17/12/2009

7- الـحـب و الـمُلـكـ ..... للأديب الشاعر / صالح سالم - المصرى

الحـب و الـمُلـكـ - الجزء السابع

‏ ‏‏




قصة مستوحاه من الأدب العربى ..... ج 7

و أنت يا نصر الدين بما أن وزير العسس فى مأمورية إلى الجنوب فتولى أمر العسس و اجمع لى كل ضباط العسس فى بهو القصر خلف الديوان و ليحل ضباط الجيش محل ضباط العسس فى نوباتهم حتى ننهى من هذا الأمر ... و يخرج نصر الدين من دوائر الحراسة مسرعا موجها صيغة صافرته بالنداء إلى كافة ضباط الجيش و على الفور يجتمع له الضباط فى كامل هيئتهم و يهم بتنفيذ ما كلفه به الأمير






يدخل الأمير إلى ديوان الحكم و هو يعتريه الغضب ... لا حول و لا قوة إلا بالله محاولة اغتيال و قتل فى حديقة القصر لا حول و لا قوة ألا بالله و عزة ربى ... لا ضربن عنق الفاعل أى كان قصصا و عبرة لمن تسول له نفسه ... يا زين الدين اذهب إلى مكان الحادث و خذ معك من الرجال اثنان ذوى عدل و تفحصوا المكان قبل حلول الظلام أريد معاينة دقيقة لمكان الحادث و أثار الاعتداء حول جثة الحارث قبل أن ترفعوها و كذلك أريد معاينة جثة الحارس وكل الآثار الموجودة بها الآن وقبل أن يحل الظلام .... سمعا و طاعة يا مولاى و ينطلق زين الدين إلى مهمته المكلف بها على وجه السرعة

و تدوى فى جنبات القصر ضجيج الحركة النظامية لضباط العسس فى طرقهم إلى مكان تجمعهم فى بهو القصر خلف ديوان الحكم و ما أن اكتمل اصطفافهم حتى نادى فيهم كبير القواد و قائد الجيش ...

  أيها الضباط بأمر مولانا أمير البلاد انتم فى إمرتي إلى أن يعود وزيركم من مهمته بالجنوب ... و قد أمر مولانا الأمير بجمعكم فى هذا المكان للنظر فى أمرا هام و حادثة غير مسبوقه ... فأحسنوا الاصطفاف و الاعتدال و اعطونى كل انتباهكم حتى يشرفنا أمير البلاد .

و بينما يتابع الأمير نور الدين هذا الضجيج يدخل حاجب الديوان ... مولاى ... لقد اصطف ضباط العسس و على رأسهم قائد الجيش بالبهو خلف الديوان فى انتظار تشريفك يا مولاى

و يهم الأمير بالخروج إلى البهو تحيط به حراسة مشددة تنفيذا لتعليمات قائد الحرس ... و ما أن يصل إلى ساحة البهو حتى يستقبله كبير القواد مقدما التحية مناديا بصوت عسكرى قوى صارم ....






جميع الضباط انتباه تحية أمير البلاد و يؤدى الجميع التحية لأمير البلاد و يرد الأمير التحية ... ثم يضيف قائلا أننا اليوم فى يوم له كل العجب محاولة اغتيال لكبير الوزراء و مقتل حارسه الخاص و هذا لم يحدث من قبل فى قصرى و لا فى عهد أبى و أجدادي نجتمع هنا لنعرف و نفتش فى أنفسنا من الذى تدنت به نفسه ليقدم على هذا الفعل و هو أحد رجال الأمن المخول بالحماية و تحقيق الأمن للصغير قبل الكبير فى أمارتنا الأمنة و طبقا لما ورد من اتهام من كبير الوزراء أن أحد ضباط العسس هو الفاعل أرى فيكم أنكم جميعا رهن الاعتقال حتى نستجلي الأمر و نصل إلى هذا القاتل

وعلى الفور يرفع احد ضباط العسس يده طالبا الأذن من الأمير أن يسمح له بالحديث ... فيناديه الأمير ... تقدم و قف أمام الصفوف أيها الضابط ... فيخرج ذلك الضابط و يقف أمام الصفوف مقدما التحية لأمير البلاد ... قائلا ..
اسمح لى يا مولاى أن أحادث سموكم على انفراد ... فيغضب الأمير ناهرا هذا الضابط ... بل تحدث أمام الجميع فلا أسرار بينى وبين ضباط عسسى و كبير القواد قائد الجيش أن الأمر خطير و لا يحتمل التسويف ... فيجب الضابط أمر مولاى ... أنا يا مولاى الذى كنت خلف كبير الوزراء فى حديقة القصر و لكن لم أتعرض له أو لحارسه بأي أذى و الله خير الشاهدين و أقسم بالله ثم بولائي لسموكم هذا كل ما حدث ... فيهز الأمير راسه معجبا بشجاعة هذا الضابط و هو يسأله .... ما اسمك أيه الضابط و ما أن نطق ضابط العسس باسمه حتى علم الأمير أن هذا الضابط هو حفيد كبير الحكماء الذى اخبره عنه فى الصباح و انه يراقب كبير الوزراء طبقا لتعليمات جده و هنا تنفرج أسارير الأمير قليلا و يعود فيسأله و هل كان هناك أحد غيرك من ضباط العسس ... فيجيب الضابط لا يا مولاى أنما هى مهمة كلفت بها و حدى الهدف منها حماية سموكم ... فيبتسم الأمير قائلا و لكن هذا الأمر لا يعفيك من الاعتقال

ثم يوجه حديثه إلى ضباط العسس أيها الضباط لقد انتهى اعتقالكم و ليعمل كل فى موقعه بعناية الرجل الحريص على أمن و طنه و سلامة مواطنيه ... يا كبير القواد عليك بصرف الضباط و تنظيم شؤن دورياتهم إلى أن يعود وزير العسس من مهمته بالجنوب و أن يوضع هذا الضابط رهن الاعتقال حتى ننتهى من التحقيق فى تلك الواقعة

و على الفور يتوجه الحرس بالقبض على الضابط الشاب و ينادى كبير القواد على ضباط العسس بتقديم تحية الشكر لأمير البلاد و يتوجه الأمير عائدا إلى ديوان الحكم و سط ضجيج الخطوات النظامية لانصراف ضباط العسس بإمرة كبير القواد و قائد الجيش

يدخل الأمير إلى الديوان و ما أن بلغ مجلسه حتى راح يفكر فى حديثه هذا الصباح مع كبير الحكماء و هنا يدخل حاجب الديوان ... مولاى قائد الحرس و اثنين من ضباطه يطلبون الأذن بالدخول ... ادخلهم أيها الحاجب على الفور ... و ينادى الحاجب سيدى قائد الحرس و ضباطه أذن لكم بالدخول ... فيدخل قائد الحرس مقدما التحية للأمير ... فيسأله الأمير ماذا و جدتم يا زين الدين من أدله فى مكان الحادث ؟.....

في 17 ديسمبر، 2009‏، الساعة 11:57 مساءً



نلتقى إن شاء الله فى الجزء التالى