29/12/2009

11- الحب و المُلكـ ..... للأديب الشاعر / صالح سالم - المصرى

الحب و المُلكـ - الجزء الحادى عشر






قصة مستوحاه من الأدب العربى ج 11



و ما ان رأه مولاى فى حالته هذه حتى امرنى باستدعاء طبيب القصر و معاونيه على الفور لعلاجه تحت ناظريه كى يطمئن عليه ... و فى هذه الأثناء تدوى صرخة قوية من داخل ديوان الحكم ......


فيهرع الحاجب و قائد القواد نصر الدين إلى داخل ديوان الحكم للوقوف على ماهية هذه الصرخة ... فيتلقاهم ألأمير نور الدين مهدئ لروعهما ... لا عليكم ... انه سيف الدين يتألم لشدة المادة المطهرة التى سكبها الطبيب على جراحه ...


اجلس يا نصر الدين لتحدثنى عن تمرد كبير التجار و ماذا فعلت ... وأنت أيها الحاجب استدعى كبير الحرس زين الدين على الفور .... ها ماذا حدث هناك يا نصر الدين ... و راح نصر الدين يروى لأميره أحداث القضاء على التمرد وما أن انتهى من روايته ... حتى تقدم طبيب القصر إلى الأمير طالبا الأذن بالانصراف له و لمعاونيه مطمئننا الامير على حالة الوزير سيف الدين وزير العسس ... و يسأله الأمير ... كيف تنصرف و 





أراه غائب عن الوعى أيها الطبيب ... استمر إلى جواره حتى يفيق فنحن فى حاجة شديدة إليه .... فيجيب سيف الدين و صوته يعتريه بعض الألم أنا بخير يا مولاى ... و لا ضير إن أذنت لهم ... ها سيف الدين أحقا انك تشعر انك بخير ام هى روح الجندى المقاتل ... يكفينى شرفنا يا مولاى أنى عولجت تحت ناظريك و هذا كفيل بان يعيد إلى روح الجندى المقاتل ... فيضحك الأمير فى سعادة و يأذن لطبيب القصر و معاونيه بالانصراف ... و يتقدم نصر الدين خلف الأمير ليطمئنوا على حالة سيف الدين ... 

يمسك نصر الدين بيد الوزير سيف الدين ليساعده على النهوض أمام الأمير و هو يقول له حمدا لله على سلامتك أيها الوزير ... فيرد سيف الدين الحمد لله على كل حال و الفضل لله ثم لمولاى و لك ياكبير القواد و قائد الجيش ... و يضحك الأمير مربتا على كتفيهما موجها كلامه إلى وزير العسس ... الآن أمر لك بالحرس ان يوصلوك إلى جناحك ... فيجب الوزير فى عجل لا يا مولاى ان ألأمر خطير و قد انتظرت إلى ان ينتهى الطبيب حنى أتحدث إليك يا مولاى




.... فيجشم و جه الأمير متسائلا ... اى أمر تقصد يا سيف الدين ... هناك فى الجنوب ام هنا مع التجار و كبيرهم المتمرد .... اسمح لى يا مولاى ان اجلس بين يديك ... لك ما تريد يا سيف الدين هيا اجلسا ... كيف كانت رحلتك إلى الجنوب و ماذا و جدت  فيها و لما كانت عودتك الى السوق لتقاتل كبير التجار و ما سبب نشوب هذا القتال ....





سيدى الأمير منذ شهور غير بعيدة و اثناء غياب القائد نصر الدين كبير القواد و قائد الجيش و نحن نترقب كبير الوزراء و ذلك برعاية كبير الحكماء بعد أن بلغنا من العسس انه يتاجر فى صفقات السلاح و يشعل نار الفتنة بين القبائل بواسطة أعوان له فى الجنوب حتى يوجد سوقا لتجارته و يعاونه فى ذلك كبير التجار و عدد أخر من التجار ... و كنا نجمع كافة المعلومات عنهم و نجهز لإلقاء القبض عليهم ... و كنا حرصيين كل الحرص على أن تكون تحركاتنا خلفهم فى سرية تامة ...

و عندما بلغنى أنهم يعدوا لبيع صفقة كبيرة لبعض قبائل الجنوب ... أبلغته أننى مسافر إلى الجنوب لأرعى بعض شؤن أبناء عمومتى و أنظر حالة الأمن فى الجنوب فى مرور عادى ليس أكثر ... و نجحت فى خداعه و سافرت إلى هناك و فى طريقى التقيت أفراد سرية الاستطلاع الذين أكدوا أن كبير الوزراء و عدد من أعوانه يقومون بشراء كميات كبيرة من السلاح من الأمارة المجاورة لنا بدعوا أنها مستلزمات الجيوش للدفاع عن مدن الشمال ضد الأعداء

و أكملت رحلتى حتى بلغت المكان المحدد لتنفيذ الصفقة و كانت أكمنت العسس جاهزة تحاصر المكان و تنتظر وصولى وما هو ألا وقت قصير و تم القبض على كافة أطراف الصفقة ... و اثناء التحاور مع رؤسهم علمت أمرإ خطيرا ان كبير الوزراء دهشان قد خطط للتمرد و الاستقلال بالجنوب على أن يكون هو أميرا  للجنوب و كبير التجار كبيرا للوزراء فى إمارته المزعومة و أن موعد تنفيذ التمرد هو يوم اكتمال القمر بدرا و هذا يوافق يوم غد ...

فانطلقت عائدا أفكر كيف أطيح بهذه الفكرة أو أعطلها و كيف لى أن أبلغك يا مولاى بها و هدانى تفكيرى للقبض على كبير التجار فى طريق عودتى و المثول به بين يديك و لكن لم أتوقع منه التمرد و جلب الرجال لقتالى ....

وهنا يدخل الحاجب ... مولاى ... كبير الحكماء .... و قائد الحرس و معه طاقم الاستطلاع يطلبون الإذن بالدخول.... أيها الحاجب ... أذن لكبير الحكماء و قائد الحرس و اصرف طاقم الاستطلاع إلى نزلهم المؤقت حت افرغ للقائهم ... أمر مولاى ...






ويدخل كبير الحكماء مقدما التحية للأمير و يذهب قائد الحرس إلى الجانب الأيمن من كرسى الحكم ثم يتوجه كبير الحكماء إلى الوزير سيف الدين فيهنئه على سلامته ... و يأذن له الأمير بالجلوس فيجلس إلى جوار سيف الدين و هو يلقى التحية على نصر الدين كبير القواد .... ثم يوجه حديثه إلى الأمير ... الآن يا مولاى و قد اكتملت قصة كبير الوزراء أمام سموكم و تيقنت سبب تحذيرى لسموك منه فى حديثى معك فى الصباح ها نحن جميعا رجالك بين يديك و رهن أمرك فانظر ماذا أنت فاعل فى هذا الرجل الخائن القاتل الخبيث ... و ينهض الأمير من كرسيه و على ملامحة قوة الصرامة والعزم و العزة موجها حديه إلى كبير القواد و قائد الحرس ... قائلا الآن أيها القائد نصر الدين و الأمر يشملك أيضا يا زين الدين ... أمرنا بعزل كبير الوزراء من منصبه .... و القبض عليه لينال جزاء خيانته لبلاده و قتله لحارسه .... تدبرا الأمر و تنظيم القوات للقبض عليه و قبل طلوع الفجر .....

في 29 ديسمبر، 2009‏، الساعة 10:59 صباحاً‏‏

نلتقى ان شاء الله فى الجزء التالى





26/12/2009

الكلمة تنطق أو تكتب !!! للأديب الشاعر/ صالح سالم - المصرى

الكلمة تنطق أو تكتب !!!

 


حروف تنطق تكتب بمعناها تعبر

الكلمة عهد و ميثاق غليظ محرر

بكلمة حب تحيى النفوس و تعمر

و بكلمة كره تنشب حروب تدمر

الكلمة الطيبة شجرة طيبة و بهاء

أصلها ثابت و فـرعها فى السماء

ذلك وصفها فى كتاب سيد الأنبياء

و فى رواية له هى صدقـة الكرماء

الكلمة الخبيثة تنهش عرض الأبرياء

لا أصل لصاحبها و ليس لها رواء

ظمئانة هى خرجت من نفس جدباء

اجـتـثت من فـوق الأرض الخضراء

مأواها و صاحبها ناراً دامسة ظلماء

فاتقوا فـتنة الكلمة و رمى البلاء

و احذروا فكل ما ننطقه عليه رقباء

الله كلفهم كتابته و علمهم الهجـاء

كما علم أبينا آدم قديما كل الأسماء

أوجد الله بها من قبل نبيا من الأنبياء

فاجعلوها كلمة حب و تسامح و إخاء

اجعلوها كلمة تبنى و بها يعلو البناء

قدموها صدقة طيبة أو نصحاً لجهلاء

26 ديسمبر، 2009‏، الساعة 03:30 مساءً‏‏


 


23/12/2009

10- الحب و المُلكـ ..... للأديب الشاعر / صالح سالم - المصرى

الـحـب و الـمُلـكـ - الجزء العاشر

‏‏‏




قصة مستوحاه من الأدب العربى ...... ج 10

و يدخل الأمير فى الصلاة و قائد الجيش مأموما من خلفه متجهين إلى القبلة مخلصين النية لله و يرفع الأمير كلتا يداه بتكبيرة الأحرام و استحضار الخشوع للصلاة ....

و ما أن أتم الأمير نور الدين الصلاة و معه نصر الدين كبير القواد و قائد الجيش ..دخل حاجب الديوان مهرولا و هو ينادى .... مولاى الأمير .... مولاى الأمير ... هناك معركة فى بهو السوق بين وزير العسس و شهبندر التجار و قد انضم عدد من التجار مؤازرين لكبيرهم و انضم عدد من العسس المتواجدين فى السوق مؤازرين لوزيرهم والأمر جد خطير يا مولاى و قد أصيب احد أفراد العسس بجروح خطيرة و قد حملوه إلى طبيب القصر و ابلغونا بتلك الأنباء ....

و على الفور يتغير وجه الأمير نور الدين و ينظر إلى نصر الدين قائلا ... ماذا هناك ؟ ولما لم يأت سيف الدين إلى القصر مباشرة و لما عرج إلى السوق فبل أن يأتى إلى الديوان لابد أن الأمر خطير ...

اذهب يا نصر الدين و خذ من ضباط العسس و الجيش أشدهم و أمهرهم أن يلقوا القبض على شهبندر التجار و من يعاونه على وزير العسس و أنا سوف أنطلق إلى الجريح لأسمع منه و اطمئن عليه ... 





و يجيب نصر الدين بلهجته العسكرية ... أمر مولاى و على الفور يخرج لمؤازرة الوزير سيف الدين فى نزاله لشهبندر التجار و من عاونه حتى إذا بلغ السوق أمر بمحاصرة السوق من كافة الاتجاهات و من يحاول الخروج يناشد بتسليم نفسه و من يرفض الاستجابة تتعامل معه القوة المحاصرة للسوق حتى يقبض عليه أو يقتل و اتخذ نصر الدين من أحد الجوانب مركزا لإدارة المعركة و توجيه القوات و أمر مجموعة من قواته بالتدخل و الاشتباك فيفر بعض المعاونين لشهبندر التجار و لكن الباقين يصرون على استمرار القتال فيأمر نصر الدين بتضيق طوق الحصار و انضمام حملة المشاعل إلى ذلك الطوق المحاصر ثم يرسل نصر الدين المجموعة الأخيرة و الأكثر عددا و أمرهم بفض الاشتباك و القبض على الجميع






و فى وقت قصير استسلم شهبندر التجار و معاونيه عندما شاهدوا كثافة القوات المشتركة و دخل نصر الدين إلى ساحة السوق يتطلع فى و جوه الجميع و يفتش عن الوزير سيف الدين بينهم فلا يجده بين المصابين و لابين ضباط العسس و أفرادهم فيعود مسرعا إلى شهبندر التجار و هو فى قبضة ضباط العسس فينتزعه بقوة ممسكا بتلابيب ثيابه و هو يدور به فى محيط نص دائرة و يسأله بصوت مجلجل ...

أين الوزير سيف الدين أيها النخاس لقد تمردت و تطاولت انطق ... و شهبندر التجار لا يجيبه فيكمل به بقية الدائرة قائلا و مهددا أن لم تتكلم فورا فلسوف اجعلن سوط العسس ينطق لسانك و هو يمزق جسدك على الملاء ... ثم يلقيه أرضا و يطلب من أحد الضباط سوطا ...

فيتملل شهبندر التجار و هو ملقا على الأرض محاولا النهوض قائلا ... لا ... لا ... سوف أتحدت ... فيقذفه نصر الدين بقدمه ليعيده طريحا على الأرض مرة اخرى و يضع قدمه فوق صدره ناهرا له بشدة انطق على الفور اين الوزير سيف الدين ....

فيجيبه بصوت متقطع لقد تمكن منه ... الرجال و قيدوه ...و القوه فى هذا الحانوت الذى خلفك ... فيذيقه نصر الدين بعض الضربات بالسوط و يأمر رجاله بتحطيم باب الحانوت و تحرير الوزير على الفور ... و بالفعل يخرج الوزير فى حالة إعياء شديدة و لا يستطيع السير على ساقيه و يرتمى بين زراعى نصر الدين و هو يتمتم بكلمات الشكر

و يأمر نصر الدين بنقل الوزير إلى جناحه بالقصر فورا و حصر أعداد المقبوض عليهم و الجرحى منهم و نقل أفراد العسس المصابين إلى  نزل الشفاء الخاص بالجيش و العسس و نقل المصابين من معاونى شهبندر التجار إلى نزل شفاء المدينة تحت الحراسة المشددة و نقل المقبوض عليهم جميعا إلى سجن الجيش فى أطراف المدينة مكبلين تحت الحراسة المشددة

و ينتهى تمرد شهبندر التجار و يعود نصر الدين إلى القصر ...لعرض ما تم من أحداث على أمير البلاد .... و تعود باقى القوات إلى مراكزها و ثكناتها العسكرية بتعليمات برفع درجة الاستعداد إلى الدرجة القصوى للقادة و ألأفراد حتى يأمر أمير البلاد بأنهائها شخصيا .





وما أن وصل نصر الدين إلى باب الديوان حتى طلب من الحاجب أن يستأذن له فى الدخول على الأمير نور الدين و لكن الحاجب عاد إليه ليطلب منه الانتظار قليلا حتى ينتهى الأمير نور الدين من صلاة العشاء و يفرغ الطبيب و معاونيه من معالجة وزير العسس بالداخل ...

و يتعجب نصر الدين و هل يعالج سيف الدين هنا بالديوان ... نعم يا سيدى لقد أتى به ضباط العسس و به بعض الجروح تنزف و أذن لهم الأمير بالدخول و ما أن رأه مولاى فى حالته هذه حتى أمرنى باستدعاء طبيب القصر و معاونيه على الفور لعلاجه تحت ناظريه كى يطمئن عليه ... و فى هذه الأثناء تدوى صرخة قوية من داخل ديوان الحكم ......

  

في 23 ديسمبر، 2009‏، الساعة 01:22 مساءً


نلتقى فى الجزء التالى إن شاء الله




18/12/2009

9- الحب و المُلكـ ..... للأديب الشاعر / صالح سالم - المصرى

الحـب و الـمُلـكـ - الجزء التاسع




قصة مستوحاه من الأدب العربى ..... ج9


صبرا يا نصر الدين فقد اتخذت الواقعة منحى آخر و أبعاد آخري و لذا طلبتك لتسمع فصولها و نتشاور فى الأمر .... رهن أشارتك يا مولاى ...

لنستمع ألأن إلي رواية ضابط العسس عن الواقعة ها اقصص علينا يا حسام الدين ما حدث ......

مولاى لقد أرسل لى جدى كبير الحكماء اثناء تناولك الغذاء و قال إنه شديد التوجس من شخص كبير الوزراء و أن لديه معلومات من وزير العسس تدين هذا الرجل بالخيانة و أثارة الفتن و القلاقل فى الجنوب و أنه هو اليد المحركة لما يحدث فى الجنوب و أن هذا اليوم عندما يصل وزير العسس من الجنوب سوف تكتمل هذه المعلومات بين يديهما و يتقدمان لك بها لتنظر فى أمره و لكنه خشى إن تكون تلك المعلومات قد فضحت وعلم بها أو يدبر أمرإ لمولاى سابقا عودة وزير العسس فكلفنى أن أكون له مثل ظله فور خروجه من مائدبة الغداء معكم يا مولاى

فيتعجب ألأمير نور الدين و يندهش ... و ما هى تلك المعلومات أيها الضابط !!!!  مولاى لقد أصر جدى على عدم إطلاعى عليها و قال إن الأمر بكامله سوف ينجلى عند وصول وزير العسس من الجنوب .....

  أذا اكمل روايتك و ماذا حدث هناك فى حديقة القصر .... مولاى بعد أن انتهى كبير الوزراء من حضور مأدبة الغذاء و ما أن خرج من بهو القصر حت أشار للحرس بالانصراف و استبقى معه أشدهم و راح يتحدث معه فى أذنه بصوت خافت و هو يشير إليه إلى جانب كثيف الأشجار بحديقة القصر ففطنة إلى ما يقصده من أشارته و بكل خفة سبقتهم إلى هناك متخفيا وسط الأشجار لأرى ما يدبر هو و حارسه حتى أكون أول منازل له أذا تعرض لمولاى بسوء .....

فاخذ يراقب باب القصر ... و عندما خرج كبير القواد رأيته يحاول التقدم فظننت أنه سوف يهاجمه فإذا بقائد الحرس يتبعه فتقهقر مختفيا و كأنه يراجع الأمر بينه و بين نفسه حتى صاح فيه حارسه لينبهه قائلا ألن ننصرف يا ملاى لقد ذهبا و توارو عن أعيننا فإذا به يهم أليه ليكتم صوته و فى هذه اللحظة قررت أن انصرف عن مراقبتهما مستغلا اشتباكهما ببعض

و أسرعت بالانصراف هذا هو ما حدث و الله على ما أقول شهيد .... فيسأله الأمير والى أي جهة كان انصرافك ؟؟... انصرفت يا مولاى باتجاه القصر لأبلغ كبير الحكماء بما رأيت و أطلب مشورته فيما هو أت ....

و هنا ينهض الأمير من مجلسه قائلا ... و عندما شعر كبير الوزراء بمراقبتك لهما هم بقتل حارسه حتى لا يكون هناك شهودا عليه و يلصق تهمة القتل بمن كان يراقبه دون أن يعلم هويته و كان ما كان ....

ما رأيك يا نصر الدين و ماذا نفعل فى هذا القاتل الخبيث ....






مولاى إن أذنت لى انطلق أليه فألفي القبض عليه فورا فأننا لا نعلم ماذا يدبر فى لحظته هذه و لعل فطنة كبير الحكماء فى محلها .... و أنت يا زين الدين ما رأيك ... مولاى أنى قائد حرس الفداء لك فأمرني أتيك برأسه تحت قدميك أن هذا الرجل خبيث و قد بلغنى عنه الكثير من تلاعبه فى الأسواق بمعاونة كبير التجار و لكنى ترفعت عن أبلاغ سموكم بذلك و قلت فى نفسى أن اللصوص يكشف بعضهم بعضا و قريب يذيع الخبر و يصل إلى مولاى

و ينادى الأمير على حاجبه ... أيه الحاجب ... فيدخل مجيبا كعادته ..... أمر مولاى .... اطلق سراح الضابط حسام فقد رفعنا عنه الاعتقال و أمر الحرس أن يذهبوا معه حتى جناح جده كبير الحكماء .... و أنت يا حسام أبلغ كبير الحكماء أنى فى انتظاره فور وصول وزير العسس من الجنوب لتكتمل تلك المعلومات أمامي هنا فى ديوان الحكم انصرف ....

و يخرج الضابط حسام الدين و حاجب الديوان و يعود الأمير بحديثه للتشاور مع كبير القواد قائد الجيش وقائد الحرس .... و عندما هم الأمير بالحديث أذا بصوت المؤذن يدخل إلى الديوان معلنا صلاة المغرب ... فيقول الأمير أذا نعود للتشاور بعد صلاة المغرب أن شاء الله ...

و هنا ينتفض قائد الحرس قائلا عفوا يا مولاى فى مثل هذه الظروف لا أفضل خروجك إلى المسجد و أرجوا من سموكم أن تصلى المغرب هنا فى ديوان الحكم .... فيتعجب الأمير فيما كل هذا يا زين الدين أنترك المسجد لنصلى هنا فى ديوان الحكم ......





عفوا يا مولاى هناك خطر قائم و واجبي أن أدرؤه عنك و لو لمجرد الشك .... و يشارك كبير القواد فى الحديث .... نعم يا مولاى هو ذاك و هذا واجبه و واجبى أيضا و أرى أن أذنت سموكم أن نصلى المغرب هنا فقد يكون هناك مكيده يدبرها هذا الدهشان فيستجب الأمير لرغبتهما قائلا الله خير حافظا و هو ارحم الرحيم فلنصل بالديوان ....

و يرفع كبير القواد أقامة الصلاة و لكن قائد الحرس يتقهقر إلى الخلف ... فيسأله الأمير ألن تصلى معنا ... فيجيه بل أبقى فى حراستكما يا مولاى حتى تفرغا من الصلاة فأصلى ..... و يدخل الأمير فى الصلاة و قائد الجيش مأموما من خلفه متجهين إلى القبلة مخلصين النية لله و يرفع الأمير كلتا يداه بتكبيرة الأحرام و استحضار الخشوع للصلاة ....

 

في 18 ديسمبر، 2009‏، الساعة 12:12 صباحاً‏‏


نلتقى أن شاء الله فى الجزء التالى





17/12/2009

8- الحب و المُلكـ ..... للأديب الشاعر / صالح سالم - المصرى

الـحـب و الـمُلـكـ - الجزء الثامن




قصة مستوحاه من الأدب العربى


قصة مستوحاه من الأدب العربى ..... ج 8

و ينادى الحاجب سيدى قائد الحرس و ضباطه أذن لكم بالدخول ... فيدخل قائد الحرس مقدما التحية للأمير ... فيسأله الأمير ماذا و جدتم يا زين الدين من أدله فى مكان الحادث ؟.....






مولاى لقد وجدنا عجبا .... لا يوجد أثر واحد يدل على أنه كانت هناك أى محاولة لاغتيال كبير الوزراء و لا توجد أية أصابات فى جثة الحارس سوى طعنة واحدة من هذا الخنجر و هى طعنة نافذة وجهت أليه من مسافة قريبة جدا و الأعجب يا مولاى أن آثار الأقدام هى فقط أثار الحارس و كبير الوزراء فقط و لا يوجد حولها أو مشاركا لها اى أثر لقدم واحدة مختلفة عن تلك الآثار ... فيصيح الأمير ... ها أواثق أنت مما تقول يا زين الدين أم أن هناك شئ فى نفسك يجعلك تحول أصابع الاتهام إلى شخص أخر ....

كلا يا مولاى اقسم لك بالله الرقيب الحسيب و هذان الضابطان شهود عدل قد اخترتهم بناء على تعليمات سموك يقسمون أمام سموك على ما رأينا فى مكان الحادث و فى جثة الحارس و أيضا يا مولاى لقد تذكرت شئ هام ...

ويقاطعه الأمير قائلا .. و ماهو يا زين الدين ؟.... لقد دعانى كبير الوزراء يا مولاى بعد وقوع الحادث مباشرة لمقابلته أمام الجناح الشرقى و بعد أن قص على قصة محاولة اغتياله دخل فى قلبى الشك من روايته و رحت أتفحصه و أتفحص ثيابه فلم أجد به اى ملامح تعبر عن ما يروى و لم أجد فى ثيابه اى أثار لمحولة الاعتداء التى ادعاها فراح ينهرنى عما افعل حتى أدركنا كبير القواد فدخل معه كبير الوزراء فى مشادة حادة و انصرف و هو غاضب و هنا بدت على ملامحه أثار غضبه ...






فيقاطعه الأمير ... اهـ اى انك تثبت الأدلة أن كبير الوزراء هو قاتل حارثه بخنجر العسس ... دعنا نسمع شهودك أولا و نربط بين الأحداث ...
تقدما اقسما بالله العظيم أن ما روى زين الدين عن مكان الحادث هو قول الحق ... و يتقدم الضابطان و يقسما بالله أن ما روى قائدهم زين الدين هى الحقيقة كما شاهدوها معه بأعينهما ... أذا اذهبا إلى عملكما .... أيها الحاجب ... أمر مولاى ....

أتونى بضابط العسس الذى قبض عليه ... أمر مولاى .... ثم يوجه الأمير حديثه إلى زين الدين ... يا زين الدين انت تجتهد فى أتبات تلك الجريمة على دهشان هل تحمل له فى قلبك اى ضغينة ؟ ....لا يا مولاى ليس فى قلبى سوى حب بلادى و فداء سموكم من كل مكروه ...

  أن صح ما تفكر فيه يا زين الدين فسوف يكون الأمر خطير و سوف يزداد تربص الأعداء بنا لقد أقسمت أن أطيح بعنق الفاعل و أذا علم الأعداء أنني قد أطحت برأس كبير الوزراء سوف يفسرون ذلك على انه هناك صراعات فى ديوان الحكم و يحيكون المزيد من الدسائس ....

و يدخل الحاجب ... مولاى الحرس و معهم ضابط العسس مكبلا ... اذهب أيها الحاجب فحرره من القيود و ادخله بمفرده و لينتظر الحرس بعيدا عن باب الديوان .... أمر مولاى ... و يكمل الأمير ما بك يا زين الدين لما صمتك الم تسمع رأى فيما نحن بصدده ...

مولاى بل أسمعك بكل جوارحى و أتعجب لقصدك و بعد نظركم و استأذن مولاى أن ينضم ألينا كبير القواد و قائد الجيش فهو يا مولاى اقدر منى بخبرته العسكرية و لما له من مكانة فى قلب سموكم كما لسموكم مكانة فى قلبه لقد كاد يقتلنى عندما نشرت الحرس حول القصر لحماية سموكم ظننا منه اننى و كبير الوزراء اتفقنا على مكروه ضد سموكم ... فيضحك الأمير ... و يقول نعم الرأى... هو ذاك الذى خطر فى نفسى ...

و يدخل الحاجب ... مولاى الأمير ... ضابط العسس محرر فهل تأذن له بالدخول .... نعم ادخله الآن .... و يدخل الضابط المتهم بمحاولة الاعتداء على كبير الوزراء و قتل حارسه منحنيا بين يدى الأمير مقدما السلام و التحية و يحاول الاقتراب من الأمير و لكن زين الدين يمنعه بشدة من الاقتراب ...

بأمر مولاى الأمير لا تتقدم خطوة أيها الضابط و قف مكانك و أجب على أسألة مولانا الأمير ... فيضحك الأمير يا زين الدين هون عليك ... أيها الحاجب ارسل فى طلب كبير القواد ... أمر مولاى ....

ثم يوجه الأمير الحديث إلى ضابط العسس أريد أن تعيد على مسامعى اسمك مرة اخرى أيها الضابط و بهدوء و دون توجس ... فيقول الضابط أسمى يا مولاى حسام الدين بن محمد نجم الدين قائد حرس و الدكم رحمة الله عليه و حفيد نجم الدين القاضى كبير حكماء مولاى ...

فيرد الأمير ... نعم فهمت ذلك اثناء الاصطفاف فى بهو القصر و لكن أردت أن أوكد ذلك حتى يعلم زين الدين من أنت ... أسمعت يا زين الدين ... نعم يا مولاى و لكن زادت حيرتى ... لنسمع من حسام الدين قصته و نكمل باقى الفصول لهذه القضية و عندها سوف تزول حيرتك ... ثم يوجه الأمير حديثه إلى ضابط العسس ... قص علينا أيها الضابط ما حدث فى تلك الواقعة و اصدقنا القول فان الأمر خطير ....

و يدخل الحاجب ... مولاى ... كبير القواد يطلب الأذن بالدخول ... هااا ادخله على الفور .... ويدخل القائد نصر الدين ... أمر مولاى ... هل اعترف الضابط بين يدى مولاى بفعلته ... صبرا يا نصر الدين فقد اتخذت الواقعة منحى آخر و أبعاد آخرى و لذا طلبتك لتسمع فصولها و نتشاور فى الأمر .... رهن أشارتك يا مولاى ...

لنستمع الآن إلى رواية ضابط العسس عن الواقعة ها اقصص علينا يا حسام الدين ما حدث ......


في 18 ديسمبر، 2009‏، الساعة 12:10 صباحاً‏‏


نلتقى إن شاء الله فى الجزء التالى





7- الـحـب و الـمُلـكـ ..... للأديب الشاعر / صالح سالم - المصرى

الحـب و الـمُلـكـ - الجزء السابع

‏ ‏‏




قصة مستوحاه من الأدب العربى ..... ج 7

و أنت يا نصر الدين بما أن وزير العسس فى مأمورية إلى الجنوب فتولى أمر العسس و اجمع لى كل ضباط العسس فى بهو القصر خلف الديوان و ليحل ضباط الجيش محل ضباط العسس فى نوباتهم حتى ننهى من هذا الأمر ... و يخرج نصر الدين من دوائر الحراسة مسرعا موجها صيغة صافرته بالنداء إلى كافة ضباط الجيش و على الفور يجتمع له الضباط فى كامل هيئتهم و يهم بتنفيذ ما كلفه به الأمير






يدخل الأمير إلى ديوان الحكم و هو يعتريه الغضب ... لا حول و لا قوة إلا بالله محاولة اغتيال و قتل فى حديقة القصر لا حول و لا قوة ألا بالله و عزة ربى ... لا ضربن عنق الفاعل أى كان قصصا و عبرة لمن تسول له نفسه ... يا زين الدين اذهب إلى مكان الحادث و خذ معك من الرجال اثنان ذوى عدل و تفحصوا المكان قبل حلول الظلام أريد معاينة دقيقة لمكان الحادث و أثار الاعتداء حول جثة الحارث قبل أن ترفعوها و كذلك أريد معاينة جثة الحارس وكل الآثار الموجودة بها الآن وقبل أن يحل الظلام .... سمعا و طاعة يا مولاى و ينطلق زين الدين إلى مهمته المكلف بها على وجه السرعة

و تدوى فى جنبات القصر ضجيج الحركة النظامية لضباط العسس فى طرقهم إلى مكان تجمعهم فى بهو القصر خلف ديوان الحكم و ما أن اكتمل اصطفافهم حتى نادى فيهم كبير القواد و قائد الجيش ...

  أيها الضباط بأمر مولانا أمير البلاد انتم فى إمرتي إلى أن يعود وزيركم من مهمته بالجنوب ... و قد أمر مولانا الأمير بجمعكم فى هذا المكان للنظر فى أمرا هام و حادثة غير مسبوقه ... فأحسنوا الاصطفاف و الاعتدال و اعطونى كل انتباهكم حتى يشرفنا أمير البلاد .

و بينما يتابع الأمير نور الدين هذا الضجيج يدخل حاجب الديوان ... مولاى ... لقد اصطف ضباط العسس و على رأسهم قائد الجيش بالبهو خلف الديوان فى انتظار تشريفك يا مولاى

و يهم الأمير بالخروج إلى البهو تحيط به حراسة مشددة تنفيذا لتعليمات قائد الحرس ... و ما أن يصل إلى ساحة البهو حتى يستقبله كبير القواد مقدما التحية مناديا بصوت عسكرى قوى صارم ....






جميع الضباط انتباه تحية أمير البلاد و يؤدى الجميع التحية لأمير البلاد و يرد الأمير التحية ... ثم يضيف قائلا أننا اليوم فى يوم له كل العجب محاولة اغتيال لكبير الوزراء و مقتل حارسه الخاص و هذا لم يحدث من قبل فى قصرى و لا فى عهد أبى و أجدادي نجتمع هنا لنعرف و نفتش فى أنفسنا من الذى تدنت به نفسه ليقدم على هذا الفعل و هو أحد رجال الأمن المخول بالحماية و تحقيق الأمن للصغير قبل الكبير فى أمارتنا الأمنة و طبقا لما ورد من اتهام من كبير الوزراء أن أحد ضباط العسس هو الفاعل أرى فيكم أنكم جميعا رهن الاعتقال حتى نستجلي الأمر و نصل إلى هذا القاتل

وعلى الفور يرفع احد ضباط العسس يده طالبا الأذن من الأمير أن يسمح له بالحديث ... فيناديه الأمير ... تقدم و قف أمام الصفوف أيها الضابط ... فيخرج ذلك الضابط و يقف أمام الصفوف مقدما التحية لأمير البلاد ... قائلا ..
اسمح لى يا مولاى أن أحادث سموكم على انفراد ... فيغضب الأمير ناهرا هذا الضابط ... بل تحدث أمام الجميع فلا أسرار بينى وبين ضباط عسسى و كبير القواد قائد الجيش أن الأمر خطير و لا يحتمل التسويف ... فيجب الضابط أمر مولاى ... أنا يا مولاى الذى كنت خلف كبير الوزراء فى حديقة القصر و لكن لم أتعرض له أو لحارسه بأي أذى و الله خير الشاهدين و أقسم بالله ثم بولائي لسموكم هذا كل ما حدث ... فيهز الأمير راسه معجبا بشجاعة هذا الضابط و هو يسأله .... ما اسمك أيه الضابط و ما أن نطق ضابط العسس باسمه حتى علم الأمير أن هذا الضابط هو حفيد كبير الحكماء الذى اخبره عنه فى الصباح و انه يراقب كبير الوزراء طبقا لتعليمات جده و هنا تنفرج أسارير الأمير قليلا و يعود فيسأله و هل كان هناك أحد غيرك من ضباط العسس ... فيجيب الضابط لا يا مولاى أنما هى مهمة كلفت بها و حدى الهدف منها حماية سموكم ... فيبتسم الأمير قائلا و لكن هذا الأمر لا يعفيك من الاعتقال

ثم يوجه حديثه إلى ضباط العسس أيها الضباط لقد انتهى اعتقالكم و ليعمل كل فى موقعه بعناية الرجل الحريص على أمن و طنه و سلامة مواطنيه ... يا كبير القواد عليك بصرف الضباط و تنظيم شؤن دورياتهم إلى أن يعود وزير العسس من مهمته بالجنوب و أن يوضع هذا الضابط رهن الاعتقال حتى ننتهى من التحقيق فى تلك الواقعة

و على الفور يتوجه الحرس بالقبض على الضابط الشاب و ينادى كبير القواد على ضباط العسس بتقديم تحية الشكر لأمير البلاد و يتوجه الأمير عائدا إلى ديوان الحكم و سط ضجيج الخطوات النظامية لانصراف ضباط العسس بإمرة كبير القواد و قائد الجيش

يدخل الأمير إلى الديوان و ما أن بلغ مجلسه حتى راح يفكر فى حديثه هذا الصباح مع كبير الحكماء و هنا يدخل حاجب الديوان ... مولاى قائد الحرس و اثنين من ضباطه يطلبون الأذن بالدخول ... ادخلهم أيها الحاجب على الفور ... و ينادى الحاجب سيدى قائد الحرس و ضباطه أذن لكم بالدخول ... فيدخل قائد الحرس مقدما التحية للأمير ... فيسأله الأمير ماذا و جدتم يا زين الدين من أدله فى مكان الحادث ؟.....

في 17 ديسمبر، 2009‏، الساعة 11:57 مساءً



نلتقى إن شاء الله فى الجزء التالى




6- الـحـب و الـمُلـكـ ..... للأديب الشاعر / صالح سالم - المصرى

الـحـب و الـمُلـكـ - الجزء السادس



قصة مستوحاه من الأدب العربى ..... ج 6

و يلقى بالخنجر إلى جوار جثة حارثه ... ويهرول صارخا اقبضوا عليه اقبضوا على ضابط العسس لقد أراد أغتيالى و قتل حارسى وهرب... يا حراس يا حراس ....






و ظل دهشان يصرخ و ينادى على الحراس حتى احتشدوا حوله مهدئين له و كل منهم يسأل فى لهفة ماذا حدث يا مولانا ؟ ماذا حدث ؟ فيصرخ فيهم دهشان كبير الوزراء قائلا لا تلتفوا حولى كالبلهاء بل انتشروا و ابحثوا عن ضابط العسس الذى قتل حارسى عندما فشل فى اغتيالى و هرول باتجاه القصر هيا أسرعوا ...

و أسرع الحرس كلا منهم فى اتجاه يبحثون عن هذا الضابط و توجه دهشان مسرعا إلى الجناح الشرقى و عند محاولته الدخول استوقفه أحد ضباط الحرس الملكى وأمره أن يتوقف مكانه .... مكانك يا سيدى .. عفوا تلك أوأمر صادرة من أمير البلاد ...
فيطلب منه دهشان أن يرسل أحد الحراس لاستدعاء كبير الحرس لأطلاعه على أمر هام ... فيجيبه الضابط بالموافقة و يأمر أحد الحراس أن يبلغ قائد الحرس تلك الرسالة .... و على الفور يخرج قائد الحرس ... متعجبا من زيارة دهشان قائلا له ...






ماذا هناك يا سيدى ؟ و ماذا أتى بك بنفسك حتى هنا ؟ فيجيب دهشان بخبثه ... أو لم تدعونى للدخول إلى الجناح لنتشاور أم أننا سوف نقف نتحدث هنا ....
معذرة سيدى فهذا القصر ليس ملكى كما تعلم و ليس لى حق ضيافة أحدا به ألا بأمر أمير البلاد ...
فبهت دهشان و أخذ يصيح يا كبير الحرس لقد تعرضت منذ لحظات لمحاولت اغتيال على يد أحد ضباط العسس و عندما فشل فى قتلى وكاد أن يقبض عليه حارسى قتل الحارس و هرب
.... فيتعجب قائد الحرس محاولة اغتيال لك انت يا سيدى لما ؟ ...
فيجب دهشان كأنك غير مصدق يا زين الدين و كأنى طفل ألهو أمامك ...
فيجيب زين الدين لا يا مولا لا اقصد ولكنى أتعجب و لكن أخبرنى أين حدث ذلك ... و إلى اى اتجاه هرب هذا القاتل ؟
هناك عند طرف الحديقة القريب من باب القصر منذ لحظات ... وقد رأيته و أنا ملقى على الأرض و هو يدخل إلى قصر الأمير دون أن يلتفت إليه أحد أو يعارضه بسبب زيه الذى يرتديه
وهل تعرف هذا الضابط الذى حاول اغتيالك و قتل حارسك يا مولاى.... لا فقد كان ملثما يضع شالا على وجهه
..... أذا كان قد دخل إلى القصر فالأمر خطير ثم أخذ قائد الحرس يدور حول كبير الوزراء ملقيا نظرة على ثيابه النظيفة التى لم يجد بها أثرا لادعائه بسقوطه على الأرض ... فيسأله دهشان ماذا تفعل يا زين الدين و لما تدور من حولى هل تظل كذلك حتى يقتل هذا المعتوه عددا من الحراس بالقصر أو يفعل ما هو اخطر من ذلك ؟؟ عليك أن تتحرك فى اثر حراسك الذين أمرتهم بالبحث عنه ....

فينطلق قائد الحرس ملتقما صافرة الإنذار مناديا بصيغتها على كافة الحراس الموجودين داخل ثكناتهم و مشيرا إلى كل الحراس فى أماكن نوباتهم برفع درجة الاستعداد إلى الدرجة القصوى لوجود أمر خطير بالقصر وعلى الفور يتجمع كافة الحرس أمامه فيأمر بمحاصرة قصر الأمير و منع الدخول و الخروج ألا لسمو الأمير فقط و تحت حراسه مشددة و ذلك لوجود قاتل داخل القصر و ينتشر الحرس فى كل مكان حول القصر
وعند سماع صافرة قائد الحرس يخرج نصر الدين مسرعا يسأل قائد الحرس ماذا هناك يا زبن الدين ؟ ماذا هناك يا سيدى دهشان ؟




... فيجب دهشان متهكما على قائد الجيش هناك قاتل طليق بالقصر يا نصر الدين و أنت وقائد الحرس تنعمون بالراحة فى الجناح الشرقى من القصر و لا يصل صراخى و استغاثتى إلى مسامعكم و لسوف يكون لى معكما شأن بعد أن تقبضوا على هذا القاتل و نطيح برأسه و نحقق فى كيفية حركته داخل القصر دون أن يعترضه أحد من الحراس ... فيجيبه نصر الدين و هو يقرض على أنيابه لطريقة تهكمه عليه ... على رسلك سيدى نحن هنا فى مهمة بتكليف من أمير البلاد و لديك من الحراس ما يدفع عنك و ينقل صوتك و أنت الآن تقف فى مكان غير مرغوب فيه وجودك فارجوا أن تذهب إلى جناحك وسوف نرى فيما كان صراخك يا سيدى و معذرة لك على ذلك

فيصعق دهشان من رد قائد الجيش و يتوعده أن هذا الرد سوف يكون له عواقبه أمام أمير البلاد و يهم بالإنصراف إلى جناحه و هو يتمتم بكلمات بصوت غير مفهوم

ويسأل قائد الجيش صديقه قائد الحرس غاضبا واضعا يده على سيفه مهيأ لو ضع القتال ... أنا لم أفهم من هذا الرجل فيما كان صراخه و لما أطلقت صافرتك بصيغة حالة طارئه و لما حشد و انتشار الحرس حول القصر هكذا ؟؟هل خدعك هذا الشيطان يا زين الدين و انقلبت على مولاك ... سيدى حاشا و كلا هون من غضبك انه يدعى أن هناك شخص يرتدى زى احد ضباط العسس حاول اغتياله و عندما فشل وهم حارسه بالقبض عليه قتل الحارس و هرب فخشيت أن يحدث مكروه لمولاى فحشدت الحرس و انتظر خروجك لنذهب إلى مولاى فى جناحه نطمأن عليه و نعرض عليه الأمر ... إذا هيا بنا إلى الأمير على الفور
و يتجه كبير القواد و قائد الحرس مسرعين إلى جناح الأمير و قبل أن يصلا يجدوا الأمير قد خرج من جناحه يلتف من حوله ضباط و رجال الحرس فى تشكيل مكون من عدد من الدوائر فى حالة تأهب للقتال يصعب على أى مهاجم اختراقها






فاسرع كبير القواد و قائد الحرس باتجاه الأمير و قدما التحية و السلام ففتحت لهم الدوائر حتى يتمكنوا من مخاطبة الأمير ثم أعلفت الدوائر حولهم جميعا و أخذ قائد الحرس يروى للأمير ما قصه عليه كبير الوزراء ... و هنا يبدوا الغضب على وجه الأمير قائلا ...

قاتل من ضباط العسس ... هذا غير معقول و هنا داخل القصر اشك فى هذه الرواية .... يا قائد الحرس خفض عنى تلك الحراسة من حولى أنى ذاهب إلى الديوان ... و انت يا نصر بما أن وزير العسس فى مأموريه إلى الجنوب فتولى أمر العسس و اجمع لى كل ضباط العسس فى بهو القصر خلف الديوان و ليحل ضباط الجيش محل ضباط العسس فى نوباتهم حتى ننتهى من هذا الأمر ... و يخرج نصر الدين من دوائر الحراسة مسرعا موجها صيغة صافرته بالنداء إلى كافة ضباط الجيش و على الفور يجتمع له الضباط فى كامل هيئتهم و يهم بتنفيذ ما كلفه به الأمير



في 17 ديسمبر، 2009‏، الساعة 11:56 مساءً‏‏

نلتقى فى الجزء القادم إن شاء الله



5- الحب و المُلكـ ..... للأديب الشاعر / صالح سالم - المصرى

الحب و المُلكـ - الجزء الخامس

‏‏‏




هى قصة مستوحاه من الأدب العربى ..... ج 5



.. فيضحك الأمير و ينظر إلى نصر الدين هذه المأدبة على شرفك يا نصر الدين فل يتفضل الجميع معى إلى غرفة الطعام و يتقدم الأمير رجاله متوجها إلى غرفة الطعام ...

و ما أن انتهى الأمير و رجاله من طعام الغذاء أذن لكبير وزرائه بالأنصراف و طلب من كبير القواد الأنتظار معه لأمر يريد أن يستعرضه معه

و ما أن و صلا إلى باب ديوان الحكم حتى أمر حاجبه أن يأته بكبير الحرس و دخل الأمير و كبير القواد قائد الجيش إلى الديوان و جلس كل منهما فى مجلسه حتى بداء نصر الدين يسأل أميره ... ماهو ذلك الأمر الذى أبقيتنى من أجله يا مولاى؟... فقد لا حظة غيرة و مقت فى عيون كبير الوزراء عندما قلت له الآن يمكنك الأنصراف أما نصر الدين فسوف يبقى لنتشاور فى أمر هام

فيضحك الأمير فى سعادة ... ضحكة تتوسطها كلماته ردا على نصر الدين ... نعم ... نعم ... لقد لا حظت ...
ولكن اعلم يا نصر الدين أن قلقى و شكى بدأ يزداد تجاه هذا الرجل فى ولائه لعرشى كما إننى أرغب أن تحيط تحركاته و كل انتقالاته بعيون عسسك من رجال الجيش لنعرف عنه كل سكناته و حركاته و لكن دون أن يشعر أو يعلم أنه تحت ناظرينا و لنرى ما سوف تأتى به الأيام فربما نكون قد ظلمناه وقد يكون لريبة القلب تجاهه فطنة منا سبقنا إليها





فيجيب نصر الدين أمرك يا مولاى و أنى كنت أتمنى ذلك الأمر من قبل سفرى إلى مدينة نور الدين الشمالية و خشيت أن أعرض ذلك على سموكم كى لا تفسر هواجسى على أنها رغبة منى فى التدخل فى شؤن الحكم و أنا رجل عسكرى عملى و شغلى الشاغل هى حماية الوطن و تدريب القادة و الجند على الزود عن ملك مولاى و بلادى التى أتمنى على الدوام أن أفديها بروحى و دمى ... فيضحك الأمير و يقول .. بارك الله فيك أيه القائد بارك الله فيك

و يدخل الحاجب مناديا ... مولاى كبير الحرس بالباب يطلب أن تأذن له بالدخول ... فيجيب الأمير ... فليدخل حالا

يدخل كبير الحرس ملقيا السلام و مقدما التحية للأمير قائلا ... رهن أمر مولاى ... فيرحب به الأمير مبتسما ثم يسأله ما أخبار ضيوفك فى الجناح الشرقى من القصر يا كبير الحرس ... لقد اغتسلوا يا مولاى فور دخولهم إلى الجناح ثم تناولوا الطعام بشراهة و ما أن فرغوا منه حتى أخذهم النوم و ما زالوا هم كذلك حتى الآن .




فيسأله الأمير بصيغة محزرة ... وهل اقترب أحد من أقامتهم أو حاول ... فيجب كبير الحرس مؤكدا ... لا يا مولاى فقد قمت و جنودى بوضع حواجز مانعة حول الجناح لتفرق بين حركة القصر و نزلهم فى الجناح الشرقى و لتأكيد هوية من يرغب فى التلصص فمن اجتازها فسوف يكون متعمدا و يعامل كما أمرت سموكم و لا دليل عنده من عدم التعمد ... فيضحك الأمير قائلا بارك الله فيك يا زين الدين هكذا هو كبير حرسى ثم يشير له بالجلوس فى مقعد مقابل إلى كبير القواد قائد الجيش ... ثم يوجه كلامه إلى نصر الدين ... أيها القائد نصر الدين لقد عاد الرجال الذى كنا قد اخترناهم لسرية الاستطلاع معا منذ عامين و هم اولائك الضيوف الذين يقيمون فى الجناح الشرقى من القصر أريد منكما أن تتابعوا حتى يستيقظوا و تجلسا معهم لنعرف ما أتو به من أخبار و تقارير عن مهمتهم طوال العامين ... و سوف أذهب إلى جناحى لأ نال قسط من الراحة ثم ينهض الأمير من مقعده فيقف الرجال ... ولكن يسرع نصر الدين فى سؤال الأمير ... و أين يحب مولاى أن نلتقى بأفراد السرية ؟
... يا نصر الدين لا أحب أن تبدوا حركتهم داخل القصر كى لا يعرفوا فقد يكون فى ما جلبوا من أجبار أمرا خطير فعليك أن تلقاهم هناك فى نزلهم و أنى اعتقد أن أخبار عامين لن تنتهى فى جلسة واحدة فتدبر أمرك  معهم حت تنتهى من تحصيل كل ما جمعوه و معك قائد الحرس و حافظوا بأقصى درجة على تلك المعلومات و على الرجال .... أمرك يا مولاى
و يخرج الجميع من ديوان الحكم كلا إلى و جهته ... الأمير وقد رغب فى قسط من الراحة فبل أن يكمل يومه فى تصريف شؤن البلاد و كبير القواد قائد الجيش وكبير الحرس باتجاه الجناح الشرقى للقصر الذى يتخذه رجال سرية الاستطلاع نزلا للراحة بعد عناء عامين فى مهمتهم

و على الجانب الآخر كان يتخفى كبير الوزراء و معه حارسه خلف أشجار الحديقة يترقبون خروج نصر الدين ... و يتسائل كبير الوزراء فى سريرته لماذا أبقى الأمير قائد الجيش و لم يسمح لى بالبقاء؟ و تجيبه نفسه الخبيثة ...






عله أراد أن ينعم عليه بشئ جزاء نجاحه فى مهمة الشمال أو انه رغب فى أن يسر له بأمر الرجال فى الجناح الشرقى أو أنها كانت مؤامرة من رجال الجيش ضده و هو لا يريد أن يذيع الخبر و ها هو قائد الحرس يضيف اليهم قائدهم ...

  أه لو صدق حسى و ثبتت عليهم المؤامرة و قطع رؤسهم عند الفجر فسوف يكون الطريق قد فتح على مصرعيه أمامى إلى كرسى الحكم ...
  أه فكم تغنى ذلك الأمير بشجاعة قائد الجيش و أخلاصه و ها هو يودع و رجاله رهن الاعتقال فى الجناح الشرقى للقصر ... نعم هى عادة ذلك الأمير من أراد أن يطيح برأسه انزله هناك حتى يتخذ قراره ...و لكن لابد من أحدا يؤكد لى تلك الظنون
ترى من استخدمه ... وبينما هو كذلك غارق فى حواره مع نقسه أذا بحارسه يناديه و هو لا يسمعه فيرفع الحارس صوته مكررا النداء ... مولاى كبير الوزراء مولاى ...

فيرتجف دهشان و يهم بغلق فم الحارس قائلا أيها الأبله أتريد أن تطير رؤسنا اخفض من صوتك ثم يتركه ... فيجب الحارس بصوت منخفض معذرتا يا مولاى ولكنهما قد اتجها إلى الجهة الشرقية و توارو عن أعيننا و مولانا الأمير قد عاد إلى جناحه فلما بقائنا هنا فقد يلفت ذلك النظر إلينا ... فيجب دهشان .. أه صدقت الآن .. فل ننصرف إلى عمق الحديقة ثم نعود وكأننا كنا نتريض بها ... و عند استدارتهما بعدة خطوات يلمح دهشان احد الأشخاص و هو يتوارى بين الأشجار مسرعا باتجاه القصر دون أن يعرف من هو و لكنه يعرف أن هذا الزى الذى يرتديه ذلك المهرول هو زى احد ضباط العسس ...

فيزجر دهشان حارسه الم تنتبه إليه أيها الحارس هب انه كان يرغب فى اغتيالى ماذا لو فعل و انت إلى جوارى لاهيا ... فيعتذر الحارس قائلا معذرتا مولاى فقد أمرتني أن أراقب باب الديوان ولم يخطر ببالى أن يكون خلفنا من يراقبنا ... فيأمره دهشان أن يستكشف الطريق ولينظر أن كان حوله مزيد من ضباط العسس أو غيرهم و يعود الحارس بعد أن وجد الطريق متاحة وليس به أحد ... قائلا تفضل يا مولاى فان الطريق آمنة... فإذا بكبير الوزراء يعاجله بخنجر يحمله بيده فيقضى عليه قائلا ... مت بما علمت أيها الحارس الأبله أما هذا الضابط الذى فر فسوف تكون رأسه مقابل دمائك عند الفجر و هذا هو سلاح ضباط العسس خنجر من خناجرهم عليه شارتى الأمارة و وزارة العسس ... و يلقى بالخنجر إلى جوار جثة حارثه ... ويهرول صارخا اقبضوا عليه اقبضوا على ضابط العسس لقد أراد اغتيالى و قتل حارسى وهرب يا حراس يا حراس ....

في 17 ديسمبر، 2009‏، الساعة 11:54 مساءً

نلتقى فى الجزء القادم إن شاء الله




4- الحب و المُلكـ ..... للأديب الشاعر / صالح سالم - المصرى

الحب و المُلكـ - الجزء الرابع


هى قصة مستوحاه من الأدب العربى ..... ج 4

فهل أنت جاهز الآن لعرض الموقف علينا و ما حدث هناك .... و هنا يصل صوت المؤذن إلى ديوان الحكم فينهى الأمير الجلسة قائلا الله أكبر الله أكبر نلتقى بعد صلاة الظهر إن شاء الله ...

و بعد أداء صلاة الظهر فى المسجد الملحق بقصر الأمير عاد الأمير و رجاله إلى ديوان الحكم و عاد الرجال كلا إلى مجلسه و نادى الأمير حاجب الديوان الذى لبى النداء على الفور و سأله الأمير .. ألم اطلب استدعاء وزير العسس من قبل صلاة الظهر بوقت. .. فأجاب الحاجب نعم يا مولاى و قد أفاد الرسول لدى عودته أثناء الجلبة أن سيدى الوزير خرج فى مهمة مع بعض رجاله و سوف يعود عند غروب الشمس ... فيشير الأمير إلى الحاجب بالأنصراف فينصرف

و يوجه الأمير سؤاله إلى كبير الوزراء .. ما طبيعة تلك المهمة يا دهشان هل هى بتكلف منك أم انك لا تعلم عنها شئ ...






فيجيب دهشان بل بتكليف منى يا مولاى فقد طلبت من وزير العسس أن يتوجه إلى مشايخ القبائل فى الجنوب لينقل لهم تحيات مولاى و يطمئن على الأمن هناك بعد حادثة الثأر التى وقعت بين القبائل هناك و التى أمرت سموكم بضرورة متابعتها و العمل على فض النزاعات بين القبائل من خلال مجلس القبائل الذى يشرف بقيادتكم له ... و لما لم تخبرنى يا دهشان قبل انطلاق الوزير لهذه المهمة كنت أرغب أن احمله رسالة إلى القبائل هناك فيجيب دهشان مطأطأ .. مولاى هذا ما كنت جئت من أجله باكرا و لكن ظروف مولاى حالت بينى وبين أن أبلغه وكدت افقد رأسى ..

فيتحول الأمير بناظريه إلى كبير القواد وقائد الجيش قائلا .. و ماذا عن مهمتك يا نصر الدين ؟ هل أتممتتها كما خططنا لها أم لاقيت ما يعوقك عند التنفيذ ؟ ...






فيجيب نصر الدين .. أدام الله رجاحة عقلكم يا مولاى ولقد كان لخطتكم عظيم النجاح عند التنفيذ فقد قمنا بتسوية مساحات كبيرة من الأراضى و تم تهجير عدد من الأسر التى أبدت استعدادها لذلك و كذلك الشباب حديثى الزواج و الذبن يبحثون عن مصدر الرزق و المأوى لأسرهم الجديدة و تم توطين ما يقرب من خمسة عشر ألف نسمة هناك و تم توزيع أراضى البناء و الزراعة عليهم كما أمرتم يا مولى و أخذ المواطنين فى بناء دورهم و زراعة أرضهم و على التوازى قام الجيش ببناء ثلاثة قلاع حصينة بمسافات تغطى المنطقة الشمالية و تحكم السيطرة عليها تم بنائهم فوق أعلى التباب الموجودة فى منطقة الشمال و تم تزويد الأبراج بالمرايا لتستخدم بينهم فى أشارات النهار و المشاعل الكبيرة المحفوظه فى العاكسات لاستخدامها فى أشارات الليل و تكون وسلية ربط بين القلاع الثلاثة و يعكف قادة القلاع على تدريب الجند على تفهم تلك الإشارات بينهم حال الليل و النهار كى نتمكن من رصد أى دخيل على البلاد و كان الجميع هناك حال البناء و الزراعة يتغنون باسم مولاى و يدعون له بكل الخير فى كل صلاة و قد تركتهم يا مولاى و كان كل يوم عندهم هو يوم عيد شاكرين الله على نعمه و قد حملونى بعظيم تحياتهم و شكرهم لسموكم و اختاروا أن يطلقوا على مدينتهم الشمالية اسم مدينة نور الدين الشمالية وينتظرون موافقة سموكم على ذلك.






و يتهلل و جه الأمير فرحا و يضحك فى سرور قائلا ... ما شاء الله ما شاء الله بارك الله لهم فى دورهم و زرعهم سوف نكتب لهم مرسوما بالموافقة على هذا الاسم و سوف اختار الوقت المناسب لمشاركتهم فرحتهم ...

ثم يستطرض قائلا و الآن حان وقت الطعام ... أيها الحاجب ... أمر مولاى ... أتني بالطاهى لعله قد انجز الطعام

فيجيب الحاجب لقد أتا يا مولاى منذ برهة و هو الآن بالباب ينتظر أذن مولاى للدخول فيأذن الأمير للحاجب بإدخاله

فيدخل الطاهى ملقيا السلام و التحية على الأمير و كبار رجال الأمارة فيبادره الأمير بالسؤل ... هل انتهيت من أعداد الطعام أيه الطاهى و تجهيز غرفة الطعام ؟؟... نعم يا مولاى و فى انتظار تشريفكم لها .. فيضحك الأمير و ينظر إلى نصر الدين هذه المأدبة على شرفك يا نصر الدين فل يتفضل الجميع معى إلى غرفة الطعام و يتقدم الأمير رجاله متوجها إلى غرفة الطعام ...

في 17 ديسمبر، 2009‏، الساعة 11:48 مساءً‏‏

نلتقى الجزء القادم إن شاء الله


3- الحب و المُلكـ ..... للأديب الشاعر / صالح سالم - المصرى

الحب و المُلكـ - الجزء الثالث



هى قصة مستوحاه من الأدب العربى ..... ج 3


...................... سمع الأمير صوت ضجيج و أصوات تناشده أن يغيثهم أنقذنا يا مولاى أنقذنا با مولاى فأسرع الأمير إلى شرفة القصر ليستطلع أمر هذه الجلبة


  فإذا به يرى عدد كبير من الحرس و هم يكبلون بكل قوة ثلاثة من الرجال و يحكمون السيطرة عليهم بكل قوة و يلمح ألأمير وجه أحدهم و يشعر أنه يعرفه نعم هو أنه مهران قائد سرية الأستطلاع و بينما هو يحاول التذكر أذا به يجد حرسه الخاص قد تجمع حوله و طلب منه كبير الحرس أن يترك شرفة القصر و يعود إلى الداخل مخافة أن يكون خلف هؤلاء الرجال مؤامرة فضحك الأمير ضحكة تملأها السعادة و صاح فى قائد الحرس مؤامرة !!! ... أية مؤامرة أن هؤلاء الرجال ما هم إلا سرية الأستطلاع التى أرسلتها منذ عامان لتستكشف و تستطلع أسرار العدو و تحصيناته و تفتش فى حدود الأمارة لتكشف مناطق الضعف التى يمكن أن يغزونا العدو من خلالها و صاح فى كبير الحرس يا كبير الحراس أمر مولاى اذهب فارفع قبضة رجالك عنهم و تأكد من شخصياتهم وأعدوا لهم نزلا للراحة حتى يستريحوا من عناء السفر و بعده ننظر فيما أتو به من أخبار .

و ينطلق كبير الحرس و رجاله ألا اثنين أبقاهما لمراقبة شرفات الديوان المطلة على حديقة القصر تحوطا منه لحماية الأمير أذا كان الأمر غير ذلك و بعد خروجه دخل حاجب الديوان بصوته الجهورى المنبه مناديا مولاى فأجابه الأمير ماذا ورائك أيه الحاجب .... كبير الوزراء يطلب الأذن ثانية بالدخول و قد أبقيته بعيدا عن الباب فهل تأذن له يا مولاى ؟؟






فصمت الأمير مليا ثم هز رئسه و أجاب أدخله الآن أيه الحاجب ..... فتقهقر الحاجب باتجاه باب الديوان و نادى يصوته المعهود سيدى كبير الوزراء أذن لك الأمير المفدى بالدخول .... فيدخل دهشان كبير الوزراء مهرولا مقدما التحية و الأعتذار عما بدر منه فى المرة السابقة و موضحا بدهاء ذلك التطفل الذى بدر منه قائلا أرجوا يا مولاى أن تقبل أعتذارى ... أنما حب مولاى و حرصى على أن أراه سالما معافا هو ما جعل قدماى تحملني إلى داخل الديوان و لم أك أعلم عن يقين أن سموكم بصدد أمر هام يمكن أن تخفيه عن كبير وزرائك و خادم العرش

  فأجابه الأمير بحزم مقاطعا تسلس أفكاره واحتمال سؤاله عما دار بينه و بين كبير الحكماء قائلا لا تذكرني بهذه الواقعة التى حدثت منك و لا تعود إليها فى أى وقت كان

و لننظر الآن ماهو جديد من عملنا فى هذا اليوم ... فتلعثم دهشان المكير و قال أمرك يا مولاى ... لقد قبض حرس القصر على ثلاثة من الرجال المشتبه بهم أنهم اقتحموا الأسوار و أرادوا أن يصلوا إلى ديوان الحكم فى مؤامرة ضد مولاى و بينما نحن كذلك أذا بكبير الحراس يأمر الجنود أن يتركوهم و انتحى بهم جانبا إلى غرفة المراسم و أخذ يخرج بعض الأوراق و حاولت أن استطلع الأمر فأستأذن منى و طلب منى الأنصراف و قال انه أمر فى غاية السرية طبقا لأمر مولاى الأمير و لا يرغب أن يطلع عليه أحد .... نعم ... هو كذلك وسوف أطلعك عليه فيما بعد أخبرنى الآن .... ماذا عن الأسواق و الرعية و الأسعار و التجار ... مولاى تعلم أنى أجوب الأسواق بنفسى و يرافقنى شهبندر التجار لنطمئن من الرعية و هم يشترون احتياجاتهم من الطعام و الملبس و ما ينفع شؤن حياتهم و أن الأسعار معتدلة



و حقيقية و لا يشتكى منها أحد يا مولاى ... اعلم يا دهشان أننى سوف أنزل بنفسى إلى الأسواق لأرى بعين اليقين صحة هذا القول و أتحقق من الرعية و أسألهم عن عدل الأسعار مقابل مقدرتهم و أمكا نياتهم ... وسوف يكون لى شأن مع شهبندر التجار بل و مع كل التجار إذا وجدت الحال على غير ذلك ثم أكمل بك انت يا دهشان ...
وهنا يدخل حاجب باب الديوان مولاى كبير القواد قائد الجيش و قائد الحرس يطلبان  الأذن لهما بالدخول ... أدخلهما أيه الحاجب ... فيتقدم كبير القواد قائد الجيش إلى الأمير ملقيا السلام و مقدما التحية فيأذن له الأمير بالجلوس ثم ينهض الأمير من مجلسه فيقف الجميع و لكن الأمير يشير لهم بالجلوس ثم يتوجه إلى كبير حرس الديوان ليستطلع منه أمر الرجال الثلاثة و يسأله ... ماذا وجدت يا كبير الحرس مما أمرتك به فيجب قائد الحرس ...مولاى وجدتهم كما أطلعني مولاى وتحققت من شخصياتهم من مرسوم الأمارة المحفوظ بقاعة المراسم ... هل أكملت بقية ما أمرت به ..... نعم يا مولاى و هم الآن يحصلون على قسط من الراحة بالجناح الشرقى من القصر و ينتظرون أمر مولاى و أذنه للمثول بين يديه ... رائع جدا هذا ما كنت قد أرسلت فى طلبك صباحا من اجله ... اذهب وكن و رجالك حولهم لا أريد أن يتصل أو يتحدث إليهم أى من كان أو يتلصص عليهم أى شخص من حاشية القصر و من يحاول وأى كان درجته يعامل كلص و يرمى فى جب القصر حتى أنظر فى أمره ... هل سمعت ما أمرتك به جيدا ....فيصيح قائد الحرس نعم يا مولاى ... أذن انصرف لعملك .... فيقدم كبير الحرس التحية و يسرع بالخروج إلى عمله طبقا لتعليمات الأمير

و يعود الأمير إلى كرسى الأمارة فيقف الجميع و يجلس الأمير و هو يشير اليهم بالجلوس ثم يوحه حديثه إلى كبير القواد قائد الجيش .... ماذا ورائك يا نصر الدين ؟






و ما أخبار التحصينات التى أمرتك بها لحماية الشمال الشرقى للأمارة ؟؟
فمنذ عودتك من هناك تركتك حتى تستريح من عناء السفر فهل أنت جاهز الآن لعرض الموقف علينا و ما حدث هناك .... و هنا يصل صوت المؤذن إلى ديوان الحكم فينهى الأمير الجلسة قائلا الله أكبر الله أكبر نلتقى بعد صلاة الظهر إن شاء الله ...   




في 17 ديسمبر، 2009‏، الساعة 11:42 مساءً‏‏




نلتقى فى الجزء التالى





2- الحب و المُلكـ ..... للأديب الشاعر / صالح سالم - المصرى

الحب و المُلكـ - الجزء الثانى






هى قصة مستوحاه من الأدب العربى ..... ج 2

يلتفت الأمير إلى كبير الحكماء بسرعة و يجلس بين يديه و يسأله بلهفة و ماذا ترى فى أحلامك أخبرني ؟....
و هنا يصدح صوت حاجب باب الديوان مولاى ... كبير الوزراء بالباب يطلب الإذن بالدخول

فينهض الأمير منزعجا مجيبا بغضب أيها الحاجب أرجه لوقت آخر فلا زال الوقت مبكرا ثم يتقدم فى خطوات مسرعة فى أتجاه الحاجب قائلا ألم ترى أنى مشغول بالحديث مع كبير الحكماء فينحنى الحاجب قائلا أمر مولاى ... ثم يأخذ فى التراجع إلى باب ديوان الحكم و قبل أن يصل إلى الباب يدخل كبير الوزراء و الفضول يسبق عينيه متفقداً مع من يجلس الأمير و لماذا يريد أن يؤجل لقائه و دخوله ؟ وتبدو الدهشة على وجه الأمير مستنكراً دخول كبير وزرائه دون أن يؤذن له فيبادر كبير الوزراء بالتحية متصنعا الهدوء و القلق على الأمير و على الفور يدير الأمير له ظهره و ينادى الحاجب أيه الحاجب بلغ كبير الوزراء رسالتى له و إلا أطحت برئسيكما فهرول الحاجب إلى كبير الوزراء عفوا يا سيدى لقد رفض مولاى لقائك الآن فلا تتسبب فى قطع رأسى


خرج دهشان كبير الوزراء من قاعة الحكم و هو يقرض على أنيابه و عيناه يخرج منهما شرار يفتت الحجر جراء الصفعة التى و جهها له الأمير جزاء دخوله عليه دون أذن و دون رغبته متمسحا فى سيف الحياء






وما أن اغلق الحاجب باب الديوان حتى راح كبير الحكماء يضحك ملأ فاه و يكرر الضحك حتى هدأ فقال معذرتا يا مولاى لم أستطع أن أتمالك نفسى من الضحك رغم أنى أراك فى شدة الغضب و لكن لفرط سعادتي بك و بحزمك فى قرارك مهما كان بسيطا لقد ذكرتني بوالدك رحمة الله عليه حين أطاح برأس أحد خدم القصر لقطف زهور حديقة القصر




فهدأ الأمير و عادت إليه ابتسامته و عاد إلى جلسته بين يدى كبير الحكماء و طلب منه أن يقص عليه أسباب مخاوفه من كبير الوزراء و ماهية الأحلام التى تزعجه و تؤرقه فى نومه ... فتنهد الرجل و أخذ ينظر إلى اليمين و إلى اليسار ليتأكد من خلو ديوان الحكم حوله و أخذ يمعن التصنت بطريقته ليطمئن لعدم تلصص أحد إلى حواره ... ثم اقترب من الأمير هامسا مولاى أنا لا أريد أن أسبب أزمه فى بلاطك وكل ما أحب أن أقوله لك الآن ... احذر هذا الدهشان فأطماعه كبيرة و لا يكفيه كرسيه فهو يطمح أن ينتقل إلى مكانة أعلى ... واحب أن اطمئنك فحفبدى ضابط بفرقة العسس و يأتينى كل يوم بما توسوس به نفسه ... ثم قام من جلسته طالبا الأذن بالأنصراف قائلا مولاى لا أريد أن أعكر صوف يومك فعين الله ترعاك و اجعل مشورتي بين يديك و كلنا فدائك و طوع أمرك

  أذن الأمير له و شكره و جلس على كرسيه يتأمل مشورة كبير الحكماء وما رواه له عن عدم ارتياحه لهذا الدهشان و قال فى نفسه فى الوقت المناسب سوف أنظر فى أمر كبير الوزراء أما مشورة كبير الحكماء فهي حل و سط يريح نفسى بعض الشئ و لسوف اعمل بها .






ثم توجه إلى الشرفة المطلة على حديقة القصر ليملأ صدره بهوائها الذى يعطره أريج الزهور النادرة المزروعة بها و بصوت غناء الطيور التى تحج أليها و تقف على أشجارها الوارفة الأوراق و الظلال مندهشة لجمال الحديقة و نسيمها العليل و كأنها لم تحط من قبل فى مثل هذه الحديقة فيأخذها جمال الحديقة فتشدو بما لديها من أجمل ألحان الطيور فريق ينشد و فريق يردد و كأنهم يقدمون التحية للأمير حين ظهوره بشرفة القصر

يعود الأمير إلى مجلسه و ينادى أيها الحاجب و على الفور يجب حاجب باب ديوان الحكم أمر مولاى فيأمره أن يرسل فى طلب كبير الوزراء و وزير العسس و كبير قواد الجيش و قائد الحرس

و ينطلق الحاجب لتنفيذ أمر مولاه و ما أن اغلق باب الديوان حتى سمع الأمير صوت ضجيج و أصوات تناشده أن يغيثهم انقذنا يا مولاى انقذنا يا مولاى فاسرع الأمير إلى شرفة القصر ليستطلع أمر هذه الجلبة






في 17 ديسمبر، 2009‏، الساعة 11:46 مساءً‏‏

والى لقاء فى الجزء القادم