25/08/2010

16- الحب و المُلكـ ..... للأديب الشاعر / صالح سالم - المصرى

الحب و المُلكـ ... الجزء السادس عشر


قصة مستوحاه من الأدب العربي ...   ج 16 

و نسمع رأى قائد القواد فيها أيضا بعد أن سمعت رأى نجم الدين كبير الحكماء ... و هنا يصرخ الحاجب ... أدركنا يا مولاى ... أدركونا يا حراس ... يا قائد الحرس  .. يا كبير القواد ...



وهنا تصل إلى مسامع الجميع صوت جلبة وقتال يقترب باتجاه الديوان و يسرع قائد الحرس إلى الإمير نورالدين و يطلب منه الخروج من خلال السرداب المخصص تحت كرسى الأمارة لمثل هذه الأوقات و يرفض الأمير ذلك بشدة .. 
ويسرع قائد القواد إلى خارج الديوان مستلا سيفه من غمده فيجد أن جميع الحرس قد تكتلوا واجتمعوا حول باب الديوان تلبية لنداء حاجب باب الأمير .. 

و ما أن وصل إلى باب القصر حتى شاهد معركة قوية بين قوات الحرس و تعاونهم قوات الجيش ضد مجموعة من الملثمين يرتدون الملابس السوداء تعبيرا عن أنها مجموعة انتحارية مدربة على أعلى مستوى على اختراق الصفوف بحركات عصابية و ليس كهجوم عسكرى منظم و القتال منتشر و تجتهد القوات فى التعامل مع تلك المجموعة لمنع أى فرد منها من اجتياز حديقة القصر و الوصول الى باب القصر الرئيسى أو الخلفى الذى يحتمل ان يخرج من أمير البلاد إذا رغب فى الهروب أو تجنب القتال 

وهنا يصيح نصر الدين بكل قوته الويل لكم إيها الخونة و يتوافد المزيد من قوات الجيش و الشرطة والحرس للمشاركة فى المعركة الأنتحارية و يسرع إلى ناقوس غرفة الحرس بالقرب من باب القصر و هو معد لجلب الحرس و قوات الجيش فى مثل هذه الأحوال المفاجئة و عند سماع صوت الجرس يتوافد المزيد من قوات الحرس و الجيش للأشتباك مع افراد تلك العصابة القوية المدربة 


فيصيح نصر الدين فيهم و يأمر بتطويق الحديقة و أن يقاتل من يجد زميله الذى أمامه قد اصيب أو استشهد و كلا يملأ أى فراغ أمامه ... و رغم قلة عدد هؤلاء الرجال إلا أن كل هذه القوات لم تستطع السيطرة عليهم بين هجوم وفر و كر و اعتلاء لأشجار حديقة القصر... و قد ذاد الموقف سوء ظهور مجموعة اخرى عند نزل وزير العسس و الأميرة صبح


و اعتلت المجموعة الأولى الأشجار و بدأت بأمطار رجال الجيش و الحرس بوابل من السهام بكثافة عالية وركزوا على فتح ثغرة لأفساح الطرق إلى باب القصر


و هنا يأمر نصر الدين حراس الأبواب بالدخول واغلاق الباب الرئيسى من الداخل بالمتاريس الكبيرة و لا يفتح إلا بأمره أو بأمر أمير البلاد ...  ويأمر نصر الدين أحد ضباط الحرس و مجموعته فى التوغل إلى الحديقة بمحاذاة أسوار القصرعلى أطراف الحديقة و أن يكون القتال مع تلك الأفراد بنفس طريقتهم الغير منظمة فردان أو اكثر يتعقبا فردا واحد منهم لنشغلهم فى قتال داخل الحديقة و لنتمكن من صد المجموعة الأخرى


و هنا يسمع نصر الدين صوت باب القصر يفتح و يظهر الأمير بزيه العسكرى يتبعه زين الدين قائد الحرس و عدد من ضباط الحرس الخاص للأمير و تزداد السهام أمطارا باتجاه الباب الذى خرج منه الأمير مما ذاد من انشغالهم و شعورهم بامكانية أصابته و تحقيق الهدف الذى أتوا من أجله و بكل ثبات يدخل الأمير الى الغرفة التى يدير منها كبير القواد المعركة ... 

و يصرخ نصر الدين مولاى لما أتيت إلى هنا أن الأمر خطير جدا على حياة سموك ...  فيرد الأمير بثقة الواثق من ربه "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا" ما هو الموقف أمامك الآن ... 

أنهم مجموعتان يا مولاى من رجال العصابات و قطاع الطرق المأجورين مدربين جيدا  على الكر و الفر و اعتلاء الأشجار و الهبوط منها و مدججين بأسلحة متنوعة ... و قد أحدثوا حتى الآن خسائر كبيرة فى افراد الحرس و بعض افراد الجيش ... و ننتظر الأمداد من قوات الجيش الموجودة خارج القصر حيث أن دق جرس النداء قد بلغ الجميع بالأضافة إلى أن كل مجموعة تسمع الجرس الرئيسى تقوم بدورها بدق الجرس الخاص بها أبلاغا لباقى الفرق و المجموعات هكذا علمتنا يا مولاى ... المجموعة الاولى هى ما نواجهها و هى تستهدف الدخول إلى قصر مولاى و المجموعة الأخرى آتية من الخلف تستهدف نزل وزير العسس و محبس دهشان و البناية الرئيسية التى بها قرارات القصر و أختامه و هى بطبيعة الحال عليها من الحرس و الجنود ما يكفى لصدهم لأن كل التركيز يكمن فى تشتيت الفكر و تخفيف المواجهة عن المجموعة الأولى كى تتمكن من دخول القصر .... 
فيهز الأمير رأسه و يقول لكبير القواد أحسنت التقدير ثم يلتفت الأمير الى قائد الحرس زين الدين أيه القائد زين الدين   ... أمر مولاى  ... خلى عنى حراستك و رجالك أنما أنا جندى فى معركة و لا أرغب فى حراسة حولى  ...





فيصرخ زين الدين اسمح لى يا مولاى أن أخالفك أن كل هذا للنيل منك .. فينظر الأمير اليه قائلا .. نفذ الأمر أيه القائد ... اعلم أننا فى وضح النهار و أن أصابتك قد تكون محتملة ولكن لابد من وجود قائد مثلك مع المجموعات الخلفية يدير شئون التصدى لهؤلاء البرابرة المرتزقة أن الأمر ليس هيننا أنها حياتى و حياتك و حياة الجميع فى خطر ... خذ حذرك و اذهب على الفور إلى هناك .. حتى تدخل القوات من الخارج و أمر بفتح الأبواب لهم بعد التيقن أنها قواتنا الآتية من السكنات الخارجية .. وينفذ زين الدين أمر أمير البلاد و يتجه مع رجاله إلى الجهة الخلفية ... 

و يهدأ وابل السهام ويسمع صوت الإشتباك داخل حديقة القصر وهرج ومرج من جراء اعتلاء الأشجار و الهبوط و الكر والفر و تسقط سهام متفرقة فى كافة الأنحاء ...

و يهرول احد ضباط الأستطلاع إلى الغرفة التى تدار منها المعركة مناديا مولاى قائد القواد مولاى قائد القواد .. فيسرع القائد نصر الدين لملاقاته قائلا ... ماذا ورائك إيه الضابط   ... مولاى جئت لأعلمك عددهم الذى يقرب الستمائة رجل و لا يقاتلون جميعا دفعة واحدة فهم مقسمون إلى ثلاثة مجموعات إذا ما اجهدت المجموعة المقاتلة تبادلت مع الأخرى التى يكون عليها الدور حسب شراسة القتال و طبيعة المكان الذى يدور فيه القتال كما أن المجموعة الواحدة أيضا لا تقاتل كلها دفعة واحدة بل يعمد جزء منها إلى القلب و عند فشلهم يتقهقرون إلى الخلف فتندفع خلفهم القوات لتجد نفسها محاصرة فى حلقة و قد تسبب ذلك فى فقد الكثير من رجال الحرس و الجيش .. فماذا ترى ...


و الى القاء فى الجزء التالى ان شاء الله