محمدًّ رسولُ الله
بداية نصل ونسلم على صاحب الذكرى العطره ألا وهى ذكرى مولده الشريف صل الله عليه وسلم ... وليعلم الجميع المسلم وغير المسلم أن الله وملائكته يصلون على النبى وأمر الله فى كتابه العظيم الذى أنزل على سيدنا محمد صل الله عليه وسلم المسلمين أن يصلوا عليه ويسلموا تسليما .هو الذى بعثه الله بالنور والحق ليخرج الناس من عبادة الناس إلى عبادة رب الناس القادر الخالق الرازق الوهاب .
هو الرحمة المهداة للخلق جميعاً ولكن أكثر الناس لا يعلمون وتحمل صل الله عليه وسلم الكثير من الأذى والسخط والسخرية من أجل تبلغ رسالة ربه وهداية البشر للأعتراف بواحدانية الله وعبادته وترك ما يعبدون من دون الله وترك الشرك وخطوات الشيطان .
هو الذى ذكى الله أخلاقه فقال عنه فى كتابه :
وقد اشتهر صل الله عليه وسلم فى مكة كلها بأنه الصادق الأمين وكان الناس فى مكة يودعون عنده كل نفيس وغالى يخشون عليه من الضياع أو السرقة وذلك لصدقه وآمنته صل الله عليه وسلم .
وعندما خرج عليهم ليبلغهم رسالة ربه ماذا قالوا عنه ؟ وماذا فعلوا به ؟
خرج رسول الله الى قومه ( أهل مكة ) ليعلمهم أنه رسول من الله إليهم وإلى العالمين فقال بعد ما اعتلى ربوة مرتفعة عن الأرض بقليل بما معناه حتى لا نكون من الكاذبين " أرأيتم إن أخبرتكم أن هناك عدو يأتيكم من خلف هذا الوادى فهل أنتم مصدقى " قالوا ما عهدناك إلا أخ كريم صادق آمين .
فقال صل الله عليه وسلم " أنى رسول الله إليكم لإخرجكم من الظلمات إلى النور ومن عبادة الأوثان إلى عبادة الله الواحد الرحمن "
قالوا ما نراك إلا أن يكون قد أصابك الجنون أو اعتراك أحد آلهتنا بسؤ
أ تنهانا أن نعبد ما وجدنا عليه آبائنا والأولون وكانوا عليه عاكفين
بتلك الكلمات القليلة الكثيرة السفاهه استقبل قومه دعوته إلى الحق والنور والهداية بل منهم من اعترف ضمنيا انه نبى وقال لبعض من امنوا به " ان نبيكم لمجنون" بصيغة تهكم وسفه وتطاول عليه صل الله عليه وسلم
وذهب إليه السادة والكبراء وقالوا له " يا محمد أن أردت مالاً أعطيناك حتى تكون أغنى منا جميعاً وأن أردت ملكاً توجناك علينا ملكً وكان من بين هؤلاء الكبار العظماء شرفاء مكه عمه الذى رباه فى بيته " فقال الرسول الكريم صل الله عليه وسلم قولته المشهورة عند العرب " والله ياعم لو وضعتم الشمس فى يمينى والقمر فى يسارى على أن أترك هذا الأمر ما تركته قط حتى أُبلغه أو أهلك دونه "
فاجتمعوا فى دار ندوتهم ليتباحثوا أمره فقالوا لعمه أبو طالب نعطيك أحد ابنائنا وتعطينا اين أخيك لنقتله ونمنع الفتنة التى سوف تحدث من جراء دعوته ونحافظ على وجاهتنا أمام العرب الذين يحجون إلى كعبتنا كل حين .. فكان رد أبوطالب عجبا لكم يا قوم أأعطيكم ابن أخى لتقتلوه وتعطونى ولدكم لأربيه وأغذيه تبا لكم .. وانصرف إلى داره .. فقال أحدهم إذًاً لنقتل محمداً قال الجميع وهل يتركونوا بنى هاشم أحياء اذ نحن قتلنا ولدهم .. وكان الشيطان لعنة الله عليه يجلس بينهم فى صورة أحد الأعراب .. فقام وقال يا قوم لكم عندى فكرة إذ قتلتم محمداً لا تستطيع أن تقاتلكم بنى هاشم أذا أنتم فعلتموها .. قالوا وما هى هذه الفكرة والطريقة قال الشيطان الملعون نأخذ من كل قبيلة شاب شجاع فتى قوى ونعطيه سيفاً بتاراً مسموماً فإذا خرج محمداً من داره ضربوه ضربة رجل واحد فقضوا عليه وبهذا يتفرق دمه بين القبائل فلا تسطيع بنى هاشم أن يحاربوا كل القبائل ويرضوا بديته
فارتضوا الفكرة وبدأوا فى الإعداد لها باختيار الشباب وتدريبهم على كيفية الضربة الواحدة القاتلة .
والله مطلع على الجميع فأخبر رسوله بالموعد وأن عليه أن يخرج من مكة مهاجرا إلى يثرب ( المدينة المنورة حاليا ) واتفق رسول الله صل الله عليه وسلم مع صاحبه أبو بكر على أن يهاجرا إلى يثرب فى نفس تلك الليلة المحددة لتنفيذ عملية الأستهداف والإغتيال والقتل طبقا للموأمرة الموضوعة ضده صل الله عليه وسلم .
وكان الموعد وكانت المواجهة بين قوى الشر وقدرة الله العظيم الذى ألقى النعاس فى عيون هؤلاء القوة الغاشمة فخرج رسول الله بقدرة الله تعالى عليهم وهم واقفون شاهرى سيوفهم ووضع التراب على رؤسهم ثم انطلق للقاء صاحبه لتبدأ رحلة الهجرة إلى يثرب .. بداية اتجهوا إلى غار حراء ليختفوا فيها بعيدا عن العيون ثم بعد أن تهدأ الأمور يكملوا رحلتهم إلى يثرب ...
بعد أن بلغ الرسول الكريم وصاحبه أبو بكر مأمنهم فى غار حراء أفاق الفتية السفهاء فوجدوا التراب فوق رؤسهم فراحوا يتسائلون فيما بينهم منذ الذى فعل بنا ذلك ونظروا إلى الباب فوجدوا أنه صار مفتوحا وغير موصد كما عهدوه عند قدومهم واصطفافهم استعدادا لتنفيذ مخططهم القذر فهرعوا إلى الداخل فإذا بشخص نائم فى فراش النبى فكشفوا الغطاء ليقتلوه ظننا منهم أنه محمداً صل الله عليه وسلم ولكن اتضح لهم أنه على ابن أبى طالب رضى الله عنه وكرم الله وجهه .
كان هذا قليل من كثير مما تعرض له نبينا الكريم صل الله عليه وسلم ليبلغ دعوة الحق والنور للعالمين .
