22/08/2010

14- الحب و المُلكـ ..... للأديب الشاعر / صالح سالم - المصرى

الحـب و المُلكـ - الجزء الرابع عشر



قصة مستوحاه من الادب العربى ج 14

فلم يجد الامير امامه خيار اخر فأذن لهما و هو فى غاية الدهشة ....

انطلق كبير الحكماء يتبعه القائد نصرالدين و عند الباب امر نصر الدين ضابطه الذى ينتظر بالباب كما أمره أمير البلاد أن يسرع فيسبقهما إلى الاميرة صبح ... و عندما وصلا إلى هناك فإذا بالأميرة صبح تنظر نظرة متفحصة الى كبير الحكماء ثم تسارع إليه وتلقى بنفسها على صدره قائلة ... آ أنك أنت نجم الدين الحمد لله على وجودك و أنك مازلت بخير .. 



و يتعجب كبير القواد لذلك ويأخذها كبير الحكماء بين ذراعيه و يهدأ من روعها وفى نفس الوقت تذهب أنامله الى حيت الشامة الملكية على كتفها اليمنى .. فتخرج الأميرة صبح من بين ذراعيه و  تنظر إليه بدهشة ماذا تفعل ؟ أتشك فى رغم انى عرفتك من ملامحك رغم السنين التى تراكمت عليها ... أقسم أننى أنا الأميرة صبح فهل لديك شك فى ذلك ؟ و تسارع فتشق الثوب عن كتفها و تعرض  عليه شامتها ها هى كيتك التى و ضعتها على كتفى يوم غارة لصوص الصحراء أتذكر أم نسيت و هى نفس الشامة التى يحملها الأمير نور الدين اقسم اننى الأميرة صبح ... 


فيضمها كبير الحكماء إلى صدره مرة أخرى ابنتى سامحينى بل أردت التيقن فقط و أنت تعلمين مدى خطورة الأحداث الجارية و أنا تقدمت بى السن و ضعف بصرى فلم يبقى لى إلا أن أتاكد من ذلك  بأناملى فسامحينى لذلك ... فتخرج الأميرة صبح من بين يده صائحة أين أمير البلاد أريد أن أقابله على الفور الأمر لا يحتمل التأخر ... فينادى كبير الحكماء على القائد نصر الدين بقوة ليخرجه من الدهشة التى يراها ترتسم على قسمات وجهه قائلا .. أيها القائد نصر الدين أعد موكبا رسميا للأميرة صبح بعد أن تبدل ثيابها ينطلق بها إلى قصر أمير البلاد فورا .. و يجيبه القائد نصر الدين على الفور  أمرك ياسيدى .. أيها الرجال اعدوا فورا موكبا رسميا لزيارة الأميرة صبح شديد التامين إلى أن تبلغ قصر أمير البلاد


و ما أن بلغ الموكب قصر الأمير عزفت الموسيقات و رفعت الأعلام و بلغت تلك الاصوات الامير نور الدين فى ديوانه و إذا بالحاجب يطرق الباب مناديا ... مولاى الأمير ... الاميرة صبح بنت الملك عزالدين صاحب التاج و اللقب ... و تدخل الأميرة صبح تتقدم كبير الحكماء و قائد القواد .. و تسارع بتقديم التحية الملكية الى الأمير و يرد الامير التحية فى دهشة و هو ينظر إلى كبير الحكماء مستطلعا عينيه و يهز كبير الحكماء رأسه بالموافقة ليطمئنه فيأخذ الأمير بيدها و يجلسها الى جواره برفق ...
و توجه الاميرة صبح كلامها الى أميرالبلاد ... 
مولاى الأمير سررت و شرفت بلقاء سموك أيه الأمير الصالح نور الدين .. و أن كان مازل لديكم شك فى شخصيتى فقد تأكد كبير الحكماء من ذلك بأنامله .. عفوا يامولاى الأمر خطير و لا يحتمل أن نبحر فى الحديث إلى غيره و كل ما أرجوه أن تسمع روايتى التى أحمد الله أننى مازلت على قيد الحياة حت أبلغها لسموك و لا اخشى بعدها الموت ... فيرد أمير البلاد على الرحب و السعة كلنا فى  شغف لنسمع منك .. .. مولاى حينما كنت هناك فى قصر أخى الملك زياد لا حظت كثرت تردد كبير  وزرائكم دهشان عليه فى فترات متقاربه و ما لفت نظرى أكثر أن استقباله له دوما يكون سريا دونما أعلان أو مراسم استقبال رسمية كما تكون العادة فتسرب الشك إلى نفسى و أيقنت أن هناك فى الأمر سر فاطلقت عيونى كى أعلم هذا السر الذى هو بين أخى الملك زياد و كبير الوزراء دهشان و يالها من مفاجأة يا مولاى ... علمت أنهم يتأمرون على اغتيالك وعزلك والأستيلاء على ملكك .. فذهبت إليه و اخبرته أننى علمت عنه و عن هذا الخائن كل شئ و أخذت أذكره كم كانت مملكتنا صديقة لأمارتكم و كم كان والدنا الملك يقضى من الأوقات مع والدكم الراحل رحمهما الله سويا فما كان منه إلا ان إمر الحرس ان يقبضوا على بتهمة التجسس على العرش و معارضة رأى الملك فى سياسته  العليا و أرسلنى الى قصر كبير الوزراء دهشان لأسجن هناك حيث لا يتوفر لى خدم أو عيون يمكن أن يساعدونى أو يهربونى .... وفى بداية هذا الشهر دخل دهشان الى غرفتى التى أقضى فيها سجنى قائلا... 



أى أميرتى الجميلة نحن الآن فى مطلع هلال الشهر وعندما ينتصف الشهر ساكون أميرا لهذه البلاد و سوف تكونين إلى جوارى ... فنهرته قائلة أيها الحقير لقد خدعك الملك زياد و بعد ان تنفذ مكيدتك لن يتركك على قيد الحياة و لو لبرهة صغيرة ... فراح يضحك ملأ فاه و بطريقة جنونية ثم قال ... إن لى رجالا إذا قتلت أو فشلت المهمة سوف يقتلون إخيك الملك و يقتلون أميرك المفدى عندما ينتصف هذا الشهر أو بعده بيوم على الأكثر ..


نلتقى ان شاء الله فى الجزء القادم