26/08/2010

17- الحب و المُلكـ ..... للأديب الشاعر / صالح سالم - المصرى

الحب و المُلكـ ... الجزء السابع عشر



قصة مستوحاه من الادب العربى ..... ج 17

ثلاثة مجموعات إذا ما اجهدت المجموعة المقاتلة تبادلت مع الأخرى التى يكون عليها الدور حسب شراسة القتال و طبيعة المكان الذى يدور فيه القتال كما إن المجموعة الواحدة أيضا لا تقاتل كلها دفعة واحدة بل يعمد جزء منها إلى القلب و عند فشلهم يتقهقرون إلى الخلف فتندفع خلفهم القوات لتجد نفسها محاصرة فى حلقة و قد تسبب ذلك فى فقد الكثير من رجال الحرس و الجيش .. 
فماذا ترى...


فيطرق قائد القواد و هو يهز رأسه .. إنهم يقاتلون بطريقة الطائر يندفع برأسه تاركا جناحيه إلى الخلف .. ثم يعود برأسه إلى الخلف ليطبق جناحيه على فريسته و ينهال عليها بمنقاره الحاد ... رأس و جناحان ... انتبه إلى إيها الضابط إليك الخطة المضادة لخطتهم ... عليكم أن تردوا الهجوم بطريقة مختلفة و إذا نجحتم فسوف تقضون عليهم قبل أن يدركنا الليل ... إذا هاجمتكم رأس الطائر ثم انسحبت فلا تندفعوا خلفها بل اثبتوا فى اماكنكم متربصين للاجنحة ... 





فإذا نجحت فى تحطيم الأجنحة وهى التى سوف تكون أكثر عددا فى هذه الحالة فسوف  تقضون على رأس الطائر بكل سهولة لأنها أقل عددا  ... لابد من القضاء على الأجنحة بكل تصميم و عندما تتبقى الرأس عليكم أن تقاتلوهم بنفس الفكرة رأس طائر تهاجم و تتراجع حتى تسحبوهم بين أجنحة الطائر و تقضوا عليهم و لا تفلتوهم للهرب و لو واحد منهم ... أمرك أيها القائد .. و يسرع الضابط بالتستر حتى يتمكن من الوصول إلى منطقة القتال  ليبلغ الخطة العسكرية لقائد الفرقة المقاتلة التى تواجه المجموعة الأولى المواجهة لباب القصر ..  





و يخرج الأمير مستطلعا موجها حديثه إلى قائد القواد .. أرى يا نصر الدين أن القتال ذاد تراجعه إلى عمق الحديقة و هذا وقت مناسب أن تدفع بتعزيزات الجيش و الحرس و العسس حتى يؤازروا الفرقة المقاتلة هناك ... وأرسل إلى زين الدين فى المنطقة الخلفية لستطلاع الموقف هناك ... وعلى الفور يجيب نصر الدين أمر مولاى .. و يأمر نصر الدين القوات بالتحرك الحذر إلى داخل الحديقة بعد أن أطلعهم على خطته العسكرية فى القضاء على هؤلاء المعتديين المأجورين  و يكلف أحد ضباط الأستطلاع للتوجه إلى المنطقة الخلفية لاستيضاح الموقف هناك و ملاقاة قائد الحرس زين الدين و الأطمئنان على سير القتال هناك ...


وقبل أن ينطلق ضابط الأستطلاع اذا بزين الدين  يظهرعلى مرمى البصر و هو يجر خلفه شخص مكبل بسلاسل من حديد و إلى جواره شخص آخر يرتدى ملابس عسكرية غير معروف ... فيصيح ضابط الأستطلاع ... سيدى القائد أنظر .. هذا هو قائد الحرس و إلى جواره شخص آخر لا أعرفه و أرى انه يسحب شخصا خلفه على الأرض و أكثر الظن أنه احد الأسرى يتبين ذلك من ملابسه السوداء فهو حتما من المجموعة الثانية ...


فيلتفت نصر الدين باتجاه القادمين من الجهة الخلفية ثم يقول ... الله اكبر نعم هو زين الدين و لكنى لا أعرف الشخص الذى إلى جواره ... انتظر أيها الضابط و لا تنطلق إلى مهمتك حتى نستبين الأمر من القائد زين الدين ... أكمن و كن على استعداد حين أشير إليك لتنطلق إلى هناك أن جد جديد فى الأمر ... 


يعود نصر الدين إلى الأمير مسرعا .. و هو يقول مولاى الأمير لقد ظهر القائد زين  الدين وهو يجر خلفه أحد أسرى المجموعة الثانية و بصحبته أحد الرجال لا أستطيع تميزه أو معرفته ... فيتتهلل و جه الأمير بالبشرى و يقول الحمد لله إنها بشارة نصر بإذن الله .. دعنى أخرج لملاقاته ... فيعترض نصر الدين طريق الأمير ... عفوا يامولاى نحن فى معركة و لن أترك سموك لتعرض نفسك للأخطار .. إنهم ليس بعديين بل هم على مقربة منا و ماهى إلا لحظات يصل فيها زين الدين ليمثل بين يدى مولاى ... أرجوك يا مولاى .. و أمام اصرار نصر الدين يغير الأمير رأيه و يعدل عن فكرة الخروج .. 





و لكن لحظات الأنتظار مريرة ملهبة للفكر يسودها الصمت و الترقب حتى يصل صوت  الأسير إلى مسامع الأمير و يسمع صوت زين الدين مناديا ... يا حرس فيلبيه الحرس على الفور أمر القائد زين الدين .. اقبضوا على هذا الأسير المرتزقه حتى أشرف بملقاة امير البلاد ... امرك سيدى القائد ... و يترك زين الدين قيد الأسير للحرس ... وعلى الفور يخرج الأمير نور الدين و من خلف قائد القواد نصر الدين من غرفة متابعة القتال لملاقاة زين الدين قائد الحرس و عندما تلاقت الوجوه قال الأمير مرحى بعودتك أيها القائد المغوار لم تعد لنا خاليا .. هل انت بخير ... فيجيب زين الدين  .. نعم يامولاى الحمد لله اننى بخير .. فداك روحى و نقسى ... فيبادره الأمير و من هذا المقاتل الذى إلى جوارك أراه منكس الراس ولا يرغب حتى فى التحية ... من أنت أيها المقاتل و ما  اسمك و لما أنت منكس الرأس هكذا أمام أمير البلاد ... 


فيسرع زين الدين بالرد ... مولاى انه ليس أحد المقاتلين يا مولاى بل هى الأميرة صبح و قد بلغتنا معلومات اكيده من هذا الأسير الذى أتيت به أن مجموعات البرابرة المهاجمة قد تمكنت من قتل أخيها الملك زياد و أسرته بالكامل و اعتلى عرش المملكة كبير وزراء المملكة شهاب الدين و قد أمدهم بالسلاح و الرجال لأتمام مهمتهم و هوالآن يقوم بتجهيز جيشه للأغارة علينا إذا ما قضينا على هذه المجموعات التى أرسلها ... و الأمر لك يا مولاى ... 





وفى صمت و وقار يتجه الأمير الى حيث تقف الأميرة صبح و يأخذ يدها برفق ثم  يبادرها قائلا ... البقاء لله و حده تماسكى فإن المصاب أليما حقا .. و لسوف نثأر لأخيك و أسرتك من هؤلاء القتلة و لسوف نعاونك حتى آخر رجل فينا حتى تعودى لعرشك و مملكتك ثم يأخذ بيدها و هو يشير إليها باتجاه باب القصر ... 


تفضلى لتستريحى بالداخل فتهم الأميرة لتلقى بنفسها بين ذراعى الامير نور الدين و هى تجهش بالبكاء على أخيها و افراد أسرتها الذين أبادهم البرابرة بكل قسوة ... فيهدأ الأمير من لوعتها و حزنها و يتجه بها إلى مدخل القصر متجها إلى الديوان و قبل أن يجتاز باب القصر يقف و يلتفت إلى نصر الدين و زين الدين قائلا .... 


أيها القادة اريد أن ينتهى القتال عند الشفق و لا تغيب الشمس عن قصرى و هؤلاء الأوغاد يدنسون أرض حديقته ... أمرك يا مولاى ... يدخل الأمير إلى القصر و يغلق  الحرس الأبواب بالمتاريس .. و يدخل زين الدين إلى غرفة متابعة القتال يتبعه القائد نصر الدين كبير القواد و هو يقول له ....لكنك لم تخبرنا يا زين الدين ما الموقف هناك وكيف تمكنتم من القبض على هذا الأسير و ماهى درجته و كيف أبلغت الخبر إلى الأميرة صبح و كيف أتيت بها إلى هنا وهى ترتدى زى احد مقاتلى الجيش 


نلتقى فى الجزء القادم ان شاء الله






25/08/2010

16- الحب و المُلكـ ..... للأديب الشاعر / صالح سالم - المصرى

الحب و المُلكـ ... الجزء السادس عشر


قصة مستوحاه من الأدب العربي ...   ج 16 

و نسمع رأى قائد القواد فيها أيضا بعد أن سمعت رأى نجم الدين كبير الحكماء ... و هنا يصرخ الحاجب ... أدركنا يا مولاى ... أدركونا يا حراس ... يا قائد الحرس  .. يا كبير القواد ...



وهنا تصل إلى مسامع الجميع صوت جلبة وقتال يقترب باتجاه الديوان و يسرع قائد الحرس إلى الإمير نورالدين و يطلب منه الخروج من خلال السرداب المخصص تحت كرسى الأمارة لمثل هذه الأوقات و يرفض الأمير ذلك بشدة .. 
ويسرع قائد القواد إلى خارج الديوان مستلا سيفه من غمده فيجد أن جميع الحرس قد تكتلوا واجتمعوا حول باب الديوان تلبية لنداء حاجب باب الأمير .. 

و ما أن وصل إلى باب القصر حتى شاهد معركة قوية بين قوات الحرس و تعاونهم قوات الجيش ضد مجموعة من الملثمين يرتدون الملابس السوداء تعبيرا عن أنها مجموعة انتحارية مدربة على أعلى مستوى على اختراق الصفوف بحركات عصابية و ليس كهجوم عسكرى منظم و القتال منتشر و تجتهد القوات فى التعامل مع تلك المجموعة لمنع أى فرد منها من اجتياز حديقة القصر و الوصول الى باب القصر الرئيسى أو الخلفى الذى يحتمل ان يخرج من أمير البلاد إذا رغب فى الهروب أو تجنب القتال 

وهنا يصيح نصر الدين بكل قوته الويل لكم إيها الخونة و يتوافد المزيد من قوات الجيش و الشرطة والحرس للمشاركة فى المعركة الأنتحارية و يسرع إلى ناقوس غرفة الحرس بالقرب من باب القصر و هو معد لجلب الحرس و قوات الجيش فى مثل هذه الأحوال المفاجئة و عند سماع صوت الجرس يتوافد المزيد من قوات الحرس و الجيش للأشتباك مع افراد تلك العصابة القوية المدربة 


فيصيح نصر الدين فيهم و يأمر بتطويق الحديقة و أن يقاتل من يجد زميله الذى أمامه قد اصيب أو استشهد و كلا يملأ أى فراغ أمامه ... و رغم قلة عدد هؤلاء الرجال إلا أن كل هذه القوات لم تستطع السيطرة عليهم بين هجوم وفر و كر و اعتلاء لأشجار حديقة القصر... و قد ذاد الموقف سوء ظهور مجموعة اخرى عند نزل وزير العسس و الأميرة صبح


و اعتلت المجموعة الأولى الأشجار و بدأت بأمطار رجال الجيش و الحرس بوابل من السهام بكثافة عالية وركزوا على فتح ثغرة لأفساح الطرق إلى باب القصر


و هنا يأمر نصر الدين حراس الأبواب بالدخول واغلاق الباب الرئيسى من الداخل بالمتاريس الكبيرة و لا يفتح إلا بأمره أو بأمر أمير البلاد ...  ويأمر نصر الدين أحد ضباط الحرس و مجموعته فى التوغل إلى الحديقة بمحاذاة أسوار القصرعلى أطراف الحديقة و أن يكون القتال مع تلك الأفراد بنفس طريقتهم الغير منظمة فردان أو اكثر يتعقبا فردا واحد منهم لنشغلهم فى قتال داخل الحديقة و لنتمكن من صد المجموعة الأخرى


و هنا يسمع نصر الدين صوت باب القصر يفتح و يظهر الأمير بزيه العسكرى يتبعه زين الدين قائد الحرس و عدد من ضباط الحرس الخاص للأمير و تزداد السهام أمطارا باتجاه الباب الذى خرج منه الأمير مما ذاد من انشغالهم و شعورهم بامكانية أصابته و تحقيق الهدف الذى أتوا من أجله و بكل ثبات يدخل الأمير الى الغرفة التى يدير منها كبير القواد المعركة ... 

و يصرخ نصر الدين مولاى لما أتيت إلى هنا أن الأمر خطير جدا على حياة سموك ...  فيرد الأمير بثقة الواثق من ربه "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا" ما هو الموقف أمامك الآن ... 

أنهم مجموعتان يا مولاى من رجال العصابات و قطاع الطرق المأجورين مدربين جيدا  على الكر و الفر و اعتلاء الأشجار و الهبوط منها و مدججين بأسلحة متنوعة ... و قد أحدثوا حتى الآن خسائر كبيرة فى افراد الحرس و بعض افراد الجيش ... و ننتظر الأمداد من قوات الجيش الموجودة خارج القصر حيث أن دق جرس النداء قد بلغ الجميع بالأضافة إلى أن كل مجموعة تسمع الجرس الرئيسى تقوم بدورها بدق الجرس الخاص بها أبلاغا لباقى الفرق و المجموعات هكذا علمتنا يا مولاى ... المجموعة الاولى هى ما نواجهها و هى تستهدف الدخول إلى قصر مولاى و المجموعة الأخرى آتية من الخلف تستهدف نزل وزير العسس و محبس دهشان و البناية الرئيسية التى بها قرارات القصر و أختامه و هى بطبيعة الحال عليها من الحرس و الجنود ما يكفى لصدهم لأن كل التركيز يكمن فى تشتيت الفكر و تخفيف المواجهة عن المجموعة الأولى كى تتمكن من دخول القصر .... 
فيهز الأمير رأسه و يقول لكبير القواد أحسنت التقدير ثم يلتفت الأمير الى قائد الحرس زين الدين أيه القائد زين الدين   ... أمر مولاى  ... خلى عنى حراستك و رجالك أنما أنا جندى فى معركة و لا أرغب فى حراسة حولى  ...





فيصرخ زين الدين اسمح لى يا مولاى أن أخالفك أن كل هذا للنيل منك .. فينظر الأمير اليه قائلا .. نفذ الأمر أيه القائد ... اعلم أننا فى وضح النهار و أن أصابتك قد تكون محتملة ولكن لابد من وجود قائد مثلك مع المجموعات الخلفية يدير شئون التصدى لهؤلاء البرابرة المرتزقة أن الأمر ليس هيننا أنها حياتى و حياتك و حياة الجميع فى خطر ... خذ حذرك و اذهب على الفور إلى هناك .. حتى تدخل القوات من الخارج و أمر بفتح الأبواب لهم بعد التيقن أنها قواتنا الآتية من السكنات الخارجية .. وينفذ زين الدين أمر أمير البلاد و يتجه مع رجاله إلى الجهة الخلفية ... 

و يهدأ وابل السهام ويسمع صوت الإشتباك داخل حديقة القصر وهرج ومرج من جراء اعتلاء الأشجار و الهبوط و الكر والفر و تسقط سهام متفرقة فى كافة الأنحاء ...

و يهرول احد ضباط الأستطلاع إلى الغرفة التى تدار منها المعركة مناديا مولاى قائد القواد مولاى قائد القواد .. فيسرع القائد نصر الدين لملاقاته قائلا ... ماذا ورائك إيه الضابط   ... مولاى جئت لأعلمك عددهم الذى يقرب الستمائة رجل و لا يقاتلون جميعا دفعة واحدة فهم مقسمون إلى ثلاثة مجموعات إذا ما اجهدت المجموعة المقاتلة تبادلت مع الأخرى التى يكون عليها الدور حسب شراسة القتال و طبيعة المكان الذى يدور فيه القتال كما أن المجموعة الواحدة أيضا لا تقاتل كلها دفعة واحدة بل يعمد جزء منها إلى القلب و عند فشلهم يتقهقرون إلى الخلف فتندفع خلفهم القوات لتجد نفسها محاصرة فى حلقة و قد تسبب ذلك فى فقد الكثير من رجال الحرس و الجيش .. فماذا ترى ...


و الى القاء فى الجزء التالى ان شاء الله









24/08/2010

15- الحب و المُلكـ ..... للأديب الشاعر / صالح سالم - المصرى

الحب و المُلكـ ..... الجزء الخامس عشر


قصة مستوحاه من الادب العربى  ج 15 

فراح يضحك ملأ فاه و بطريقة جنونية ثم قال ... إن لى رجالا إذا قتلت أو فشلت المهمة سوف يقتلون أخيك الملك و يقتلون أميرك المفدى عندما ينتصف هذا الشهر أو بعده بيوم على الأكثر .. 



وعندما وصل ألى مسامعى ضجبج المعركة و أنا فى محبسى أيقنت أن هذا الخائن قد انكشف أمره و قد جاءت القوات للقبض عليه فصرت أصرخ و أدق على باب محبسى بشدة عسى أن يسمعنى أحد ليخرجنى و أبلغك بهذا الأمر ...


فإذا بهذا الخائن يفتح باب محبسى  ويجذبنى بعنف إلى أحد المقاعد فيقيدنى بها و يقوم بعصب عيناى و فمى وهو يقول ... لن تطول غيبتى سوف أعود إليك بعد ثلاث ... أتاكد فيهم من قتل أخيك الملك زياد و الأمير نور الدين لنصبح ملوكا على هذه البلاد ...

فمنذ قليل أصدرت أوامرى الى رجالى بقتلهم و ها هو كبير قواده ضمن الحملة التى أرسلها للقبض على و هو الآن هناك بمفرده و لسوف ينال منه سيفى و أزين ثيابك بدمه ...

ثم تركنى بمحبسى و أسرع يوصد الباب من خلفه .. فصرت على حالتى أصرخ بكل قوتى حتى سمعنى رجالك و أخرجونى و الحمد لله انك بخير يامولاى الأمير الصالح .




فينهض الأمير من مجلسه وهو ينظر إلى قائد القواد نصر الدين ثم يوجه حديثه إلى  الاميرة صبح ... اطمئنى إيتها الأميرة لقد حفظنا الله من كيد الخائن اللعين و عند الفجر سوف أطيح برأسه جزاء خيانته العظمى و جزاء ما اقترفت يداه من قتل حارسه الخاص و محاولة الصاق التهمة بظباط العسس ... الأن ارجوا ان تتوجهى الى النزل المعد لاستقبالك لتنالى الراحة بعد كل ما لقيتى من الألآم فى محبسك فى قصر هذا الخائن ..

فتنهض الأميرة صبح متجهة إلى الأمير نور الدين وهى تقول وماذا عن أخى  الملك زياد أريد ان اطمئن عليه .. أرجوك يا مولاى .. أشعر أن هناك مكروه قد أصابه .. أفلا تطمئننى عليه ..

حسننا سوف أنظر فى الأمر و نرسل من العيون ما يطمئننا على سلامة الملك زياد أن شاء الله فكونى مطمئنة

و يلتفت الأمير نور الدين إلى القائد نصر الدين ... أعدوا موكب الأميرة و تأمينها إلى أقصى درجة فى نزلها حتى تمر تلك الساعات الحرجة .... امر مولاى ... فتقدم الأميرة صبح  كل الشكر و التحية للأمير نور الدين على كريم استقباله لها و ضيافتها و تأمينها ... و تتقدم قائد القوات و قائد الحرس فى الخروج من الديوان ...


وعلى الفور يعود قائد الحرس .. فيأذن له بالدخول ... مولاى الأمير .. اسمح لى فى ظل هذه الظروف أن نستمع الى رجال سرية الاستطلاع الآن بين يدى سموكم .. فقد نجد لديهم .. بعض المعلومات بخصوص ما نحن بصدده الآن .... فقد حالت الأحداث دون الجلوس إليهم و الاستماع منهم لما يحملونه من أخبار

فيلتطق كبير الحكماء نور الدين خيط الكلمات و يوجه حديثه إلى الأمير نور الدين ...


نعم يا مولاى نعم الرأى هو للنظر ماذا أتو لنا من أخبار قد تكون قد غابت عنا يمكن من خلالها أن تتضح الرؤية فى ظل تك الأحداث التى تحيط بنا وقد يكون هناك جيوبا أخرى لهذا الدهشان لا نعلمها و هم من وصفهم براوايته للأميرة صبح و أعطى لهم الأشارة بقتل الملك زياد و الوصول إلى سموك أيضا

فيطرق الأمير قليلا ثم يرفع رأسه قائلا ... فليكن ذلك بعد عودة نصر الدين ... ولكن أخبرنى يا زين الدين .. كيف حال وزير العسس هل مررت به و اطمئننت عليه ... فيجيبه قائد الحرس نعم يا مولاى فقد أرسلت له أثناء إعداد الحملة اطمأن عليه و أطمئنه اننا فى طريقنا للقبض على دهشان و هو بخير و يدعوا لسموكم بالسلامة و طول العمر ... و هنا يصدح صوت الحاجب ... مولاى الامير

عاد القائد نصر الدين و هو يطلب الأذن بالدخول ... فيرد الأمير ... أدخله على الفور ...  

يدخل القائد نصر الدين مقدما التحية موجها حديثه الى أمير البلاد ... لقد أوصلتها بامولاى حتى باب النزل المخصص لها و اطمئئت على حسن تأمين المكان و أخلاص الرجال من حولها كما أمرت يا مولاى ...

فيجلس الأمير و يشير بالجلوس الى قائد الحرس و كبير القواد ... و هو يقول اجلسا .. و ليعرض نجم الدين على قائد القواد فكرة قائد الحرس و نسمع رأى قائد القواد فيها ايضا بعد أن سمعت رأى نجم الدين كبير الحكماء ... و هنا يصرخ الحاجب ... أدركنا يا مولاى ... أدركونا يا حراس ... يا قائد الحرس  .. يا كبير القواد ...


نلتقى فى الجزء القادم ان شاء الله

23/08/2010

حبيبى عليك بخاف ... للأديب الشاعر/ صالح سالم - المصرى


حبيبى عليك بخاف



حبيبى عليك بخاف من عيونى و من عيون الناس

أهديك عنيه  ليل و نهار تسهر عليك حراس

تهديك جفونى كل لحظة كلمة غزل  بأجمل إحساس

أقول بحبك و حبى ليك يشهد عليه أله الناس

خليك قريب منى  بجفونك ضمنى و انسى كل الناس

أعيش أحبك و فى حبك أعيش  بالقلب و الإحساس

ملكت عقلى و قلبى و قلبك قطعة ماس

وهبنى قلبك حنانه و قلبى عايش أجمل إحساس

ع البعد شايفك و فى قلبى شايلك قمر وناس

يسكرنى حبك و بحنانك أرتوى نشوة بلا كاس

حبك حب عمرى و قبلك عمر ضاع بدون إحساس

في 23 أغسطس، 2010‏، الساعة 11:20 ص


22/08/2010

14- الحب و المُلكـ ..... للأديب الشاعر / صالح سالم - المصرى

الحـب و المُلكـ - الجزء الرابع عشر



قصة مستوحاه من الادب العربى ج 14

فلم يجد الامير امامه خيار اخر فأذن لهما و هو فى غاية الدهشة ....

انطلق كبير الحكماء يتبعه القائد نصرالدين و عند الباب امر نصر الدين ضابطه الذى ينتظر بالباب كما أمره أمير البلاد أن يسرع فيسبقهما إلى الاميرة صبح ... و عندما وصلا إلى هناك فإذا بالأميرة صبح تنظر نظرة متفحصة الى كبير الحكماء ثم تسارع إليه وتلقى بنفسها على صدره قائلة ... آ أنك أنت نجم الدين الحمد لله على وجودك و أنك مازلت بخير .. 



و يتعجب كبير القواد لذلك ويأخذها كبير الحكماء بين ذراعيه و يهدأ من روعها وفى نفس الوقت تذهب أنامله الى حيت الشامة الملكية على كتفها اليمنى .. فتخرج الأميرة صبح من بين ذراعيه و  تنظر إليه بدهشة ماذا تفعل ؟ أتشك فى رغم انى عرفتك من ملامحك رغم السنين التى تراكمت عليها ... أقسم أننى أنا الأميرة صبح فهل لديك شك فى ذلك ؟ و تسارع فتشق الثوب عن كتفها و تعرض  عليه شامتها ها هى كيتك التى و ضعتها على كتفى يوم غارة لصوص الصحراء أتذكر أم نسيت و هى نفس الشامة التى يحملها الأمير نور الدين اقسم اننى الأميرة صبح ... 


فيضمها كبير الحكماء إلى صدره مرة أخرى ابنتى سامحينى بل أردت التيقن فقط و أنت تعلمين مدى خطورة الأحداث الجارية و أنا تقدمت بى السن و ضعف بصرى فلم يبقى لى إلا أن أتاكد من ذلك  بأناملى فسامحينى لذلك ... فتخرج الأميرة صبح من بين يده صائحة أين أمير البلاد أريد أن أقابله على الفور الأمر لا يحتمل التأخر ... فينادى كبير الحكماء على القائد نصر الدين بقوة ليخرجه من الدهشة التى يراها ترتسم على قسمات وجهه قائلا .. أيها القائد نصر الدين أعد موكبا رسميا للأميرة صبح بعد أن تبدل ثيابها ينطلق بها إلى قصر أمير البلاد فورا .. و يجيبه القائد نصر الدين على الفور  أمرك ياسيدى .. أيها الرجال اعدوا فورا موكبا رسميا لزيارة الأميرة صبح شديد التامين إلى أن تبلغ قصر أمير البلاد


و ما أن بلغ الموكب قصر الأمير عزفت الموسيقات و رفعت الأعلام و بلغت تلك الاصوات الامير نور الدين فى ديوانه و إذا بالحاجب يطرق الباب مناديا ... مولاى الأمير ... الاميرة صبح بنت الملك عزالدين صاحب التاج و اللقب ... و تدخل الأميرة صبح تتقدم كبير الحكماء و قائد القواد .. و تسارع بتقديم التحية الملكية الى الأمير و يرد الامير التحية فى دهشة و هو ينظر إلى كبير الحكماء مستطلعا عينيه و يهز كبير الحكماء رأسه بالموافقة ليطمئنه فيأخذ الأمير بيدها و يجلسها الى جواره برفق ...
و توجه الاميرة صبح كلامها الى أميرالبلاد ... 
مولاى الأمير سررت و شرفت بلقاء سموك أيه الأمير الصالح نور الدين .. و أن كان مازل لديكم شك فى شخصيتى فقد تأكد كبير الحكماء من ذلك بأنامله .. عفوا يامولاى الأمر خطير و لا يحتمل أن نبحر فى الحديث إلى غيره و كل ما أرجوه أن تسمع روايتى التى أحمد الله أننى مازلت على قيد الحياة حت أبلغها لسموك و لا اخشى بعدها الموت ... فيرد أمير البلاد على الرحب و السعة كلنا فى  شغف لنسمع منك .. .. مولاى حينما كنت هناك فى قصر أخى الملك زياد لا حظت كثرت تردد كبير  وزرائكم دهشان عليه فى فترات متقاربه و ما لفت نظرى أكثر أن استقباله له دوما يكون سريا دونما أعلان أو مراسم استقبال رسمية كما تكون العادة فتسرب الشك إلى نفسى و أيقنت أن هناك فى الأمر سر فاطلقت عيونى كى أعلم هذا السر الذى هو بين أخى الملك زياد و كبير الوزراء دهشان و يالها من مفاجأة يا مولاى ... علمت أنهم يتأمرون على اغتيالك وعزلك والأستيلاء على ملكك .. فذهبت إليه و اخبرته أننى علمت عنه و عن هذا الخائن كل شئ و أخذت أذكره كم كانت مملكتنا صديقة لأمارتكم و كم كان والدنا الملك يقضى من الأوقات مع والدكم الراحل رحمهما الله سويا فما كان منه إلا ان إمر الحرس ان يقبضوا على بتهمة التجسس على العرش و معارضة رأى الملك فى سياسته  العليا و أرسلنى الى قصر كبير الوزراء دهشان لأسجن هناك حيث لا يتوفر لى خدم أو عيون يمكن أن يساعدونى أو يهربونى .... وفى بداية هذا الشهر دخل دهشان الى غرفتى التى أقضى فيها سجنى قائلا... 



أى أميرتى الجميلة نحن الآن فى مطلع هلال الشهر وعندما ينتصف الشهر ساكون أميرا لهذه البلاد و سوف تكونين إلى جوارى ... فنهرته قائلة أيها الحقير لقد خدعك الملك زياد و بعد ان تنفذ مكيدتك لن يتركك على قيد الحياة و لو لبرهة صغيرة ... فراح يضحك ملأ فاه و بطريقة جنونية ثم قال ... إن لى رجالا إذا قتلت أو فشلت المهمة سوف يقتلون إخيك الملك و يقتلون أميرك المفدى عندما ينتصف هذا الشهر أو بعده بيوم على الأكثر ..


نلتقى ان شاء الله فى الجزء القادم



21/08/2010

13- الحب و المُلكـ ..... للأديب الشاعر / صالح سالم - المصرى

الحـب و المُلكـ - الجزء الثالث عشر




قصة مستوحاه من الأدب العربى ج 13


يصل قائد القواد و رجال حملته إلى مسجد القصر مع صوت المؤذن و ينادى قائد القواد فى رجاله إلى صلاة الفجر أيها الرجال نعيد الاصطفاف بعد الصلاة بين يدى الأمير ... و يهرول إليه احد الضباط قائلا .. سيدى .. الأميرة صبح ترغب فى قضاء الصلاة فى ملحق النساء فهل نسمح لها ... فيجيه القائد نصر الدين اسمحوا لها بالصلاة و لينتظرها جنودك عند الباب و أوصى بها خادمة المسجد ... أمرك يا سيدى





و ما ان قضيت صلاة الفجر عاد الجميع إلى الاصطفاف أمام مسجد القصر انتظارا لخروج أمير البلاد ...


يخرج الأمير نور الدين من باب المسجد فيجد الحملة و قد اصطفت و يتوجه إليه قائد القواد نصر الدين مبشرا بنجاح الحملة و القبض على كبير الوزراء الخائن و قتل رجاله و اسر من استسلم منهم للحملة ..




و يتوجه الأمير إلى صفوف الحملة و قائدها بكل الشكر و الامتنان و يرجئ لقاء الأميرة صبح إلى ما بعد صلاة الظهر حتى تنال قسط من الراحة و يأمر لها بنزل خاص و حراسة خاصة مشددة ..


و تنصرف القوات إلى سكناتها و يتوجه الأمير و قائد القواد إلى ديوان الحكم
لم يكد الأمير يصل إلى مقعده .. حتى يدخل الحاجب مستأذنا عليه ... مولاى الأمير أحد ضباط الجيش يطلب الأذن بالدخول و هو يلح و يقول ان الأمر خطير ...


فيجيبه الأمير و هل تعرفه أيه الحاجب ... لا يا مولاى ... ولكنه يقول انه قائد حرس الأميرة التى عادة مع الحملة
فيتعجب الأمير و كذا قائد القواد نصر الدين و ينظر كل منهم إلى الآخر .. ثم يأمره أمير البلاد ان يدخله على الفور ... يدخل الضابط مؤديا التحية لأمير البلاد ... و يسأله الأمير ... ما اسمك أيه الضابط ...


فيسارع قائد القواد بالإجابة .. مولاى انه من ضباطى الأخيار وقد عينته رئيسا لحرس الأميرة فى نزلها بالقصر و اسمه إسماعيل بهي الدين .. و كان والده ضابطا بالجيش أيضا تحت أمره سموكم قبل توليكم مسؤلية البلاد يا مولاى و قطعا مولاى يتذكره ..


أتذكر يا مولاى ذلك الضابط الذى كان يقفذ بجواده من حلقات اللهب و كان ماهرا بالفروسية و رمى الرمح و أشياء كثيرة من فنون القتال كان يؤديها و هو يقف على صهوة جواده و هو ينطلق به مسرعا ... فيبتسم الأمير مرحبا .. مرحى و هذا ولده صار ضابطا بالجيش .. مرحبا بك يا إسماعيل .. ثم يأمر لهم بالجلوس ... و يوجه حديثه إلى الضابط ...


ماذا ورائك يا إسماعيل و ماهو الأمر الخطير الذى ترغب فى إبلاغي به ... معذرة يا مولاى أن كنت قد أزعجت سموكم و لكنها الأميرة المكلف بحراستها ... فيقف قائد القواد مسرعا ... و هل حدث لها شئ .. لا يا سيدى القائد أنها بخير و لكنها يا مولاى الأمير رفضة الذهاب إلى النزل المعد لها للراحة حتى يحين موعد مثولها بين يديكم ..


و هى مصرة على ملاقاتك الآن لتطلعك على أمر خطير و بالغ الخطورة كما تقول و أن الأمر لا يتحمل التأخير ... و فى هذه الأثناء يدخل كبير الحكماء من ملحق الديوان المخصص للصلاة ... قائلا نعمت صباحا يا مولاى ... نعمت صباح نصر الدين ... فيجيبه الأمير وقائد القواد التحية ... و يأمر الأمير الضابط بالانتظار قليلا على باب الديوان ...




و بأذن الأمير لكبير الحكماء و القائد نصر الدين بالجلوس ... موجها حديثه إلى نصر الدين .. هل تحققت يا نصر الدين من روايتها و تلك العلامة الملكية التى بجسدها ام هى أحدى خدع هذا الخائن الماكر دهشان تركها خلفه لتصل إلى ما لم يصل إليه ... فيجب القائد .. معذرتا مولاى كيف لى ذلك و هى امرأة .. فقد اكتفيت برواية الضابط الذى شهد بعينيه علامة خاتم الملك الذى على كتفها ...


و يلتقط كبير الحكماء خيط الحوار .. إذا أذن لى مولاى ان يفهمنى ما هى القصة التى نحن بصددها ... فبجيب الأمير اخبره يا نصر الدين هذه القصة ... فيقص القائد نصر الدين على كبير الحكماء نجم الدين القصة فى عجالة .. فيقول كبير الحكماء لا عليكم .. ان كانت هى الأميرة صبح فانا أعرفها جيدا و أعرف العلامة الملكية التى على كتفها الأيمن ... فيندهش الأمير قائلا ... و كيف تعرف ذلك يا نجم الدين


مولاى إنها قصة ليست بقصيرة اسمح لى أن اقصها عليك لا حقا ولكن كل ما أريده منك الآن أن تتحسس علامة خاتم الملك على كتفك الأيمن و ان تحفظ أناملك تفاصيلها ... و يضحك الأمير متعجبا و ما دخل ذلك بتلك ... فيجيبه كبير الحكماء أرجوا يا مولاى ان تأذن لى أنا و قائد القواد لنأتيك بالأميرة ان كانت هى الأميرة حقا و أن نودعها السجن ان ثبت غير ذلك فلسوف أفحصها بنفسى لان هذا يتعلق بقصتى التى و عدت سموك أن أرويها لك ... فلم يجد الأمير أمامه خيار أخر فإذن لهما و هو فى غاية الدهشة ....


في 21 أغسطس، 2010‏، الساعة 08:57 مساءً‏‏


نلتقى فى الجزء التالى ان شاء الله





15/08/2010

ها وجدتها حبيبتى ... للأديب الشاعر/ صالح سالم - المصرى



ها وجدتها حبيبتى


كنتى طيفا فى خيالى سألت عنك الليالى

سألت نجوم الليل و بدر السماء العالى

طفت البيوت القصور و فتشت الصحارى

همت بنهار الدروب و ظلمة الليل الخالى

جبت البحار الطوال و هزمت الموج العاتى

فهزمتنى السنين فزاد عزمى و أصرارى

نقشت رسمك بقلبى و حفظتك بوجدانى

شربت أقداح الصبر سلاحا اُثأر به لهزيمتى

رحت أبارز الأيام و السنين مشحوزتا همتى

حتى ارتقيت ربا النصر و نشرت فوقها رايتى

وجدت حب عمرى و جدتها نصفى و حبيبتى

وجدتها بعد أن كادت تفقد الأمل فى عودتى

تهلل قلبها فرحا فقفز يعانق قلبى و مهجتى

كم اشتاقت سنينى إليك فبقلبك ضمينى

دعينى أسبح بين شطئان جفنيك و دثرينى

أتخلل كل مسام العشق بقلبك لا تلومينى

أداعب خصلات شعرك الذهبى فلا تمنعينى

أضمك بقوة الى صدرى حتى اشبع حنينى

في 15 أغسطس، 2010، الساعة 02:24 صباحاً