27/03/2012

دستور يا إخوان ... للأديب الشاعر/ صالح سالم المصرى

دستور يا إخوان



ياريت نفهم كلمة دستور يا أخوان

دى كلمة بالعامية معناها استئذان

أذن دخول أو خروج لإغراب عميان

بالنحوى نقول عنها هى ظرف مكان

أما المقصود بيها فى كلامنا الآن

أمر عظيم صعب الفهم على غلمان

عاشوا و اتربوا على أيد سجان

نظرتهم أقصاها برش فى ليمان

أو كذبه كبيرة يدخلوا بيها برلمان

بكل بجاحة يستولوا على اللجان

ما هو ده طبع الجاهل عايز يبان

منخيره يصغرها و يعمل شو و أعلان

خلاص الشعب عرفكم و آخركم بان

خونة ده تاريخكم و مجلسكم خربان

لا نصف مظلوم و لا حمى أوطان

تحالفتوا مع العسكر ع الشعب الغلبان

لبسوكوا العسكر طرح النسوان

دلوقتى بتصرخوا و تقولوا هننزل الميدان

الميدان متبرى منكم رحوا بكذبكم أى مكان

سحبنا منكم الثقة و كل اللى صوت لكم ندمان



23/03/2012

بلمسة من إديك ... للأديب الشاعر/ صالح سالم - المصرى

بلمسة من إديك



بلمسة من إديك مسحت أحزانى

بنظرة من عنيك تذكرت عنوانى

قلبك مسكنى و بحرى و شطئانى

فرحك بسمتك هما أغلى الأمانى

أماتنى بعدك و ها عودك أحيانى

أعادنى وصالك من رحلة هزيانى

أضمك لصدرى أحطم بك أشجانى

نبضك للروح رحيق يشفى أسقامى

أنت للنفس الحياة منك ضياء أيامى

عاهدت القلب فيك أن يطوى آلامى

بالحب نبى صرحا هو جنة أحلامى

نحيى فى قصورها أنشدك غرامى

أنت فيها كل الحور و مداد إلهامى



21/03/2012

أمى الحبيبة ... للأديب الشاعر/ صالح سالم - المصرى


أمى الحبيبة



أمى الحبيبة منبع الحب أنت


أحب الناس للقلب يا أمى أنت


أول حبيبة للقلب فـ دنيتى أنت


ياما عشانى تعبتى و اتحملتى


ياما سهرتى بألمى و أتالمتى


ياما لفرحى سعيتى و حققتى


رضاكى يا أمى أساس لعبادتى


وصانى عليكى نبينا و ربى


وصونى ببرك انت و والدى


فضلكوا ديما دين فى رقبتى


صعب أدائه و رده مهما أوفى


دايم حبك لا بتكرهى و لا تجفى


لك كل الحب يا أمى يارب يكفى



15/03/2012

لسه قلبك خايف ؟ ... للأديب الشاعر/ صالح سالم - المصرى

لسه قلبك خايف ؟


لسه قلبك من بكره خايف و بيفكر

و الحب ف قلوبنا ساكن و متعطر

حبنا قدر و كتاب مكتوب و مسطر

لو الفراق الحل مكنش البشر تكتر

الصبر أكبر دوى للى زمانه اتعكر

أيامه برد وغيوم و نورها متكسر

الشتا فصل محتوم من أيام بتتغير

عمره صغير فى قلب إصراره بيكبر

لسه قلبك خايف؟

طيب قول لى بخوفك أيه حواليك اتغير

تعرف تحب غيرى ؟ تقدر لقلبك تغير؟

أن كنت تعرف و قادر روح بلاش تتحير

و يخاصم النوم عيونك سهران و بدور

يطلع عليك النهار تتمنى شمسه ما تنور

حرام تعيش بقية العمر فى سؤال متكرر

لسه قلبك خايف ؟

أحلف لك بربى أنى ما يوم عن حبك أتغير

سعدك هنايا و همك شقايا أكتر ما تتصور

أن معرفتش أو مقدرتش أكيد أنا حبى أكبر

القلب شايلك ليل و نهار فى سعادتك بيفكر

لسه قلبك خايف ؟

بكره صفحة مطوية فى كتاب الزمن الكبير

نصبر و نتمنى تفيض سطورها بخير وفيـر

يطلع علينا  النور نغزله بفرحتنا توب كبير

لسه قلبك خايف ؟



13/03/2012

عودة الروح ... للأديب الشاعر/ صالح سالم - المصرى

عودة الروح


فار تنور عشقى فعلا مياه البحر

غضبتى سالت ماء عكر النهر

غرقت قوارب صمتى عبر الدهر

إلا قارب حبى غدا ببحار الصبر

أصارع الموج أنادى نور الفجر

بشموخ الأصالة تمتد يد لها قدر

واعية لمشاعر الصدق بلا غدر

تهدئ ثورة التنور و تبنى الجسر

تجمع أشلائى تحينى بعد النحر

تعود روحى و نعدو لنعبر الجمر

بعناق الأرواح و القلوب بلا قصر

أعتلينا رفات الألم رفعنا راية النصر

ألقينا بالحزن من فوق حافة الجسر

الصدق لنا مفتاح يفتح أبواب اليسر

09/03/2012

عذراً يا رحيمة ... للأديب الشاعر/ صالح سالم - المصرى

عذراً يا رحيمة


عذراً يا رحيمة لقلبك الرقيق أرسله

ما هتك قولى لك عرضا فيما ذكرته

أساء فهم حرفى حاقد و بحقده فسره

معنى القول بباطن الشاعر هنا يؤكده

إن أخطأ فى قدره جاهل فلن يعاتبه

إن طلب التفسير لا سواى يفسره

المعنى بلا التباس أو زيف هنا أعرضه

كصاحب جنة خاف اللصوص أن تسرقه

فأخذ يحدها بأسوار عالية منيعة شائكـة

يخفى عن العيون قطوف جنته الدانية

أن مستها يداً أو عين حاسد أمست تالفه

ما كذب إبراهيم حين سؤل عما قد حطمه

قال اسألوا كبيرهم و سؤالهم لن ينطقه

فما وعوا مغذى الفعل و ما فهموا منطقه

قالوا حرقوه بالنار عقابا له و النار تهلكه

أمر المنادى النار بأمر خالقها ألا تحرقه

لكل أمرئ كتاب بما لفظ و فعل الله محاسبه


06/03/2012

نداء إلى النفس .... للأديب الشاعر/ صالح سالم - المصرى

نداء إلى النفس ...



يا نفس عودى من ضيق الحزن إلى رحاب الرضا

أعتراكى حزنا كبير زلزل فيك كل أركان الرضا

قدر الله و ما شاء فعل  فتقبلى الحكم  بما قضى

كل شئ بدنيانا يولد صغيرا إلا الحزن و القضى

ما كان لله دام و اتصل و ما كان لغير الله مضى

فإن مسك الضر يقينا فلا تجزعى  و لا تتمردى

إنما الدنيا تسير كما شاء الله فينا و قدر الخطى

عشتى عقود راضية بالحق و ما زلتى له منشدا

عساه أبتلاء لك لتعتلى درجاتك فى مقام الرضا

خلق الأنسان ضعيفا و صدق فينا دوما قول ربنا

أحبب يا بن آدم ما شئت فإنك عنه حتما مفارقا

اللهم ثبت قلوبنا على دينك منك و إليك الرضا


05/03/2012

هى و بيت القصيد .... للأديب الشاعر/ صالح سالم - المصرى

هى و بيت القصيد


أن صرت حقا للأحزان ببيت القصيد

أبشرك أن يبعث فيك الضمير الفقيد

البلاء دوما للصالحين وللعبد العنيد

مازال يوم الدفع مؤجلا ليوم الوعيد

إن لمت نفسك ألفا و ذقتى المر الشديد

لن ينجوا قلبك الوليد إلا بصدق الوعيد

النفس إن كذبت الجميع تبكى بركن بعيد

تعترف فى خفاء أن شيطانها كان عنيد

إنها للأكاذيب روجت و ما كان هذا مفيد

أورثت القلب حسرة و ندامه عمر مديد

فأدركى قطار الأمل بخطى صادقة تزيد

تنعمى برضا الرحمن و لا يناله العربيد

يكفرعنك إصرراك لهز عرشه المجيد

يهبك كل السعادة والرضا لقلبك الوليد

هذا هو الطريق وضحته و عنه لا أحيد

إلى كل من ألقى السمع وكان قلبه شهيد

04/03/2012

كلب الغادرة ..... للأديب الشاعر/ صالح سالم - المصرى

كلب الغادرة



اشترته الغادرة فصار كلب علا نباحه

أطعمته من رحيق غدرها فقوى نابه

يلهث فى كل صفحة يعوى بصوته

لا يزعجنا نباحه و الكلب هذا أصله

الوفاء لمن أطعمه و ملأ جوفه

يتبع سيده فى كل مكان و يهز زيله

لا يعى الكلب الأمور و لا يهمه

إلا الرحيق الذى من جوع قد عصمه

الكلب ناصر سيده هذا كل ما يعرفه

لو فهم الكلب الحقيقة لرتاح الكل من نباحه

لكن هيهات ان يفهم ذوات الاربع مثله

كل الأبحاث أثبتت أن الكلب يشبه صاحبه


شهداء الموكب .... للأديب الشاعر/ صالح سالم - المصرى

شهداء الموكب

يا بنى العروبة عجبا إنى لا أكذب

الجيش السورى فى شعبه يضرب

على أرض حمص و حماة و أدلب

بأمر السفاح الدم للأرض يخصب

يزيد نتاج الأرض ثوار للحق تطلب

لا يهابون الموت شهداء بالموكب

الشعب العربى يكتفى بلجان ترقب

راوغها السفاح كمراوغة الثعلب

كل العالم حولنا من صمته أتعجب

تحركه المصالح فقط  و ما يرغب

سحقا لضمير صامت بالدم مخضب

مدفعى قلمى  طلقاته أبدا لا تنضب

به أقاتل أهل الظلم و نصله يلهب

بحماس الأحرار نقاتل و لا نشجب



03/03/2012

إلى سفاح سوريا ..... للأديب الشاعر/ صالح سالم - المصرى

إلى سفاح سوريا


يا سفاح سوريا الأخير ما أنت بأسد

عهدنا الأسد يحمى عرينه بالعضـدد

قتلت شعبك الأعزل و زدت بالعـــدد

يا بشار أبشر من الله بجيد من مسد

تلعنك دماء الشهداء و كل أب لأبنه فقـد

ترتل فيك الدموع إحتسابها للواحد الأحد

تحت العرش تدوى صرخات قبر الملتحـد

ربى هذا قاتلى من قتله ما نجى منه أحد

فأصله سعيرا مقيما مخلدا فيه الى الأبـد

عجل الله منيتك لتكن كما لم يشهدها أحد

النار تحيطك فيها حجارة بيوتا بفعلك تهدمت

تؤجج لك السعير و هى لله طائعة و أسلمت

اعتليت الحكم أرثا باطلا و بيعتا لك قد زيفت

كنت الطبيب الذى نرجوا يشفى جراح تقيحت

صرت حجاج جديد بدماء الابرياء يداه تلطخت



02/03/2012

بقايا إمرأة ..... للأديب الشاعر/ صالح سالم - المصرى

بقايا إمرأة ...



أكتشفت الحقيقة و ما عنى غاب

حطمت صندوقك الأسود بالأعتاب

من مذكراتك عرفة حفنة الأحباب

خاب سرورك فطلبتى ناصر كذاب

ما نصرك فرحتى تتسولين حبه بالمحراب

سارعتى خلف مجدك السليمانى بالترحاب

فر منك هاربا لملذاته و سكر دونك الأبواب

شعرتى أن سحرا أسود لقلبك قد أصاب

يرعب الأحبه يطرد بالفزع كل الخطاب

فلجئتى إلى درويش لينزع جن الخراب

خط لك بحروف الكلم فى الغروب حجاب

لكنها لم ترهب جنى العشق بقلبك الوثاب

فراح يعربد هنا و هناك مع كل الأغراب

أستوقفه فارس مغوار كبير القلب مهاب

طرد الجن و الحزن منه فتح للفرح باب

غلبك أصلك الخسيس فيك الأصل غلاب

تإكدت أنك بقايا إمرأة تعشق لعـق الكلاب



01/03/2012

سلسلة الوفاء ؟؟ ( الحلقة الخامسة ) .... للأديب الشاعر/ صالح سالم - المصرى

الحلقة الخامسة

من مذكراتها الشخصية



كنت متزوجة ولكن على الورق فقط .. تزوجت زواج تقليدى
تم فى أيام قليلة بناء على رغبة والدى ولظروف عمل زوجى لأنه
كان يعمل فى إحدى الدول العربية,
وجدت نفسى فجأة أعيش مع رجل لاتربطنى به أى نوع من
المودة أو الألفة .. فلم تكن بيننا فترة خطوبة حتى يعرف كلا
منا الأخر .. 


فى ليلة الزفاف وجدت عليه إنطباع غير عادى - كان ينظر لى
باعجاب شديد .. كنظرة التاجر لشراء تحفة ثمينة إمتلكها , أدركت
منها أنها نظرة الفوز والإنتصار - إحساسه بأنه تزوج
سيدة جميلة يحسده عليها الأخرون ,
إستبدلت ثيابى بملابس النوم وجلست أمامه وأنا فى شدة
الخجل - لكننى لم أشعر بأى تغيير طرأ عليه وجلس أمامى
بكل برود وكائنه لوح من الثلج , أو أنه جالس مع شقيقته أو
أحد أصدقائه , لاحظت بروده فى النظر إلي ..!!
لم يعلق ولابكلمة واحدة .. لم يقبلنى .. لم أشعر أنى حركت
داخله شعرة واحدة , كان أمامى كالصنم ,
نظرت إلى نفسى فى المرآة فاذ بى فى غاية الجمال والإثارة ..
ومرت الليلة الأولى دون أن أشعر بأنى عروسة فى ليلة عرسها,
وجأت الليلة الثانية فإذ به يسالنى : كيف يكون الزفاف
فنظرت اليه وأنا فى شدة الخجل والدهشة ولم أعلق ,
بالفعل أنا أيضآ لم أعرف شيئآ , لم أتذكر أن أمى
أخبرتنى بشئ عنها - فالحديث عن العلاقات الزوجية
خط أحمر ممنوع الاقتراب منه .. وأضطررت أن أذهب معه
إلى الطبيب كى أتحول من فتاة الى سيدة


وذلك لكى أوفر على نفسى عناء التجربة مع إنسان جاهل تماماً,
شعرت هذه الليلة أننى فقدت أدميتى كإنسانة فيوم زفافى كان يوم
وفاتى 



 وبدأت اللاحظ أنه غريب الأطوار .. لم يتعامل معى كاأنثى
يثيرها.. يلاطفها ..يمزح معها .. يقبلها - لا لا لقد إنتابنى إحساس
بأنه طفل فى المرحلة التمهيدية من حياته , كنت أغالط نفسى وأقنعها
بأن ليس له علاقات نسائية سابقة أو إنه خجول أو لايحب أن يظهر فى
موقف ضعف أمامى 
واعتبرت أنه ربما يكون وضع طبيعى .. 
لم يطرأ ببالى أبداً إنه نوع أخر من الرجال ..

فقد بدأ إقترابه منى بوضع شاذ لم يأمرنا الله به فكنت أنهره ,
فهذه الطريقة مثيرة للإشمئزاز والقرف وبعيدة عن الأخلاق
والدين وصرخت فى وجهه (ان لم تقم علاقة شرعية لاتقترب
منى أبداً) كل ذلك وأنا لا أدرك لماذا يفعل ذلك ولماذا هو دائماً
بارد الإحساس والشعور نحوى ولما لاأثيره كإمرأة؟


كنت أخجل أن أفاتح أمى وأسألها :هل هذا شئ طبيعى من
الرجال ... أن يمارس علاقته الزوجية كل شهر مثلا؟ وبطريقة
المراهقين...لحظات عذاب بالنسبة لى عشتها معه
ومع ذلك أنجبت منه..ولاتسالينى كيف لأنى بذلت مجهود وعناء
أخجل ان احدثك عنه


عشت سنين عمرى محرومة جسدياً وعاطفياً.. ولأنى أعشق
الرومانسية فكانت هذه المشاعر هى سبب حزنى وكأبتى المذمنة ,
كنت أسمع صديقاتى يتحدثن عن معاشرتهن لأزواجهن وكيف أن
هذه الرابطة الحميمة تزيدهن حباً وعشقاً... وأن هذه العلاقة
ضرورية جداً لكى تجدد الدفء بينهم ...!!!


فى هذه الأثناء أيقنت أن زوجى ليس طبيعياً وأنه من الشواذ0!
يستمتع بالعلاقة الحميمة فقط بما حرمه الله وبدأت أدرك ذلك
وتنبهت إليه من القنوات الدينية فى الفضائيات


عشت حياتى معذبة من الحرمان العاطفى والجسدى ,
فى حالات ضعفى كنت أتوجه لله ساجدة كى يعيننى على تحمل
مأساتى .. لم أفكر أبداً فى خيانة زوجى .. ولا أن أعيش
فى الحرام (والعياذ بالله) من أجل متطلباتى الجسدية ,
لأنى إمرأة أخاف الله وأحترم ذاتى .. 


والأهم من ذلك أن لدى بنت أخاف عليها أن تحمل ذنبى ويكون
عقاب الله لى فى فلذة كبدى , كما أننى أبغض الخيانة ..
أعتبرت أن زوجى متوفى وأنى أرملة ..
فقد كان إنسان ضعيف الشخصية .. إن واجهته مشكلة ما
توجه لى حتى أنقذه منها ..


إن زارنى أحد أقاربى من الرجال ينكر نفسه ويرفض مقابلته
وكائنه غير موجود أو نائم ..
وإن صادف وتكلم مع رجل ما.. تلعثم أو يظل صامتاً كالصنم


جعلنى شديدة الحرج من وجودى معه فى أى مكان يجمعنا,
أصابتنى الكأبة -إمتنعت عن أصدقائى حتى أتحاشى مقابلتهن
بزوجى ..


أهم من كل هذه الأشياء أن لاوجود له فى حياة أبنائه فلم يكن
له موقف يذكر يتعلق بأمورنا الحياتية,, أصبحت بالنسبة
لابنائى الأم والآب فى آنً واحد
ناهيك عن إحراجى أمام جيرانى من السيدات - يجلس معهن
ويحدثهن كائنه سيدة مثلهن .. يتفنن فى الكلام الهايف والتافه
والساذج .. أجلس وأنا فى شدة خجلى عندما أراه يتحدث
بهذا الاسلوب الغبى , هذا غير أنه قاسى القلب لم يلتزم معى
بالمصاريف المادية .. فتحملت جميع مصاريف أبنائى من
تعليم خاص ودروس خصوصية وعلاج وكساء .. 



فأمى كانت ميسورة الحال وعاشت معى لأرعاها .. ووالدى توفاه الله وترك
لى مبلغاً لابئس به .. والحمد لله مستورة ولست فى إحتياج مادى منه
إستقليت بنفسى والحمد لله كبروا أبنائى وإطمئن قلبى عليهم
لكننى الأن أشعر بالإحتياج, للحب والحنان الى كلمة عطف
تعوضنى عن حياة الحرمان .. فأبنائى لايشعرون بى ,,
يعيشون حياتهم وبعد فترة قصيرة سيتركوننى ويتزوجوا
أعلم انها سنة الحياة ...!!!


ولكن ماذا عنى ؟ هل مصيرى أن أستمر فى حياة التعاسة والشقاء مع
هذا الرجل الميت إكلينيكيا ؟
هل من العدل أن أقضى ماتبقى لى من عمر مع رجل أكرهه حتى
النخاع ؟
لقد تحملت فوق ما يستطيع إنسان أن يتحمل ..تحملت من
أجل أبنائى حتى لا أجعلهم مشتتين بين زوجة أب وزوج أم
لكنهم الأن صاروا شباب لاخوف عليهم ..!!


لقد وجدت الرجل المناسب . الحنون , الهادىء الطباع , المتزن ,
الوقور , لقد عرفته عن طريق صديقتى الحميمة .. كنت اذهب
معها إلى عملها لأقضى على أوقات فراغى ولكى التصق بالناس
لأخرج من حالة  الحزن والكأبة التى إنتابتنى وسيطرت على
سنين طويلة ... وهناك عرفته فهو رئيسها فى العمل ويشهد له
الجميع بدماثة الخلق وكرم أخلاقه فى تعاملاته معهم ,
كان يختلس نظراته لى فى إستحياء وأدب وكلامه معى فى غاية
الإحترام .. لم يخرج عن المجاملات الرقيقة لقدومى
لم أعلم إنه إستخبر عن حالى من صديقتى وعرف منها أن حياتى
الزوجية غير مستقرة.. وإنى سأنفصل عن زوجى أجلاً
أوعاجلاً .. تحدث معى ولم اخفى عنه شيئاً , إزداد تعلقه بى
وشجعنى على طلب الطلاق من زوجى .. لأن عشرتنا من بادىء
الأمر حرام والله لايرضي العذاب لأنفسنا ,
شرح لى ظروفه وكانت مشابهة لظروفى فأبنائه كبروا ويعملون
فى الخارج . وزوجته توفاها الله .. ويعانى من الوحدة القاتلة
طلبت منه مهلة من الوقت حتى أعيد ترتيب أوراقى مع نفسى ولكى
اقنع أبنائى بأسباب طلاقى وأشرح لهم ماعانيته مع والدهم وماتحملته
من أجلهم ....!!!



 لكن جأت الصدمة التى زلزلتنى,,
لم يتعاطفوا معى بل بالعكس ظهرت أنانيتهم التى ألمتنى وطعنتنى
مما أفقدنى أعصابى وصرخت فى وجههم قائلة :
اليس من حقى أن أعيش كإمرأة حياة طبيعية ؟
اليس من حقى أن أعيش فى كنف زوج أشعر معه بالأمان والإستقرار
ويعوضنى عن حياة الحرمان ويقينى من نفسى؟
هل ليس من حقى بعد سنين من العذاب تحملتها لكى أعبر بكم الى
بر الامان أن تعطونى حقى فى الحياة ؟
هل ليس من حقى أن أجد الإنسان الوقور الذى طالما حلمت به من
سنين طويلة؟؟ ..
إنسان يحتوينى ويخفف عنى ..أشعر إنى مسئولة منه
وليس العكس..!!
كثير علي يا أبنائى بعد كل تضحياتى معكم أن تتركونى أقضى ماتبقى
من عمرى أعوض فيه بما حرمت من سعادة حتى ولو كانت أيام قليلة!
أشعر فيها إنى إنسانة لها كيان .. أشعر أنى سيدة ولست خادمة
تخدم جميع من حولها وتحمل همومهم ومسئولياتهم دون الحصول
على أدنى حقوقها فى الحياة ..!!



أشهد انى سمعت هذه القصة منها شفاهة و حصلت عليها من مذكراتها المعلنة على شبكة الأنترنت و هى ترويها على انها قصة صديقة لها


بقلم / صفاء