمير رأسه و يقول لكبير القواد أحسنت التقدير ثم يلتفت الأمير الى قائد الحرس زين الدين أيه القائد زين الدين   ... أمر مولاى  ... خلى عنى حراستك و رجالك أنما أنا جندى فى معركة و لا أرغب فى حراسة حولى  ...





فيصرخ زين الدين اسمح لى يا مولاى أن أخالفك أن كل هذا للنيل منك .. فينظر الأمير اليه قائلا .. نفذ الأمر أيه القائد ... اعلم أننا فى وضح النهار و أن أصابتك قد تكون محتملة ولكن لابد من وجود قائد مثلك مع المجموعات الخلفية يدير شئون التصدى لهؤلاء البرابرة المرتزقة أن الأمر ليس هيننا أنها حياتى و حياتك و حياة الجميع فى خطر ... خذ حذرك و اذهب على الفور إلى هناك .. حتى تدخل القوات من الخارج و أمر بفتح الأبواب لهم بعد التيقن أنها قواتنا الآتية من السكنات الخارجية .. وينفذ زين الدين أمر أمير البلاد و يتجه مع رجاله إلى الجهة الخلفية ... 

و يهدأ وابل السهام ويسمع صوت الإشتباك داخل حديقة القصر وهرج ومرج من جراء اعتلاء الأشجار و الهبوط و الكر والفر و تسقط سهام متفرقة فى كافة الأنحاء ...

و يهرول احد ضباط الأستطلاع إلى الغرفة التى تدار منها المعركة مناديا مولاى قائد القواد مولاى قائد القواد .. فيسرع القائد نصر الدين لملاقاته قائلا ... ماذا ورائك إيه الضابط   ... مولاى جئت لأعلمك عددهم الذى يقرب الستمائة رجل و لا يقاتلون جميعا دفعة واحدة فهم مقسمون إلى ثلاثة مجموعات إذا ما اجهدت المجموعة المقاتلة تبادلت مع الأخرى التى يكون عليها الدور حسب شراسة القتال و طبيعة المكان الذى يدور فيه القتال كما أن المجموعة الواحدة أيضا لا تقاتل كلها دفعة واحدة بل يعمد جزء منها إلى القلب و عند فشلهم يتقهقرون إلى الخلف فتندفع خلفهم القوات لتجد نفسها محاصرة فى حلقة و قد تسبب ذلك فى فقد الكثير من رجال الحرس و الجيش .. فماذا ترى ...


و الى القاء فى الجزء التالى ان شاء الله









24/08/2010

15- الحب و المُلكـ ..... للأديب الشاعر / صالح سالم - المصرى

الحب و المُلكـ ..... الجزء الخامس عشر


قصة مستوحاه من الادب العربى  ج 15 

فراح يضحك ملأ فاه و بطريقة جنونية ثم قال ... إن لى رجالا إذا قتلت أو فشلت المهمة سوف يقتلون أخيك الملك و يقتلون أميرك المفدى عندما ينتصف هذا الشهر أو بعده بيوم على الأكثر .. 



وعندما وصل ألى مسامعى ضجبج المعركة و أنا فى محبسى أيقنت أن هذا الخائن قد انكشف أمره و قد جاءت القوات للقبض عليه فصرت أصرخ و أدق على باب محبسى بشدة عسى أن يسمعنى أحد ليخرجنى و أبلغك بهذا الأمر ...


فإذا بهذا الخائن يفتح باب محبسى  ويجذبنى بعنف إلى أحد المقاعد فيقيدنى بها و يقوم بعصب عيناى و فمى وهو يقول ... لن تطول غيبتى سوف أعود إليك بعد ثلاث ... أتاكد فيهم من قتل أخيك الملك زياد و الأمير نور الدين لنصبح ملوكا على هذه البلاد ...

فمنذ قليل أصدرت أوامرى الى رجالى بقتلهم و ها هو كبير قواده ضمن الحملة التى أرسلها للقبض على و هو الآن هناك بمفرده و لسوف ينال منه سيفى و أزين ثيابك بدمه ...

ثم تركنى بمحبسى و أسرع يوصد الباب من خلفه .. فصرت على حالتى أصرخ بكل قوتى حتى سمعنى رجالك و أخرجونى و الحمد لله انك بخير يامولاى الأمير الصالح .




فينهض الأمير من مجلسه وهو ينظر إلى قائد القواد نصر الدين ثم يوجه حديثه إلى  الاميرة صبح ... اطمئنى إيتها الأميرة لقد حفظنا الله من كيد الخائن اللعين و عند الفجر سوف أطيح برأسه جزاء خيانته العظمى و جزاء ما اقترفت يداه من قتل حارسه الخاص و محاولة الصاق التهمة بظباط العسس ... الأن ارجوا ان تتوجهى الى النزل المعد لاستقبالك لتنالى الراحة بعد كل ما لقيتى من الألآم فى محبسك فى قصر هذا الخائن ..

فتنهض الأميرة صبح متجهة إلى الأمير نور الدين وهى تقول وماذا عن أخى  الملك زياد أريد ان اطمئن عليه .. أرجوك يا مولاى .. أشعر أن هناك مكروه قد أصابه .. أفلا تطمئننى عليه ..

حسننا سوف أنظر فى الأمر و نرسل من العيون ما يطمئننا على سلامة الملك زياد أن شاء الله فكونى مطمئنة

و يلتفت الأمير نور الدين إلى القائد نصر الدين ... أعدوا موكب الأميرة و تأمينها إلى أقصى درجة فى نزلها حتى تمر تلك الساعات الحرجة .... امر مولاى ... فتقدم الأميرة صبح  كل الشكر و التحية للأمير نور الدين على كريم استقباله لها و ضيافتها و تأمينها ... و تتقدم قائد القوات و قائد الحرس فى الخروج من الديوان ...


وعلى الفور يعود قائد الحرس .. فيأذن له بالدخول ... مولاى الأمير .. اسمح لى فى ظل هذه الظروف أن نستمع الى رجال سرية الاستطلاع الآن بين يدى سموكم .. فقد نجد لديهم .. بعض المعلومات بخصوص ما نحن بصدده الآن .... فقد حالت الأحداث دون الجلوس إليهم و الاستماع منهم لما يحملونه من أخبار

فيلتطق كبير الحكماء نور الدين خيط الكلمات و يوجه حديثه إلى الأمير نور الدين ...


نعم يا مولاى نعم الرأى هو للنظر ماذا أتو لنا من أخبار قد تكون قد غابت عنا يمكن من خلالها أن تتضح الرؤية فى ظل تك الأحداث التى تحيط بنا وقد يكون هناك جيوبا أخرى لهذا الدهشان لا نعلمها و هم من وصفهم براوايته للأميرة صبح و أعطى لهم الأشارة بقتل الملك زياد و الوصول إلى سموك أيضا

فيطرق الأمير قليلا ثم يرفع رأسه قائلا ... فليكن ذلك بعد عودة نصر الدين ... ولكن أخبرنى يا زين الدين .. كيف حال وزير العسس هل مررت به و اطمئننت عليه ... فيجيبه قائد الحرس نعم يا مولاى فقد أرسلت له أثناء إعداد الحملة اطمأن عليه و أطمئنه اننا فى طريقنا للقبض على دهشان و هو بخير و يدعوا لسموكم بالسلامة و طول العمر ... و هنا يصدح صوت الحاجب ... مولاى الامير

عاد القائد نصر الدين و هو يطلب الأذن بالدخول ... فيرد الأمير ... أدخله على الفور ...  

يدخل القائد نصر الدين مقدما التحية موجها حديثه الى أمير البلاد ... لقد أوصلتها بامولاى حتى باب النزل المخصص لها و اطمئئت على حسن تأمين المكان و أخلاص الرجال من حولها كما أمرت يا مولاى ...

فيجلس الأمير و يشير بالجلوس الى قائد الحرس و كبير القواد ... و هو يقول اجلسا .. و ليعرض نجم الدين على قائد القواد فكرة قائد الحرس و نسمع رأى قائد القواد فيها ايضا بعد أن سمعت رأى نجم الدين كبير الحكماء ... و هنا يصرخ الحاجب ... أدركنا يا مولاى ... أدركونا يا حراس ... يا قائد الحرس  .. يا كبير القواد ...


نلتقى فى الجزء القادم ان شاء الله

22/08/2010

14- الحب و المُلكـ ..... للأديب الشاعر / صالح سالم - المصرى

الحـب و المُلكـ - الجزء الرابع عشر



قصة مستوحاه من الادب العربى ج 14

فلم يجد الامير امامه خيار اخر فأذن لهما و هو فى غاية الدهشة ....

انطلق كبير الحكماء يتبعه القائد نصرالدين و عند الباب امر نصر الدين ضابطه الذى ينتظر بالباب كما أمره أمير البلاد أن يسرع فيسبقهما إلى الاميرة صبح ... و عندما وصلا إلى هناك فإذا بالأميرة صبح تنظر نظرة متفحصة الى كبير الحكماء ثم تسارع إليه وتلقى بنفسها على صدره قائلة ... آ أنك أنت نجم الدين الحمد لله على وجودك و أنك مازلت بخير .. 



و يتعجب كبير القواد لذلك ويأخذها كبير الحكماء بين ذراعيه و يهدأ من روعها وفى نفس الوقت تذهب أنامله الى حيت الشامة الملكية على كتفها اليمنى .. فتخرج الأميرة صبح من بين ذراعيه و  تنظر إليه بدهشة ماذا تفعل ؟ أتشك فى رغم انى عرفتك من ملامحك رغم السنين التى تراكمت عليها ... أقسم أننى أنا الأميرة صبح فهل لديك شك فى ذلك ؟ و تسارع فتشق الثوب عن كتفها و تعرض  عليه شامتها ها هى كيتك التى و ضعتها على كتفى يوم غارة لصوص الصحراء أتذكر أم نسيت و هى نفس الشامة التى يحملها الأمير نور الدين اقسم اننى الأميرة صبح ... 


فيضمها كبير الحكماء إلى صدره مرة أخرى ابنتى سامحينى بل أردت التيقن فقط و أنت تعلمين مدى خطورة الأحداث الجارية و أنا تقدمت بى السن و ضعف بصرى فلم يبقى لى إلا أن أتاكد من ذلك  بأناملى فسامحينى لذلك ... فتخرج الأميرة صبح من بين يده صائحة أين أمير البلاد أريد أن أقابله على الفور الأمر لا يحتمل التأخر ... فينادى كبير الحكماء على القائد نصر الدين بقوة ليخرجه من الدهشة التى يراها ترتسم على قسمات وجهه قائلا .. أيها القائد نصر الدين أعد موكبا رسميا للأميرة صبح بعد أن تبدل ثيابها ينطلق بها إلى قصر أمير البلاد فورا .. و يجيبه القائد نصر الدين على الفور  أمرك ياسيدى .. أيها الرجال اعدوا فورا موكبا رسميا لزيارة الأميرة صبح شديد التامين إلى أن تبلغ قصر أمير البلاد


و ما أن بلغ الموكب قصر الأمير عزفت الموسيقات و رفعت الأعلام و بلغت تلك الاصوات الامير نور الدين فى ديوانه و إذا بالحاجب يطرق الباب مناديا ... مولاى الأمير ... الاميرة صبح بنت الملك عزالدين صاحب التاج و اللقب ... و تدخل الأميرة صبح تتقدم كبير الحكماء و قائد القواد .. و تسارع بتقديم التحية الملكية الى الأمير و يرد الامير التحية فى دهشة و هو ينظر إلى كبير الحكماء مستطلعا عينيه و يهز كبير الحكماء رأسه بالموافقة ليطمئنه فيأخذ الأمير بيدها و يجلسها الى جواره برفق ...
و توجه الاميرة صبح كلامها الى أميرالبلاد ... 
مولاى الأمير سررت و شرفت بلقاء سموك أيه الأمير الصالح نور الدين .. و أن كان مازل لديكم شك فى شخصيتى فقد تأكد كبير الحكماء من ذلك بأنامله .. عفوا يامولاى الأمر خطير و لا يحتمل أن نبحر فى الحديث إلى غيره و كل ما أرجوه أن تسمع روايتى التى أحمد الله أننى مازلت على قيد الحياة حت أبلغها لسموك و لا اخشى بعدها الموت ... فيرد أمير البلاد على الرحب و السعة كلنا فى  شغف لنسمع منك .. .. مولاى حينما كنت هناك فى قصر أخى الملك زياد لا حظت كثرت تردد كبير  وزرائكم دهشان عليه فى فترات متقاربه و ما لفت نظرى أكثر أن استقباله له دوما يكون سريا دونما أعلان أو مراسم استقبال رسمية كما تكون العادة فتسرب الشك إلى نفسى و أيقنت أن هناك فى الأمر سر فاطلقت عيونى كى أعلم هذا السر الذى هو بين أخى الملك زياد و كبير الوزراء دهشان و يالها من مفاجأة يا مولاى ... علمت أنهم يتأمرون على اغتيالك وعزلك والأستيلاء على ملكك .. فذهبت إليه و اخبرته أننى علمت عنه و عن هذا الخائن كل شئ و أخذت أذكره كم كانت مملكتنا صديقة لأمارتكم و كم كان والدنا الملك يقضى من الأوقات مع والدكم الراحل رحمهما الله سويا فما كان منه إلا ان إمر الحرس ان يقبضوا على بتهمة التجسس على العرش و معارضة رأى الملك فى سياسته  العليا و أرسلنى الى قصر كبير الوزراء دهشان لأسجن هناك حيث لا يتوفر لى خدم أو عيون يمكن أن يساعدونى أو يهربونى .... وفى بداية هذا الشهر دخل دهشان الى غرفتى التى أقضى فيها سجنى قائلا... 



أى أميرتى الجميلة نحن الآن فى مطلع هلال الشهر وعندما ينتصف الشهر ساكون أميرا لهذه البلاد و سوف تكونين إلى جوارى ... فنهرته قائلة أيها الحقير لقد خدعك الملك زياد و بعد ان تنفذ مكيدتك لن يتركك على قيد الحياة و لو لبرهة صغيرة ... فراح يضحك ملأ فاه و بطريقة جنونية ثم قال ... إن لى رجالا إذا قتلت أو فشلت المهمة سوف يقتلون إخيك الملك و يقتلون أميرك المفدى عندما ينتصف هذا الشهر أو بعده بيوم على الأكثر ..


نلتقى ان شاء الله فى الجزء القادم



21/08/2010

13- الحب و المُلكـ ..... للأديب الشاعر / صالح سالم - المصرى

الحـب و المُلكـ - الجزء الثالث عشر




قصة مستوحاه من الأدب العربى ج 13


يصل قائد القواد و رجال حملته إلى مسجد القصر مع صوت المؤذن و ينادى قائد القواد فى رجاله إلى صلاة الفجر أيها الرجال نعيد الاصطفاف بعد الصلاة بين يدى الأمير ... و يهرول إليه احد الضباط قائلا .. سيدى .. الأميرة صبح ترغب فى قضاء الصلاة فى ملحق النساء فهل نسمح لها ... فيجيه القائد نصر الدين اسمحوا لها بالصلاة و لينتظرها جنودك عند الباب و أوصى بها خادمة المسجد ... أمرك يا سيدى





و ما ان قضيت صلاة الفجر عاد الجميع إلى الاصطفاف أمام مسجد القصر انتظارا لخروج أمير البلاد ...


يخرج الأمير نور الدين من باب المسجد فيجد الحملة و قد اصطفت و يتوجه إليه قائد القواد نصر الدين مبشرا بنجاح الحملة و القبض على كبير الوزراء الخائن و قتل رجاله و اسر من استسلم منهم للحملة ..




و يتوجه الأمير إلى صفوف الحملة و قائدها بكل الشكر و الامتنان و يرجئ لقاء الأميرة صبح إلى ما بعد صلاة الظهر حتى تنال قسط من الراحة و يأمر لها بنزل خاص و حراسة خاصة مشددة ..


و تنصرف القوات إلى سكناتها و يتوجه الأمير و قائد القواد إلى ديوان الحكم
لم يكد الأمير يصل إلى مقعده .. حتى يدخل الحاجب مستأذنا عليه ... مولاى الأمير أحد ضباط الجيش يطلب الأذن بالدخول و هو يلح و يقول ان الأمر خطير ...


فيجيبه الأمير و هل تعرفه أيه الحاجب ... لا يا مولاى ... ولكنه يقول انه قائد حرس الأميرة التى عادة مع الحملة
فيتعجب الأمير و كذا قائد القواد نصر الدين و ينظر كل منهم إلى الآخر .. ثم يأمره أمير البلاد ان يدخله على الفور ... يدخل الضابط مؤديا التحية لأمير البلاد ... و يسأله الأمير ... ما اسمك أيه الضابط ...


فيسارع قائد القواد بالإجابة .. مولاى انه من ضباطى الأخيار وقد عينته رئيسا لحرس الأميرة فى نزلها بالقصر و اسمه إسماعيل بهي الدين .. و كان والده ضابطا بالجيش أيضا تحت أمره سموكم قبل توليكم مسؤلية البلاد يا مولاى و قطعا مولاى يتذكره ..


أتذكر يا مولاى ذلك الضابط الذى كان يقفذ بجواده من حلقات اللهب و كان ماهرا بالفروسية و رمى الرمح و أشياء كثيرة من فنون القتال كان يؤديها و هو يقف على صهوة جواده و هو ينطلق به مسرعا ... فيبتسم الأمير مرحبا .. مرحى و هذا ولده صار ضابطا بالجيش .. مرحبا بك يا إسماعيل .. ثم يأمر لهم بالجلوس ... و يوجه حديثه إلى الضابط ...


ماذا ورائك يا إسماعيل و ماهو الأمر الخطير الذى ترغب فى إبلاغي به ... معذرة يا مولاى أن كنت قد أزعجت سموكم و لكنها الأميرة المكلف بحراستها ... فيقف قائد القواد مسرعا ... و هل حدث لها شئ .. لا يا سيدى القائد أنها بخير و لكنها يا مولاى الأمير رفضة الذهاب إلى النزل المعد لها للراحة حتى يحين موعد مثولها بين يديكم ..


و هى مصرة على ملاقاتك الآن لتطلعك على أمر خطير و بالغ الخطورة كما تقول و أن الأمر لا يتحمل التأخير ... و فى هذه الأثناء يدخل كبير الحكماء من ملحق الديوان المخصص للصلاة ... قائلا نعمت صباحا يا مولاى ... نعمت صباح نصر الدين ... فيجيبه الأمير وقائد القواد التحية ... و يأمر الأمير الضابط بالانتظار قليلا على باب الديوان ...




و بأذن الأمير لكبير الحكماء و القائد نصر الدين بالجلوس ... موجها حديثه إلى نصر الدين .. هل تحققت يا نصر الدين من روايتها و تلك العلامة الملكية التى بجسدها ام هى أحدى خدع هذا الخائن الماكر دهشان تركها خلفه لتصل إلى ما لم يصل إليه ... فيجب القائد .. معذرتا مولاى كيف لى ذلك و هى امرأة .. فقد اكتفيت برواية الضابط الذى شهد بعينيه علامة خاتم الملك الذى على كتفها ...


و يلتقط كبير الحكماء خيط الحوار .. إذا أذن لى مولاى ان يفهمنى ما هى القصة التى نحن بصددها ... فبجيب الأمير اخبره يا نصر الدين هذه القصة ... فيقص القائد نصر الدين على كبير الحكماء نجم الدين القصة فى عجالة .. فيقول كبير الحكماء لا عليكم .. ان كانت هى الأميرة صبح فانا أعرفها جيدا و أعرف العلامة الملكية التى على كتفها الأيمن ... فيندهش الأمير قائلا ... و كيف تعرف ذلك يا نجم الدين


مولاى إنها قصة ليست بقصيرة اسمح لى أن اقصها عليك لا حقا ولكن كل ما أريده منك الآن أن تتحسس علامة خاتم الملك على كتفك الأيمن و ان تحفظ أناملك تفاصيلها ... و يضحك الأمير متعجبا و ما دخل ذلك بتلك ... فيجيبه كبير الحكماء أرجوا يا مولاى ان تأذن لى أنا و قائد القواد لنأتيك بالأميرة ان كانت هى الأميرة حقا و أن نودعها السجن ان ثبت غير ذلك فلسوف أفحصها بنفسى لان هذا يتعلق بقصتى التى و عدت سموك أن أرويها لك ... فلم يجد الأمير أمامه خيار أخر فإذن لهما و هو فى غاية الدهشة ....


في 21 أغسطس، 2010‏، الساعة 08:57 مساءً‏‏


نلتقى فى الجزء التالى ان شاء الله





04/04/2010

12- الحب و المُلكـ ..... للأديب الشاعر / صالح سالم - المصرى

الحـب و المُلـكـ - الجزء الثانى عشر



قصة مستوحاه من الأدب العربى ج 12

أمرنا بعزل كبير الوزراء من منصبه .... و القبض عليه لينال جزاء خيانته لبلاده و قتله لحارسه .... تدبرا الأمر و تنظيم القوات للقبض عليه و قبل طلوع الفجر .....

اسمح لى يا مولاى ان أكون مع قائد القواد و قائد الحرس فى هذه الحملة ... فيجيبه الأمير ... يا سيف الدين اسمح لك فقط ان تعود إلى جناحك فما زالت جروحك جديدة و المقاتل الحق لا يقاتل و هو يحمل على جسده مثل كل هذه الجروح التى شاهدتها بعينى ولقد بدأت انت هذه الحملة و ان شاء الله نتممها لنصون و طننا و أهلينا و نحفظ البلاد من خطر الانقسام و نشوب الحروب الأهلية بين مؤيد و معارض .... و ينادى الأمير حاجبه و يأمره ان يأتيه بسبعة من رجال حرس الديوان ليرافقوا الوزير سيف الدين إلى جناحه ...


سيف الدين وزير العسس


و على الفور يخرج الحاجب و يعود مؤكدا اصطفاف الحرس أمام الديوان و يخرج الوزير سيف الدين يساعده الحاجب ميمون على المسير ثم يغلق باب الديوان خلفه ...

و يبقى كبير الحكماء و الأمير نور الدين بالديوان .... كل هذه الأحداث تعلمها و لا تخبرنى بها يا كبير الحكماء ... فيهز كبير الحكماء رأسه قائلا .... نعم يا مولاى فقد أشفقت على سموكم من مرارتها و قذارتها فكم أعلم أن الحديث عن الخيانة مرير و سموكم لو علمتم بخبر هذا الدهشان فلسوف يتعكر صفو وجهك فى ملاقته و سوف يشعر ان ألاعيبه و خيانته قد بلغتك أخبارها فيغير من خططه أو يحطاط أو يعجل بها على حين غرة ...



سمو الأمير نور الدين أمير البلاد


نعم صدقت يا نجم الدين لو علمت عنه ذلك وقتها لما كنت أطيق النظر فى وجهه الخبيث ... مولاى لقد كان يوما شديد المشقة على سموكم وأرى أن تخلد للراحة حتى تعود الحملة بنجاح من مهمتها ... الحق ما قلت يا نجم الدين لقد كان يوما مشحونا بأحداث كثيرة متلاحقة و إن الشعور بالإجهاد راح يدب فى أوصالى سوف أذهب لاستريح وايقظونى قبل الفجر ....

نجم الدين كبير الحكماء


سمعا و طاعة يا مولاى ولكنك لم تأمر بخليفة لزين الدين فى قيادة الحرس ... فيضحك الأمير قائلا و ترى وسط كل هذه الأحداث بمن أثق يا نجم الدين ألم تكن مسؤليتك فيما مضى فى عهد والدي رحمة الله عليه تدبر الآمر إلى أن تعود الحملة ... و يخرج الأمير متوجها إلى جناحه و يبقى نجم الدين بالديوان يدير أمر الحرس و يستعيد ذكريات محببة إلى نفسه .... 


نصر الدين قائد الجيش و كبير القواد


و على الجانب الأخر يصل نصر الدين قائد القواد بحملته إلى قصر كبير الوزراء بعد أن أصدر تعليماته للضباط و الجند بتطويق القصر بثلاثة حلقات على أن تكون الحلقة الأولى خفيفة استكشافية فى مهمتها أكثر من كونها مقاتلة و القتال للضرورة فقط  على أن تكون الحلقة الثانية تزيد فى كثافتها عن الحلقة الأولى و مهمتها الرئيسية الاشتباك مع أى عناصر تكون قد اشتبك مع أفراد الحلقة الأولى و الحلقة الثالثة شديدة الكثافة لإغلاق المنافذ و منع هروب اى متسلل أو فار من رجال دهشان و معاونيه

و ما أن اقتربت الحلقة الأولى من حديقة القصر لم يجدوا سوى الصمت يخيم على المكان و كأنه مكان موحش لا يقطنه أحد و بينما هم فى حال دهشتهم واستنكارهم فإذا برجال دهشان يخرجون لهم من خلف الأشجار و يقفزون عليهم من أعلى الأشجار و ينادى صاحب الراية بصوته الجهورية كمين ... كمين يا سيدى القائد و يصل الصوت إلى مسامع الجميع و يأمر نصر الدين الحلقة الثانية بالتقدم لتنفيذ مهمتها ويدور قتال هائل حول القصر يقتل فيه عدد من أعوان دهشان و حرسه الخاص الكثير

و يسارع رجال الحلقة الأولى فى اقتحام القصر و سط هذا القتال تاركين الساحة لرجال الطوق الثانى فيفلحون فى الدخول من أبواب عدة إلا باب واحد كان القتال عنده شرسا و شديدا ألا وهو الباب المؤدى إلى طريق الجنوب وفهم الجند و الضباط المغزى فأرسل احد الضباط أحد رجاله إلى كبير القواد ليطلعه على الآمر ...

و بعد أن أبلغ رجل الاستطلاع قائد القواد بما شاهد و الأمر الذى يحمله من قائده قال نصر الدين إذا هذا هو الباب الذى يريد دهشان الفرار منه إلى الجنوب و هو فى موقف أفضل و سوف يتسبب استمرا القتال هناك فى خسائر أكبر مما قدرنا ...

و على الفور يقفز زين الدين ... من مكانه إلى القائد نصر الدين هو لى يا سيدى ... كيف يكون لك فى ظل هذا الموقف يا زين الدين ؟ ألم تسمع رواية جندى الاستطلاع ... بل سمعتها .... فى راسى خطة إن نجحنا فى تنفيذها يا سيدى سوف نقلل خسائرنا و نقبض على هذا الماكر الداهية ... و ماهى هذه الخطة يا زين الدين أسرع ...؟



زين الدين قائد الحرس


  أرى يا سيدى أن تقاتله قواتنا بعض الوقت بشراسة حتى أصل بسرية من الفرسان إلى مكمن على الطريق الجنوبى الذى لم يبقى أمامه سواه و الذى من المؤكد أنه يقاتل بشراسة حتى يتمكن من الهرب من خلاله إلى الجنوب ... ثم تتقهقر القوات تاركة له الطريق للهرب و تسمح له الحلقة الثالثة باجتيازها و عدد قليل من معاونيه ثم تواجه الباقين فتقتلهم أو يستلموا .... و عندما يشعر بنجاحه فى الهروب ... أكون برجالى فى انتظاره ...

فكرة رائعة يا زين الدين ضم إلى سرية فرسان الحرس سرية اخرى من الجيش و عدد من رجال الاستطلاع ليعودوا إلينا بنبأ بلوغك المكان المناسب الذى سوف تختاره على بركة الله أسرع يا زين الدين قدر استطاعتك أنما هى أرواح جنودنا نريد أن نحافظ عليها و عد لنا بهذا الدهشان و لسوف أعززك إذا تأخرت عنى ...

و على الفور يتوجه زين الدين و فرقته إلى اقصر الطرق المؤدية إلى الطريق الجنوبى و يختار المكان المناسب الذى سوف يكمن به لملاقات دهشان و معاونيه ...

و فى قصر دهشان  يأمر ضابط حلقة الاستطلاع رجاله بتفتيش القصر تفتيشا دقيقا و التحفظ على كل محتوياته فى مكانها لحين حصرها و اثناء البحث و التفتيش يسمع الجنود و قائدهم صوت ضعيف و كأن صاحب هذا الصوت يستغيث أو يرغب فى جلب الانتباه إليه ...

و على الفور يتجهون إلى مصدر الصوت فإذا به يصدر من أحدى غرف القصر و يأمر الضابط باقتحام الحجرة للوقوف على حقيقة هذا الصوت و من يكون صاحبه و بكل حيطة و حذر يقتحم الرجال الغرفة فإذا بفتاة مكبلة اليدين إلى الخلف فى احد المقاعد معصوبة العينين مغلق فمها برباط من قماش الحرير الذى كان يستخدمه كبير الوزراء ... 



الأميرة صبح

ويسرع إليها الضابط ليفك و ثاقها و يرفع عنها عصبة عينيها و يحرر فمها ... فتضئ الفتاة بجمالها الشاحب المجهد و كأن الغرفة قد اضيئة بمائة قندبل فبهرت الجميع ... و يتدارك الضابط الموقف و يكسر هذا الصمت و يصرف تلك العيون الشاخصة إليها قائلا من أنت و من ذا الذى قيدك هكذا ؟؟
فتجيب بصوت منهك تذوب لرقته الرجال و الجبال ... أنا الاميرة صبح شقية الملك شمس ملك المملكة المجاورة لامارتكم ...

و تسارع فتكشف عن كتفها اليسرى التى تحمل كى خاتم مملكة أخيها فيزداد ضياء الغرفة ضيائا .... و تتقدم الى قائد فرقة الاستطلاع و هذه شامتى الملكية ... فيقول الضابط وماذا أتى بك الى هنا ياسيدتى ... فتجيبه هذا أمر خطير و لا أبوح به إلا بين يدى الأمير نور الدين أمير بلادكم .....

و لازال القتال شرسا عند الباب الجنوبى من القصر و يصل رجال الأستطلاع الى قائد القواد ليبلغوه أن قائد الحرس و فرقنه قد بلغوا المكان المناسب الذى سوف يلاقون عنده كبير الوزراء الهارب و على الفور يصدر قائد القوات التعليمات لا ستكمال الخطة و ينخدع دهشان و يظن أنه نجح فى كسر الحصار و يسارع باستلام الطريق الجنوبى هاربا الى الجنوب مع نفر قليل من أعوانه ثم تعود الحلقة الثالثة إلى كامل كثافتها فتقتل المتشبسين بالقتال و تعتقل من استسلم و تهداء الموقعة رويدا رويدا و يحمل جند الاستطلاع الاميرة صبح على أحد المقاعد و سط حراسة مشددة ليضعهوها بين يدى قائد القواد و يتقدم ضابط الفرقة الأولى المكلف بالاستطلاع اثناء الواقعة إليه

سيدى هذا هو الشئ الحى الوحيد الذى و جدناه بالقصر و قص عليه ماروت له الأميرة و ماشاهد من شامتها الملكية على كتفها الأيسر .... و يتعجب نصر الدين ... أأنت حقا الأميرة صبح الذى نسمع عن جمالها القصص و الرويات و يتغنى فيها أهل المعازف فى المملكة المجاورة ...

فتجيبه و الحياء يزيدها بهاء على بهائها نعم أيها القائد نصر الدين يا من زاع صيتك و براعتك فى الاقليم ... ولكن يا سيدتى أرى انك واهنة جدا و قد ارتسمت على و جهك ملامح التعب و الجوع و الأجهاد ... أيها الضابط احملوا الأميرة صبح الى الخط الخلفى المعاون و لتعرض على طبيب الجيش للأطمئنان عليها و اجلبوا لها مايليق من الثياب و الطعام استعداد لملاقاة امير البلاد ....

و على الطريق الجنوبى يصل دهشان حيث ينتظره زين الدين قائد الحرس و فرقته و بعد مناوشات قليلة يحاول فيها القتال و الفرار هو و من معه من نفر قليل من اعوانه يتمكن زين الدين ورجاله من القبض عليهم ... ويرسل إلى قائد القواد أحد رجال الأستطلاع ليبشره بنجاح الخطة ..... و ما أن بلغ الخبر القائد نصر الدين حتى خر لله ساجدا لنجاح حملته ....
و أصدر اوامره بترحيل المعتقلين الى سجن الجيش و المصابين من معاونى دهشان إلى المشفى تحت الحراسة و حصر القتلى منهم و حصر الشهداء من رجاله و نقل المصابين منهم إلى مشفى الجيش وبدأت الحملة فى التحرك كلا الى و جهته طبقا لتعليمات قائدهم و تم وضع قصر دهشان تحت حراسة  الجيش ....

 

في 04 أبريل، 2010‏، الساعة 08:54 مساءً‏‏




نلتقى فى الجزء القادم ان شاء الله





29/12/2009

11- الحب و المُلكـ ..... للأديب الشاعر / صالح سالم - المصرى

الحب و المُلكـ - الجزء الحادى عشر






قصة مستوحاه من الأدب العربى ج 11



و ما ان رأه مولاى فى حالته هذه حتى امرنى باستدعاء طبيب القصر و معاونيه على الفور لعلاجه تحت ناظريه كى يطمئن عليه ... و فى هذه الأثناء تدوى صرخة قوية من داخل ديوان الحكم ......


فيهرع الحاجب و قائد القواد نصر الدين إلى داخل ديوان الحكم للوقوف على ماهية هذه الصرخة ... فيتلقاهم ألأمير نور الدين مهدئ لروعهما ... لا عليكم ... انه سيف الدين يتألم لشدة المادة المطهرة التى سكبها الطبيب على جراحه ...


اجلس يا نصر الدين لتحدثنى عن تمرد كبير التجار و ماذا فعلت ... وأنت أيها الحاجب استدعى كبير الحرس زين الدين على الفور .... ها ماذا حدث هناك يا نصر الدين ... و راح نصر الدين يروى لأميره أحداث القضاء على التمرد وما أن انتهى من روايته ... حتى تقدم طبيب القصر إلى الأمير طالبا الأذن بالانصراف له و لمعاونيه مطمئننا الامير على حالة الوزير سيف الدين وزير العسس ... و يسأله الأمير ... كيف تنصرف و 





أراه غائب عن الوعى أيها الطبيب ... استمر إلى جواره حتى يفيق فنحن فى حاجة شديدة إليه .... فيجيب سيف الدين و صوته يعتريه بعض الألم أنا بخير يا مولاى ... و لا ضير إن أذنت لهم ... ها سيف الدين أحقا انك تشعر انك بخير ام هى روح الجندى المقاتل ... يكفينى شرفنا يا مولاى أنى عولجت تحت ناظريك و هذا كفيل بان يعيد إلى روح الجندى المقاتل ... فيضحك الأمير فى سعادة و يأذن لطبيب القصر و معاونيه بالانصراف ... و يتقدم نصر الدين خلف الأمير ليطمئنوا على حالة سيف الدين ... 

يمسك نصر الدين بيد الوزير سيف الدين ليساعده على النهوض أمام الأمير و هو يقول له حمدا لله على سلامتك أيها الوزير ... فيرد سيف الدين الحمد لله على كل حال و الفضل لله ثم لمولاى و لك ياكبير القواد و قائد الجيش ... و يضحك الأمير مربتا على كتفيهما موجها كلامه إلى وزير العسس ... الآن أمر لك بالحرس ان يوصلوك إلى جناحك ... فيجب الوزير فى عجل لا يا مولاى ان ألأمر خطير و قد انتظرت إلى ان ينتهى الطبيب حنى أتحدث إليك يا مولاى




.... فيجشم و جه الأمير متسائلا ... اى أمر تقصد يا سيف الدين ... هناك فى الجنوب ام هنا مع التجار و كبيرهم المتمرد .... اسمح لى يا مولاى ان اجلس بين يديك ... لك ما تريد يا سيف الدين هيا اجلسا ... كيف كانت رحلتك إلى الجنوب و ماذا و جدت  فيها و لما كانت عودتك الى السوق لتقاتل كبير التجار و ما سبب نشوب هذا القتال ....





سيدى الأمير منذ شهور غير بعيدة و اثناء غياب القائد نصر الدين كبير القواد و قائد الجيش و نحن نترقب كبير الوزراء و ذلك برعاية كبير الحكماء بعد أن بلغنا من العسس انه يتاجر فى صفقات السلاح و يشعل نار الفتنة بين القبائل بواسطة أعوان له فى الجنوب حتى يوجد سوقا لتجارته و يعاونه فى ذلك كبير التجار و عدد أخر من التجار ... و كنا نجمع كافة المعلومات عنهم و نجهز لإلقاء القبض عليهم ... و كنا حرصيين كل الحرص على أن تكون تحركاتنا خلفهم فى سرية تامة ...

و عندما بلغنى أنهم يعدوا لبيع صفقة كبيرة لبعض قبائل الجنوب ... أبلغته أننى مسافر إلى الجنوب لأرعى بعض شؤن أبناء عمومتى و أنظر حالة الأمن فى الجنوب فى مرور عادى ليس أكثر ... و نجحت فى خداعه و سافرت إلى هناك و فى طريقى التقيت أفراد سرية الاستطلاع الذين أكدوا أن كبير الوزراء و عدد من أعوانه يقومون بشراء كميات كبيرة من السلاح من الأمارة المجاورة لنا بدعوا أنها مستلزمات الجيوش للدفاع عن مدن الشمال ضد الأعداء

و أكملت رحلتى حتى بلغت المكان المحدد لتنفيذ الصفقة و كانت أكمنت العسس جاهزة تحاصر المكان و تنتظر وصولى وما هو ألا وقت قصير و تم القبض على كافة أطراف الصفقة ... و اثناء التحاور مع رؤسهم علمت أمرإ خطيرا ان كبير الوزراء دهشان قد خطط للتمرد و الاستقلال بالجنوب على أن يكون هو أميرا  للجنوب و كبير التجار كبيرا للوزراء فى إمارته المزعومة و أن موعد تنفيذ التمرد هو يوم اكتمال القمر بدرا و هذا يوافق يوم غد ...

فانطلقت عائدا أفكر كيف أطيح بهذه الفكرة أو أعطلها و كيف لى أن أبلغك يا مولاى بها و هدانى تفكيرى للقبض على كبير التجار فى طريق عودتى و المثول به بين يديك و لكن لم أتوقع منه التمرد و جلب الرجال لقتالى ....

وهنا يدخل الحاجب ... مولاى ... كبير الحكماء .... و قائد الحرس و معه طاقم الاستطلاع يطلبون الإذن بالدخول.... أيها الحاجب ... أذن لكبير الحكماء و قائد الحرس و اصرف طاقم الاستطلاع إلى نزلهم المؤقت حت افرغ للقائهم ... أمر مولاى ...






ويدخل كبير الحكماء مقدما التحية للأمير و يذهب قائد الحرس إلى الجانب الأيمن من كرسى الحكم ثم يتوجه كبير الحكماء إلى الوزير سيف الدين فيهنئه على سلامته ... و يأذن له الأمير بالجلوس فيجلس إلى جوار سيف الدين و هو يلقى التحية على نصر الدين كبير القواد .... ثم يوجه حديثه إلى الأمير ... الآن يا مولاى و قد اكتملت قصة كبير الوزراء أمام سموكم و تيقنت سبب تحذيرى لسموك منه فى حديثى معك فى الصباح ها نحن جميعا رجالك بين يديك و رهن أمرك فانظر ماذا أنت فاعل فى هذا الرجل الخائن القاتل الخبيث ... و ينهض الأمير من كرسيه و على ملامحة قوة الصرامة والعزم و العزة موجها حديه إلى كبير القواد و قائد الحرس ... قائلا الآن أيها القائد نصر الدين و الأمر يشملك أيضا يا زين الدين ... أمرنا بعزل كبير الوزراء من منصبه .... و القبض عليه لينال جزاء خيانته لبلاده و قتله لحارسه .... تدبرا الأمر و تنظيم القوات للقبض عليه و قبل طلوع الفجر .....

في 29 ديسمبر، 2009‏، الساعة 10:59 صباحاً‏‏

نلتقى ان شاء الله فى الجزء التالى