17/12/2009

2- الحب و المُلكـ ..... للأديب الشاعر / صالح سالم - المصرى

الحب و المُلكـ - الجزء الثانى






هى قصة مستوحاه من الأدب العربى ..... ج 2

يلتفت الأمير إلى كبير الحكماء بسرعة و يجلس بين يديه و يسأله بلهفة و ماذا ترى فى أحلامك أخبرني ؟....
و هنا يصدح صوت حاجب باب الديوان مولاى ... كبير الوزراء بالباب يطلب الإذن بالدخول

فينهض الأمير منزعجا مجيبا بغضب أيها الحاجب أرجه لوقت آخر فلا زال الوقت مبكرا ثم يتقدم فى خطوات مسرعة فى أتجاه الحاجب قائلا ألم ترى أنى مشغول بالحديث مع كبير الحكماء فينحنى الحاجب قائلا أمر مولاى ... ثم يأخذ فى التراجع إلى باب ديوان الحكم و قبل أن يصل إلى الباب يدخل كبير الوزراء و الفضول يسبق عينيه متفقداً مع من يجلس الأمير و لماذا يريد أن يؤجل لقائه و دخوله ؟ وتبدو الدهشة على وجه الأمير مستنكراً دخول كبير وزرائه دون أن يؤذن له فيبادر كبير الوزراء بالتحية متصنعا الهدوء و القلق على الأمير و على الفور يدير الأمير له ظهره و ينادى الحاجب أيه الحاجب بلغ كبير الوزراء رسالتى له و إلا أطحت برئسيكما فهرول الحاجب إلى كبير الوزراء عفوا يا سيدى لقد رفض مولاى لقائك الآن فلا تتسبب فى قطع رأسى


خرج دهشان كبير الوزراء من قاعة الحكم و هو يقرض على أنيابه و عيناه يخرج منهما شرار يفتت الحجر جراء الصفعة التى و جهها له الأمير جزاء دخوله عليه دون أذن و دون رغبته متمسحا فى سيف الحياء






وما أن اغلق الحاجب باب الديوان حتى راح كبير الحكماء يضحك ملأ فاه و يكرر الضحك حتى هدأ فقال معذرتا يا مولاى لم أستطع أن أتمالك نفسى من الضحك رغم أنى أراك فى شدة الغضب و لكن لفرط سعادتي بك و بحزمك فى قرارك مهما كان بسيطا لقد ذكرتني بوالدك رحمة الله عليه حين أطاح برأس أحد خدم القصر لقطف زهور حديقة القصر




فهدأ الأمير و عادت إليه ابتسامته و عاد إلى جلسته بين يدى كبير الحكماء و طلب منه أن يقص عليه أسباب مخاوفه من كبير الوزراء و ماهية الأحلام التى تزعجه و تؤرقه فى نومه ... فتنهد الرجل و أخذ ينظر إلى اليمين و إلى اليسار ليتأكد من خلو ديوان الحكم حوله و أخذ يمعن التصنت بطريقته ليطمئن لعدم تلصص أحد إلى حواره ... ثم اقترب من الأمير هامسا مولاى أنا لا أريد أن أسبب أزمه فى بلاطك وكل ما أحب أن أقوله لك الآن ... احذر هذا الدهشان فأطماعه كبيرة و لا يكفيه كرسيه فهو يطمح أن ينتقل إلى مكانة أعلى ... واحب أن اطمئنك فحفبدى ضابط بفرقة العسس و يأتينى كل يوم بما توسوس به نفسه ... ثم قام من جلسته طالبا الأذن بالأنصراف قائلا مولاى لا أريد أن أعكر صوف يومك فعين الله ترعاك و اجعل مشورتي بين يديك و كلنا فدائك و طوع أمرك

  أذن الأمير له و شكره و جلس على كرسيه يتأمل مشورة كبير الحكماء وما رواه له عن عدم ارتياحه لهذا الدهشان و قال فى نفسه فى الوقت المناسب سوف أنظر فى أمر كبير الوزراء أما مشورة كبير الحكماء فهي حل و سط يريح نفسى بعض الشئ و لسوف اعمل بها .






ثم توجه إلى الشرفة المطلة على حديقة القصر ليملأ صدره بهوائها الذى يعطره أريج الزهور النادرة المزروعة بها و بصوت غناء الطيور التى تحج أليها و تقف على أشجارها الوارفة الأوراق و الظلال مندهشة لجمال الحديقة و نسيمها العليل و كأنها لم تحط من قبل فى مثل هذه الحديقة فيأخذها جمال الحديقة فتشدو بما لديها من أجمل ألحان الطيور فريق ينشد و فريق يردد و كأنهم يقدمون التحية للأمير حين ظهوره بشرفة القصر

يعود الأمير إلى مجلسه و ينادى أيها الحاجب و على الفور يجب حاجب باب ديوان الحكم أمر مولاى فيأمره أن يرسل فى طلب كبير الوزراء و وزير العسس و كبير قواد الجيش و قائد الحرس

و ينطلق الحاجب لتنفيذ أمر مولاه و ما أن اغلق باب الديوان حتى سمع الأمير صوت ضجيج و أصوات تناشده أن يغيثهم انقذنا يا مولاى انقذنا يا مولاى فاسرع الأمير إلى شرفة القصر ليستطلع أمر هذه الجلبة






في 17 ديسمبر، 2009‏، الساعة 11:46 مساءً‏‏

والى لقاء فى الجزء القادم