17/12/2009

6- الـحـب و الـمُلـكـ ..... للأديب الشاعر / صالح سالم - المصرى

الـحـب و الـمُلـكـ - الجزء السادس



قصة مستوحاه من الأدب العربى ..... ج 6

و يلقى بالخنجر إلى جوار جثة حارثه ... ويهرول صارخا اقبضوا عليه اقبضوا على ضابط العسس لقد أراد أغتيالى و قتل حارسى وهرب... يا حراس يا حراس ....






و ظل دهشان يصرخ و ينادى على الحراس حتى احتشدوا حوله مهدئين له و كل منهم يسأل فى لهفة ماذا حدث يا مولانا ؟ ماذا حدث ؟ فيصرخ فيهم دهشان كبير الوزراء قائلا لا تلتفوا حولى كالبلهاء بل انتشروا و ابحثوا عن ضابط العسس الذى قتل حارسى عندما فشل فى اغتيالى و هرول باتجاه القصر هيا أسرعوا ...

و أسرع الحرس كلا منهم فى اتجاه يبحثون عن هذا الضابط و توجه دهشان مسرعا إلى الجناح الشرقى و عند محاولته الدخول استوقفه أحد ضباط الحرس الملكى وأمره أن يتوقف مكانه .... مكانك يا سيدى .. عفوا تلك أوأمر صادرة من أمير البلاد ...
فيطلب منه دهشان أن يرسل أحد الحراس لاستدعاء كبير الحرس لأطلاعه على أمر هام ... فيجيبه الضابط بالموافقة و يأمر أحد الحراس أن يبلغ قائد الحرس تلك الرسالة .... و على الفور يخرج قائد الحرس ... متعجبا من زيارة دهشان قائلا له ...






ماذا هناك يا سيدى ؟ و ماذا أتى بك بنفسك حتى هنا ؟ فيجيب دهشان بخبثه ... أو لم تدعونى للدخول إلى الجناح لنتشاور أم أننا سوف نقف نتحدث هنا ....
معذرة سيدى فهذا القصر ليس ملكى كما تعلم و ليس لى حق ضيافة أحدا به ألا بأمر أمير البلاد ...
فبهت دهشان و أخذ يصيح يا كبير الحرس لقد تعرضت منذ لحظات لمحاولت اغتيال على يد أحد ضباط العسس و عندما فشل فى قتلى وكاد أن يقبض عليه حارسى قتل الحارس و هرب
.... فيتعجب قائد الحرس محاولة اغتيال لك انت يا سيدى لما ؟ ...
فيجب دهشان كأنك غير مصدق يا زين الدين و كأنى طفل ألهو أمامك ...
فيجيب زين الدين لا يا مولا لا اقصد ولكنى أتعجب و لكن أخبرنى أين حدث ذلك ... و إلى اى اتجاه هرب هذا القاتل ؟
هناك عند طرف الحديقة القريب من باب القصر منذ لحظات ... وقد رأيته و أنا ملقى على الأرض و هو يدخل إلى قصر الأمير دون أن يلتفت إليه أحد أو يعارضه بسبب زيه الذى يرتديه
وهل تعرف هذا الضابط الذى حاول اغتيالك و قتل حارسك يا مولاى.... لا فقد كان ملثما يضع شالا على وجهه
..... أذا كان قد دخل إلى القصر فالأمر خطير ثم أخذ قائد الحرس يدور حول كبير الوزراء ملقيا نظرة على ثيابه النظيفة التى لم يجد بها أثرا لادعائه بسقوطه على الأرض ... فيسأله دهشان ماذا تفعل يا زين الدين و لما تدور من حولى هل تظل كذلك حتى يقتل هذا المعتوه عددا من الحراس بالقصر أو يفعل ما هو اخطر من ذلك ؟؟ عليك أن تتحرك فى اثر حراسك الذين أمرتهم بالبحث عنه ....

فينطلق قائد الحرس ملتقما صافرة الإنذار مناديا بصيغتها على كافة الحراس الموجودين داخل ثكناتهم و مشيرا إلى كل الحراس فى أماكن نوباتهم برفع درجة الاستعداد إلى الدرجة القصوى لوجود أمر خطير بالقصر وعلى الفور يتجمع كافة الحرس أمامه فيأمر بمحاصرة قصر الأمير و منع الدخول و الخروج ألا لسمو الأمير فقط و تحت حراسه مشددة و ذلك لوجود قاتل داخل القصر و ينتشر الحرس فى كل مكان حول القصر
وعند سماع صافرة قائد الحرس يخرج نصر الدين مسرعا يسأل قائد الحرس ماذا هناك يا زبن الدين ؟ ماذا هناك يا سيدى دهشان ؟




... فيجب دهشان متهكما على قائد الجيش هناك قاتل طليق بالقصر يا نصر الدين و أنت وقائد الحرس تنعمون بالراحة فى الجناح الشرقى من القصر و لا يصل صراخى و استغاثتى إلى مسامعكم و لسوف يكون لى معكما شأن بعد أن تقبضوا على هذا القاتل و نطيح برأسه و نحقق فى كيفية حركته داخل القصر دون أن يعترضه أحد من الحراس ... فيجيبه نصر الدين و هو يقرض على أنيابه لطريقة تهكمه عليه ... على رسلك سيدى نحن هنا فى مهمة بتكليف من أمير البلاد و لديك من الحراس ما يدفع عنك و ينقل صوتك و أنت الآن تقف فى مكان غير مرغوب فيه وجودك فارجوا أن تذهب إلى جناحك وسوف نرى فيما كان صراخك يا سيدى و معذرة لك على ذلك

فيصعق دهشان من رد قائد الجيش و يتوعده أن هذا الرد سوف يكون له عواقبه أمام أمير البلاد و يهم بالإنصراف إلى جناحه و هو يتمتم بكلمات بصوت غير مفهوم

ويسأل قائد الجيش صديقه قائد الحرس غاضبا واضعا يده على سيفه مهيأ لو ضع القتال ... أنا لم أفهم من هذا الرجل فيما كان صراخه و لما أطلقت صافرتك بصيغة حالة طارئه و لما حشد و انتشار الحرس حول القصر هكذا ؟؟هل خدعك هذا الشيطان يا زين الدين و انقلبت على مولاك ... سيدى حاشا و كلا هون من غضبك انه يدعى أن هناك شخص يرتدى زى احد ضباط العسس حاول اغتياله و عندما فشل وهم حارسه بالقبض عليه قتل الحارس و هرب فخشيت أن يحدث مكروه لمولاى فحشدت الحرس و انتظر خروجك لنذهب إلى مولاى فى جناحه نطمأن عليه و نعرض عليه الأمر ... إذا هيا بنا إلى الأمير على الفور
و يتجه كبير القواد و قائد الحرس مسرعين إلى جناح الأمير و قبل أن يصلا يجدوا الأمير قد خرج من جناحه يلتف من حوله ضباط و رجال الحرس فى تشكيل مكون من عدد من الدوائر فى حالة تأهب للقتال يصعب على أى مهاجم اختراقها






فاسرع كبير القواد و قائد الحرس باتجاه الأمير و قدما التحية و السلام ففتحت لهم الدوائر حتى يتمكنوا من مخاطبة الأمير ثم أعلفت الدوائر حولهم جميعا و أخذ قائد الحرس يروى للأمير ما قصه عليه كبير الوزراء ... و هنا يبدوا الغضب على وجه الأمير قائلا ...

قاتل من ضباط العسس ... هذا غير معقول و هنا داخل القصر اشك فى هذه الرواية .... يا قائد الحرس خفض عنى تلك الحراسة من حولى أنى ذاهب إلى الديوان ... و انت يا نصر بما أن وزير العسس فى مأموريه إلى الجنوب فتولى أمر العسس و اجمع لى كل ضباط العسس فى بهو القصر خلف الديوان و ليحل ضباط الجيش محل ضباط العسس فى نوباتهم حتى ننتهى من هذا الأمر ... و يخرج نصر الدين من دوائر الحراسة مسرعا موجها صيغة صافرته بالنداء إلى كافة ضباط الجيش و على الفور يجتمع له الضباط فى كامل هيئتهم و يهم بتنفيذ ما كلفه به الأمير



في 17 ديسمبر، 2009‏، الساعة 11:56 مساءً‏‏

نلتقى فى الجزء القادم إن شاء الله