23/12/2009

10- الحب و المُلكـ ..... للأديب الشاعر / صالح سالم - المصرى

الـحـب و الـمُلـكـ - الجزء العاشر

‏‏‏




قصة مستوحاه من الأدب العربى ...... ج 10

و يدخل الأمير فى الصلاة و قائد الجيش مأموما من خلفه متجهين إلى القبلة مخلصين النية لله و يرفع الأمير كلتا يداه بتكبيرة الأحرام و استحضار الخشوع للصلاة ....

و ما أن أتم الأمير نور الدين الصلاة و معه نصر الدين كبير القواد و قائد الجيش ..دخل حاجب الديوان مهرولا و هو ينادى .... مولاى الأمير .... مولاى الأمير ... هناك معركة فى بهو السوق بين وزير العسس و شهبندر التجار و قد انضم عدد من التجار مؤازرين لكبيرهم و انضم عدد من العسس المتواجدين فى السوق مؤازرين لوزيرهم والأمر جد خطير يا مولاى و قد أصيب احد أفراد العسس بجروح خطيرة و قد حملوه إلى طبيب القصر و ابلغونا بتلك الأنباء ....

و على الفور يتغير وجه الأمير نور الدين و ينظر إلى نصر الدين قائلا ... ماذا هناك ؟ ولما لم يأت سيف الدين إلى القصر مباشرة و لما عرج إلى السوق فبل أن يأتى إلى الديوان لابد أن الأمر خطير ...

اذهب يا نصر الدين و خذ من ضباط العسس و الجيش أشدهم و أمهرهم أن يلقوا القبض على شهبندر التجار و من يعاونه على وزير العسس و أنا سوف أنطلق إلى الجريح لأسمع منه و اطمئن عليه ... 





و يجيب نصر الدين بلهجته العسكرية ... أمر مولاى و على الفور يخرج لمؤازرة الوزير سيف الدين فى نزاله لشهبندر التجار و من عاونه حتى إذا بلغ السوق أمر بمحاصرة السوق من كافة الاتجاهات و من يحاول الخروج يناشد بتسليم نفسه و من يرفض الاستجابة تتعامل معه القوة المحاصرة للسوق حتى يقبض عليه أو يقتل و اتخذ نصر الدين من أحد الجوانب مركزا لإدارة المعركة و توجيه القوات و أمر مجموعة من قواته بالتدخل و الاشتباك فيفر بعض المعاونين لشهبندر التجار و لكن الباقين يصرون على استمرار القتال فيأمر نصر الدين بتضيق طوق الحصار و انضمام حملة المشاعل إلى ذلك الطوق المحاصر ثم يرسل نصر الدين المجموعة الأخيرة و الأكثر عددا و أمرهم بفض الاشتباك و القبض على الجميع






و فى وقت قصير استسلم شهبندر التجار و معاونيه عندما شاهدوا كثافة القوات المشتركة و دخل نصر الدين إلى ساحة السوق يتطلع فى و جوه الجميع و يفتش عن الوزير سيف الدين بينهم فلا يجده بين المصابين و لابين ضباط العسس و أفرادهم فيعود مسرعا إلى شهبندر التجار و هو فى قبضة ضباط العسس فينتزعه بقوة ممسكا بتلابيب ثيابه و هو يدور به فى محيط نص دائرة و يسأله بصوت مجلجل ...

أين الوزير سيف الدين أيها النخاس لقد تمردت و تطاولت انطق ... و شهبندر التجار لا يجيبه فيكمل به بقية الدائرة قائلا و مهددا أن لم تتكلم فورا فلسوف اجعلن سوط العسس ينطق لسانك و هو يمزق جسدك على الملاء ... ثم يلقيه أرضا و يطلب من أحد الضباط سوطا ...

فيتملل شهبندر التجار و هو ملقا على الأرض محاولا النهوض قائلا ... لا ... لا ... سوف أتحدت ... فيقذفه نصر الدين بقدمه ليعيده طريحا على الأرض مرة اخرى و يضع قدمه فوق صدره ناهرا له بشدة انطق على الفور اين الوزير سيف الدين ....

فيجيبه بصوت متقطع لقد تمكن منه ... الرجال و قيدوه ...و القوه فى هذا الحانوت الذى خلفك ... فيذيقه نصر الدين بعض الضربات بالسوط و يأمر رجاله بتحطيم باب الحانوت و تحرير الوزير على الفور ... و بالفعل يخرج الوزير فى حالة إعياء شديدة و لا يستطيع السير على ساقيه و يرتمى بين زراعى نصر الدين و هو يتمتم بكلمات الشكر

و يأمر نصر الدين بنقل الوزير إلى جناحه بالقصر فورا و حصر أعداد المقبوض عليهم و الجرحى منهم و نقل أفراد العسس المصابين إلى  نزل الشفاء الخاص بالجيش و العسس و نقل المصابين من معاونى شهبندر التجار إلى نزل شفاء المدينة تحت الحراسة المشددة و نقل المقبوض عليهم جميعا إلى سجن الجيش فى أطراف المدينة مكبلين تحت الحراسة المشددة

و ينتهى تمرد شهبندر التجار و يعود نصر الدين إلى القصر ...لعرض ما تم من أحداث على أمير البلاد .... و تعود باقى القوات إلى مراكزها و ثكناتها العسكرية بتعليمات برفع درجة الاستعداد إلى الدرجة القصوى للقادة و ألأفراد حتى يأمر أمير البلاد بأنهائها شخصيا .





وما أن وصل نصر الدين إلى باب الديوان حتى طلب من الحاجب أن يستأذن له فى الدخول على الأمير نور الدين و لكن الحاجب عاد إليه ليطلب منه الانتظار قليلا حتى ينتهى الأمير نور الدين من صلاة العشاء و يفرغ الطبيب و معاونيه من معالجة وزير العسس بالداخل ...

و يتعجب نصر الدين و هل يعالج سيف الدين هنا بالديوان ... نعم يا سيدى لقد أتى به ضباط العسس و به بعض الجروح تنزف و أذن لهم الأمير بالدخول و ما أن رأه مولاى فى حالته هذه حتى أمرنى باستدعاء طبيب القصر و معاونيه على الفور لعلاجه تحت ناظريه كى يطمئن عليه ... و فى هذه الأثناء تدوى صرخة قوية من داخل ديوان الحكم ......

  

في 23 ديسمبر، 2009‏، الساعة 01:22 مساءً


نلتقى فى الجزء التالى إن شاء الله