17/10/2010

و من الضرب الحياة ...... مقال للاديب الشاعر / صالح سالم - المصرى

و من الضرب الحياة ......




هتف بى هاتف من منع الضرب منع الحياة
  فأخذت أتأمل هذا اللفظ الذى يحتاج لتمام حدوثه فعل و فاعل و مفعول به
الفعل ألا وهو الضرب
الفاعل هو الذى يقوم بتحقيق فعل الضرب
و المفعول به هو المتلقى للضرب اى الواقع عليه فعل الضرب
و ليس المقصود هنا ضرب التعدى و المشاجرة و لكن المقصود أدراك معنى الضرب كما ورد فى القران الكريم و كما نشاهده فى أنجاز الأعمال

المتابع لكلمة ضرب و مشتقاتها فى القران الكريم يجد ان الحياة كى تصل الى كل السعادة و النماء لابد ان يتحقق فيها الضرب
فنجد ان الضرب فى سورة البقرة حيث يقول المولى عز وجل معلما كيف يحى الموتى
" قلنا اضربوه ببعضها فكذلك يحى الله الموتى"
و ذهب رأى المفسرين عن هذه الواقعة ان يضربوا قتيل فى حادثة لليهود قتله ابن أخيه و لا توجد أدلة على القاتل فقال احدهم ألنا ان نعيده إلى الحياة لنسأله من الذى قتله فأوحى الله إلى نبيه موسى ان يضربوه ببعض من البقرة التى أمروا بذبحها و البعض هنا يفسر باى جزء تبقى منها فى حوذتكم

نخلص هنا ان الضرب أعاد القتيل إلى الحياة لينبأ عن القاتل ليكون القصاص و يكون القاتل عبرة لمن تسول له نفسه قتل النفس خلسة
وفى موضع أخر من القران عندما استسقى موسى عليه السلام لقومه يقول المولى عز وجل فى قرانه
"فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت من أثنى عشر عينا قد علم كل أناس مشربهم"
و فى هذه الواقعة هو ضرب بأمر من الله ليتحول من خلاله الحجر الأصم اى كان حجمه لتخرج منه أثنى عشر عينا لأثنى عشر عائلة هم اتباع سيدنا موسى ان ذاك ... و ما ذلنا نعرض الضرب الذى هو أمر من الله لتتحقق أيه كونية دامغة
و فى موضع أخر اشد رهبة و صعوبة عندما خرج موسى بقومه هربا من فرعون وأدركهم فرعون وجنوده و فما رأى القوم البحر من أمامهم و فرعون وجنوده من خلفهم قالوا لنبيهم موسى أنا لمدركون فقال موسى عليه السلام بما هو ثابت فى كتاب الله تعالى
" كلا ان معى ربى سيهدين و قلنا اضرب بعصاك البحر فانفلق كل فلق كالطود العظيم"
و عبر موسى وقومه البحر و لما أراد موسى ان يضرب البحر ليعود كما كان إلى سيرته و سيولته الأولى أتاه الأمر من الله عز وجل ان يترك البحر رهوا اى على ما هو عليه الآن و ذلك لأمرا قد قدر ألا و هو ان فرعون سوف بأخذه غروره و لن يدرك قدرة الله و المعجزة التى منحها لنبيه بل انه سوف يحاول اللحاق به و بقومه فيعبر البحر خلفهم و هنا يأمر الله البحر ان يعود إلى سيرته الأولى فيهلك فرعون و جنوده
ضرب و منع للضرب قضى على الشر و جنوده
و يعطى المولى رؤية اخرى للضرب يعلمنا فيها ان الضرب تأديب و أصلاح لمن تنشذ من النساء لتعود إلى جادة الصواب و تستقيم الحياة كما أرادها الله تعالى فى سورة النساء ليؤدب الرجل زوجنه وقد فسرت السنة هذا الضرب بانه ضرب غير مبرح بعيدا عن الوجه

ثم ناتى إلى مقتطفات دنوية

نرى الزارع يضرب الأرض بفأسه لينبت حبا وزهرا و فاكهة و خضر
نرى الطبيب يضرب المولود حتى يصدح صوته و يجهش بالبكاء معلنا عن و جوده بالحياة
نرى بعض الغلال تضرب لتكون طعاما شهيا يطلب
نرى الجزار بعد ان يذبح ذبيحته ينفث فيها الهواء بين الجلد و اللحم و يضرب حتى يتم الفصل بينهما لنحصل على لحم طيب المذاق
نرى الحداد و هو يؤدى عمله لا يمل من ضرب الحديد و طرقه كى يصنع لنا ما نرغب
و كذلك الكثير من الحرف اليدوية و العديد من الألعاب الرياضية يكون الضرب فيها مهنة و احتراف







 ‏ في 29 سبتمبر، 2010‏، الساعة 11:45 صباحاً‏‏