21/08/2010

13- الحب و المُلكـ ..... للأديب الشاعر / صالح سالم - المصرى

الحـب و المُلكـ - الجزء الثالث عشر




قصة مستوحاه من الأدب العربى ج 13


يصل قائد القواد و رجال حملته إلى مسجد القصر مع صوت المؤذن و ينادى قائد القواد فى رجاله إلى صلاة الفجر أيها الرجال نعيد الاصطفاف بعد الصلاة بين يدى الأمير ... و يهرول إليه احد الضباط قائلا .. سيدى .. الأميرة صبح ترغب فى قضاء الصلاة فى ملحق النساء فهل نسمح لها ... فيجيه القائد نصر الدين اسمحوا لها بالصلاة و لينتظرها جنودك عند الباب و أوصى بها خادمة المسجد ... أمرك يا سيدى





و ما ان قضيت صلاة الفجر عاد الجميع إلى الاصطفاف أمام مسجد القصر انتظارا لخروج أمير البلاد ...


يخرج الأمير نور الدين من باب المسجد فيجد الحملة و قد اصطفت و يتوجه إليه قائد القواد نصر الدين مبشرا بنجاح الحملة و القبض على كبير الوزراء الخائن و قتل رجاله و اسر من استسلم منهم للحملة ..




و يتوجه الأمير إلى صفوف الحملة و قائدها بكل الشكر و الامتنان و يرجئ لقاء الأميرة صبح إلى ما بعد صلاة الظهر حتى تنال قسط من الراحة و يأمر لها بنزل خاص و حراسة خاصة مشددة ..


و تنصرف القوات إلى سكناتها و يتوجه الأمير و قائد القواد إلى ديوان الحكم
لم يكد الأمير يصل إلى مقعده .. حتى يدخل الحاجب مستأذنا عليه ... مولاى الأمير أحد ضباط الجيش يطلب الأذن بالدخول و هو يلح و يقول ان الأمر خطير ...


فيجيبه الأمير و هل تعرفه أيه الحاجب ... لا يا مولاى ... ولكنه يقول انه قائد حرس الأميرة التى عادة مع الحملة
فيتعجب الأمير و كذا قائد القواد نصر الدين و ينظر كل منهم إلى الآخر .. ثم يأمره أمير البلاد ان يدخله على الفور ... يدخل الضابط مؤديا التحية لأمير البلاد ... و يسأله الأمير ... ما اسمك أيه الضابط ...


فيسارع قائد القواد بالإجابة .. مولاى انه من ضباطى الأخيار وقد عينته رئيسا لحرس الأميرة فى نزلها بالقصر و اسمه إسماعيل بهي الدين .. و كان والده ضابطا بالجيش أيضا تحت أمره سموكم قبل توليكم مسؤلية البلاد يا مولاى و قطعا مولاى يتذكره ..


أتذكر يا مولاى ذلك الضابط الذى كان يقفذ بجواده من حلقات اللهب و كان ماهرا بالفروسية و رمى الرمح و أشياء كثيرة من فنون القتال كان يؤديها و هو يقف على صهوة جواده و هو ينطلق به مسرعا ... فيبتسم الأمير مرحبا .. مرحى و هذا ولده صار ضابطا بالجيش .. مرحبا بك يا إسماعيل .. ثم يأمر لهم بالجلوس ... و يوجه حديثه إلى الضابط ...


ماذا ورائك يا إسماعيل و ماهو الأمر الخطير الذى ترغب فى إبلاغي به ... معذرة يا مولاى أن كنت قد أزعجت سموكم و لكنها الأميرة المكلف بحراستها ... فيقف قائد القواد مسرعا ... و هل حدث لها شئ .. لا يا سيدى القائد أنها بخير و لكنها يا مولاى الأمير رفضة الذهاب إلى النزل المعد لها للراحة حتى يحين موعد مثولها بين يديكم ..


و هى مصرة على ملاقاتك الآن لتطلعك على أمر خطير و بالغ الخطورة كما تقول و أن الأمر لا يتحمل التأخير ... و فى هذه الأثناء يدخل كبير الحكماء من ملحق الديوان المخصص للصلاة ... قائلا نعمت صباحا يا مولاى ... نعمت صباح نصر الدين ... فيجيبه الأمير وقائد القواد التحية ... و يأمر الأمير الضابط بالانتظار قليلا على باب الديوان ...




و بأذن الأمير لكبير الحكماء و القائد نصر الدين بالجلوس ... موجها حديثه إلى نصر الدين .. هل تحققت يا نصر الدين من روايتها و تلك العلامة الملكية التى بجسدها ام هى أحدى خدع هذا الخائن الماكر دهشان تركها خلفه لتصل إلى ما لم يصل إليه ... فيجب القائد .. معذرتا مولاى كيف لى ذلك و هى امرأة .. فقد اكتفيت برواية الضابط الذى شهد بعينيه علامة خاتم الملك الذى على كتفها ...


و يلتقط كبير الحكماء خيط الحوار .. إذا أذن لى مولاى ان يفهمنى ما هى القصة التى نحن بصددها ... فبجيب الأمير اخبره يا نصر الدين هذه القصة ... فيقص القائد نصر الدين على كبير الحكماء نجم الدين القصة فى عجالة .. فيقول كبير الحكماء لا عليكم .. ان كانت هى الأميرة صبح فانا أعرفها جيدا و أعرف العلامة الملكية التى على كتفها الأيمن ... فيندهش الأمير قائلا ... و كيف تعرف ذلك يا نجم الدين


مولاى إنها قصة ليست بقصيرة اسمح لى أن اقصها عليك لا حقا ولكن كل ما أريده منك الآن أن تتحسس علامة خاتم الملك على كتفك الأيمن و ان تحفظ أناملك تفاصيلها ... و يضحك الأمير متعجبا و ما دخل ذلك بتلك ... فيجيبه كبير الحكماء أرجوا يا مولاى ان تأذن لى أنا و قائد القواد لنأتيك بالأميرة ان كانت هى الأميرة حقا و أن نودعها السجن ان ثبت غير ذلك فلسوف أفحصها بنفسى لان هذا يتعلق بقصتى التى و عدت سموك أن أرويها لك ... فلم يجد الأمير أمامه خيار أخر فإذن لهما و هو فى غاية الدهشة ....


في 21 أغسطس، 2010‏، الساعة 08:57 مساءً‏‏


نلتقى فى الجزء التالى ان شاء الله