17/12/2009

8- الحب و المُلكـ ..... للأديب الشاعر / صالح سالم - المصرى

الـحـب و الـمُلـكـ - الجزء الثامن




قصة مستوحاه من الأدب العربى


قصة مستوحاه من الأدب العربى ..... ج 8

و ينادى الحاجب سيدى قائد الحرس و ضباطه أذن لكم بالدخول ... فيدخل قائد الحرس مقدما التحية للأمير ... فيسأله الأمير ماذا و جدتم يا زين الدين من أدله فى مكان الحادث ؟.....






مولاى لقد وجدنا عجبا .... لا يوجد أثر واحد يدل على أنه كانت هناك أى محاولة لاغتيال كبير الوزراء و لا توجد أية أصابات فى جثة الحارس سوى طعنة واحدة من هذا الخنجر و هى طعنة نافذة وجهت أليه من مسافة قريبة جدا و الأعجب يا مولاى أن آثار الأقدام هى فقط أثار الحارس و كبير الوزراء فقط و لا يوجد حولها أو مشاركا لها اى أثر لقدم واحدة مختلفة عن تلك الآثار ... فيصيح الأمير ... ها أواثق أنت مما تقول يا زين الدين أم أن هناك شئ فى نفسك يجعلك تحول أصابع الاتهام إلى شخص أخر ....

كلا يا مولاى اقسم لك بالله الرقيب الحسيب و هذان الضابطان شهود عدل قد اخترتهم بناء على تعليمات سموك يقسمون أمام سموك على ما رأينا فى مكان الحادث و فى جثة الحارس و أيضا يا مولاى لقد تذكرت شئ هام ...

ويقاطعه الأمير قائلا .. و ماهو يا زين الدين ؟.... لقد دعانى كبير الوزراء يا مولاى بعد وقوع الحادث مباشرة لمقابلته أمام الجناح الشرقى و بعد أن قص على قصة محاولة اغتياله دخل فى قلبى الشك من روايته و رحت أتفحصه و أتفحص ثيابه فلم أجد به اى ملامح تعبر عن ما يروى و لم أجد فى ثيابه اى أثار لمحولة الاعتداء التى ادعاها فراح ينهرنى عما افعل حتى أدركنا كبير القواد فدخل معه كبير الوزراء فى مشادة حادة و انصرف و هو غاضب و هنا بدت على ملامحه أثار غضبه ...






فيقاطعه الأمير ... اهـ اى انك تثبت الأدلة أن كبير الوزراء هو قاتل حارثه بخنجر العسس ... دعنا نسمع شهودك أولا و نربط بين الأحداث ...
تقدما اقسما بالله العظيم أن ما روى زين الدين عن مكان الحادث هو قول الحق ... و يتقدم الضابطان و يقسما بالله أن ما روى قائدهم زين الدين هى الحقيقة كما شاهدوها معه بأعينهما ... أذا اذهبا إلى عملكما .... أيها الحاجب ... أمر مولاى ....

أتونى بضابط العسس الذى قبض عليه ... أمر مولاى .... ثم يوجه الأمير حديثه إلى زين الدين ... يا زين الدين انت تجتهد فى أتبات تلك الجريمة على دهشان هل تحمل له فى قلبك اى ضغينة ؟ ....لا يا مولاى ليس فى قلبى سوى حب بلادى و فداء سموكم من كل مكروه ...

  أن صح ما تفكر فيه يا زين الدين فسوف يكون الأمر خطير و سوف يزداد تربص الأعداء بنا لقد أقسمت أن أطيح بعنق الفاعل و أذا علم الأعداء أنني قد أطحت برأس كبير الوزراء سوف يفسرون ذلك على انه هناك صراعات فى ديوان الحكم و يحيكون المزيد من الدسائس ....

و يدخل الحاجب ... مولاى الحرس و معهم ضابط العسس مكبلا ... اذهب أيها الحاجب فحرره من القيود و ادخله بمفرده و لينتظر الحرس بعيدا عن باب الديوان .... أمر مولاى ... و يكمل الأمير ما بك يا زين الدين لما صمتك الم تسمع رأى فيما نحن بصدده ...

مولاى بل أسمعك بكل جوارحى و أتعجب لقصدك و بعد نظركم و استأذن مولاى أن ينضم ألينا كبير القواد و قائد الجيش فهو يا مولاى اقدر منى بخبرته العسكرية و لما له من مكانة فى قلب سموكم كما لسموكم مكانة فى قلبه لقد كاد يقتلنى عندما نشرت الحرس حول القصر لحماية سموكم ظننا منه اننى و كبير الوزراء اتفقنا على مكروه ضد سموكم ... فيضحك الأمير ... و يقول نعم الرأى... هو ذاك الذى خطر فى نفسى ...

و يدخل الحاجب ... مولاى الأمير ... ضابط العسس محرر فهل تأذن له بالدخول .... نعم ادخله الآن .... و يدخل الضابط المتهم بمحاولة الاعتداء على كبير الوزراء و قتل حارسه منحنيا بين يدى الأمير مقدما السلام و التحية و يحاول الاقتراب من الأمير و لكن زين الدين يمنعه بشدة من الاقتراب ...

بأمر مولاى الأمير لا تتقدم خطوة أيها الضابط و قف مكانك و أجب على أسألة مولانا الأمير ... فيضحك الأمير يا زين الدين هون عليك ... أيها الحاجب ارسل فى طلب كبير القواد ... أمر مولاى ....

ثم يوجه الأمير الحديث إلى ضابط العسس أريد أن تعيد على مسامعى اسمك مرة اخرى أيها الضابط و بهدوء و دون توجس ... فيقول الضابط أسمى يا مولاى حسام الدين بن محمد نجم الدين قائد حرس و الدكم رحمة الله عليه و حفيد نجم الدين القاضى كبير حكماء مولاى ...

فيرد الأمير ... نعم فهمت ذلك اثناء الاصطفاف فى بهو القصر و لكن أردت أن أوكد ذلك حتى يعلم زين الدين من أنت ... أسمعت يا زين الدين ... نعم يا مولاى و لكن زادت حيرتى ... لنسمع من حسام الدين قصته و نكمل باقى الفصول لهذه القضية و عندها سوف تزول حيرتك ... ثم يوجه الأمير حديثه إلى ضابط العسس ... قص علينا أيها الضابط ما حدث فى تلك الواقعة و اصدقنا القول فان الأمر خطير ....

و يدخل الحاجب ... مولاى ... كبير القواد يطلب الأذن بالدخول ... هااا ادخله على الفور .... ويدخل القائد نصر الدين ... أمر مولاى ... هل اعترف الضابط بين يدى مولاى بفعلته ... صبرا يا نصر الدين فقد اتخذت الواقعة منحى آخر و أبعاد آخرى و لذا طلبتك لتسمع فصولها و نتشاور فى الأمر .... رهن أشارتك يا مولاى ...

لنستمع الآن إلى رواية ضابط العسس عن الواقعة ها اقصص علينا يا حسام الدين ما حدث ......


في 18 ديسمبر، 2009‏، الساعة 12:10 صباحاً‏‏


نلتقى إن شاء الله فى الجزء التالى