02/08/2014

ما هية المقاومة ... مقال للأديب الشاعر/ صالح سالم - المصرى

ما هية المقاومة

دعونا نطوف بروض الذكرى العطرة لرسولنا الكريم صل الله عليه و سلم و نأخذ من غزوة الخندق عبرة و عظة للعدد القليل عندما يواجه أعداد كبيرة مدججة بالسلاح .. يداية نذكر ان غزوة الخندق كانت بعد غزوة " أحد " التى لقى فيها المسلمون هزيمة شديدة لمخالفتهم امر رسول الله و نزول الرماة المحصنين فوق " جبل احد " ظننا منهم بانتهاء المعركة و تعجلا لجمع الغنائم دون أن يأذن لهم رسول الله صل الله عليه و سلم بذلك و انتبه المشركين لهذا فإعدوا الكر على جيش المسلمين فقتلوا منهم عدد كبير و جرح النيى صل الله عليه و سلم أكثر من جرح حتى أشيع انه قتل فراح ينادى صل الله عليه و سلم " أنا النبى لا كذب انا ابن عبد المطلب " حتى يبث العزيمة فى قوى من تبقى و ينفى شائعة قتله فتجمع الكل حوله ليدافعوا عنه حتى انتهت المعركة بهزيمة جيش المسلمين .. و قد انزل الله قرآنه انه قد غفر لأهل أحد مخالفتهم و رضى عنهم رسول الله صل الله عليه و سلم .. هذه كانت مقدمة للوقوف على معنويات جيش اصابته هزيمة شديدة و الان يستعد لمجابهة عدد يفوق تعداده مرات و مرات اتوا للقضاء على دين الله و نبيه فماذا يفعلون فى ظل هذه المعنويات المنخفضة بعد الهزيمة .. لم يحفروا انفاق يختفون فيها عن أنظار العدو .. بل حفروا خندقا كبيرا يصعب على المترجل و الراكب عبوره بمشاركة رسولنا الكريم صل الله عليه و سلم و لم يختبؤا فى الجحور أو الانفاق .. بل ظل الجيش الصغير على الجانب الآخر يتبادل الرمى مع الاعداء بالسهام و الحراب و من كتبت له الشهادة نالها راضيا حتى اقبل الليل و عسكر كل جيش على الجانب الذى يقف عليه ... و فى ظلمة الليل أرسل الله تعالى بقدرته على الاعداء ريح عاتية اقتلعت خيامهم و حطمت قدورهم فظنوا ان جيش المسلمين قد عبر الخندق ليقضى عليهم ففر العدد الكبير و انتصر المسلمون فى غزوة الخندق و فرحوا بنصر الله ... تلك هى أحد دروس المقاومة فى حياة رسولنا الكريم من اقتدى به فعل .. و رابط فى الميدان وجها لوجه مع العدو حتى يلقى أحدى الحسنين اما النصر و اما الشهادة ... فالمقاومة ليست العاب صبيانية اطلق عدة طلقات ثم اهرول الى ملجأ تحت الارض بل هى بقاء و اقامة بميدان القتال فى وجه العدو ... و فى تاريخنا القريب شاهدنا كما نقلت لنا الدراما المؤرخة للشهيد البطل عمر المختار من دولة ليبيا الشقيقة كيف كان يقاوم المجاهد عمر المختار و رجاله ضد الجيش الايطالى المحتل كانوا يعقدون الساق بالفخد حنى إذا ضعفوا و أرادوا الفرار من امام العدو منعتهم قيودهم ... تلك هى المقاومة يا خراف حماس ... فهل لكم ان تعتبروا و تقاوموا كما قاوم الرجال المجاهدين حقا دفاعا عن وطنهم .. أم سوف يسجل التاريخ عنكم انكم اكذب من قاوم و دافع عن بلده بخسة و جبن و عشق للحياة رغم انكم ترددون على مسامعنا ليل نهار انكم تطلبون الجنة .. ان الجنة سلعة الله الغالية و لا يهبها الله الا للمقاوم المؤمن بربه و وطنه و ليس فى قلبه ذرة حب للدنيا .. و انى على يقين انكم فى ادعائكم لكاذبون و هذا ما تؤكده طريقة مقاومتكم لعدوكم و أن عدوكم عليكم لمنصور بالاسباب