25/02/2012

سلسلة الوفاء ( الحلقة الرابعة ) .... للأديب الشاعر/ صالح سالم - المصرى

الحلقة الرابعة

( ما بعد اللقاء الأول )






هى : متزعلش منى .. أنا كنت فكراك مطلق أو أرمل .. و النقطة دى بس مضيقانى


هو : زى ما أنت عارفه أنا متجوز و عندى أولادى كبار و الحمد لله و أظن أحنا حسمنا 

      النقطة دى فى مراسلتنا و مش محتاجين نعيدها تانى .. و لا أنت غيرتى رأيك ؟


هى : لعلمك أنا حاولت أغير رأى لكن مقدرتش .. لأنى بجد حبيتك و أنت الأنسان اللى 

       حلمت بيه طول عمرى .. ملامحك محفورة جوايه و دورت عليك خلال سنينى كلها

       وبعد ما لقيتك صعب أوى أسيبك ... وظروفك تعتبر دى احسن ظروف مناسبة لى


هو : عموما كل ما نقرب لبعض هنعرف بعض أكثر أن شاء الله ..


هى : أنا لو عليه خلاص عرفتك و حفظتك و حبيتك و قضى الأمر على كده الحمد لله

       حتى لو انت محبتنيش .. وبعدت عنى خوفا من ظروفى انا مش هعرف حد تانى و 

       كافية انى لقيت الراجل اللى كنت بحلم بيه و متخيلاه طول عمرى .. انا حاسة ان 

       ظروفى مخلياك قلقان و فيه حاجات جواك كثير .. 



هو : فعلا ظروفك دى أول مرة اسمعها فى حياتى .. ان تكون فيه واحدة مطلقة و عايشة 

       مع طليقها فى بيت واحد و كل اهلها عارفين و راضيين و جيرانها و اهل حتتها 

       ميعرفوش عنها اى حاجة


هى : حتى لو عرفوا انا هستفاد ايه ... انا حاولت اخرج فعلا .. لكن انا مليش دخل و 

       بصرف على ولادى من المعاش اللى قدرت احصل عليه و من معاش ماما  .. لو 


       خرجت هدفع كام سكن و مصارف علاج و نعيش بكام .. داغير انى هكون مطمع من كل اللى حوالية


هو : طيب اشوفك تانى امته ؟


هى : تصدق كنت مجهزة لك نسختين من الكتابين اللى عملتهم بس نسيتهم لما رنيت على و 


       قلت انك تهت عموما لما تقعد ما نفسك و تتاكد ان ظروفى دى مش مسببه لك مشكلة    
      
       .. هشوفك و اجيب معاى النسخ ..


هو : ان شاء الله .... قام فأخذها من يدها و تابطة زراعة .. و اتجهوا الى باب الخروج و ظل 


     واجما طوالطريق العودة الا من تعليق على ما حولهم من أحداث الطريق و الزحام حتى 


     أوصلها الى حيث تسكن فى تلك المنطقة الشعبية المزدحمة بالبشر و السيارات المختلفة       
     
     بل معظم وسائل التقل الخفيف و الغير خفيف و شوارعها المهترئة المتهالكة ..


عاد الى غرفته و اختار ان يرتاح من عناء المشوار و لكن رنين التليفون كان اسبق اليه من 

الراحة .. انها هى تتصل لتطمئن على سلامة وصوله و تبث اشواقها و سعادتها بهذا اللقاء

انتهت المكالمة و حاول ان يستريح او ينام فلم يستطع ظل الحوار الذى دار طوال اليوم يعاد 

فى داخله على عقله و قلبه .. هناك شئ يرفضه عقله .. ثم يعود ليجد لها المبررات الى ان 

 بقى عنده سؤال واحد كيف تشتكى قلة ذات اليد و هى قد قامت بطباعة كتابين هل تم 


طباعتهما على نفقتها الخاصة ام ان هناك من سدد القيمة عنها اكيد خلف طباعة هاتين 


الكتابين قصة يجب ان استوضحها فيما عدا ذلك فانها تعد سيدة مكافحة رغم معاناتها فى 


زواجها و خسارتها سعادتها فقد حافظة على اولادها و على حالتهم النفسية من الضرر .. و 


تستحق كل الاحترام و ليس الملام ... هى شخصية ذات قلب و عقلية من نوع متميز .. 


خسر من عثر على هذه المواصفات و تركها  .. لكن ظروفها قاسية جدا .. و مؤلمة جدا 


على نفسى .. 


و جلس الى مكتبه يسجل ما يرفضه عقله


1- مطلقة تعيش فى بيت طليقها


2- اختيها مطلقتان


3- اخيها تزوج و طلق و تزوج مرة اخرى  .. ولا ترابط حقيقى بينها و بين اسرتها


4- لديها اعتزاز زائد بالنفس و شموخ يرقى الى حد الغرور و الكبرياء


5- لديها مقدرة على الدهاء و الاقناع و ايجاد المبررات


6- تناقض فى اقوالها بين الحياة بالكاد و الانفاق على طباعة كتب و لم يستريها احد


7- اختلاف صورتها الحقيقة عن الصورة الديمة على صفحتها و استحدامه الميكب بكمية


     كبيرة لتحسين ما اتلفه الزمن ..


8- خروجها عارية الراس دون غطاء رغم هذا السن




تلك كانت هى ملاحظاته و انطباعاته عنها بعد اللقاء






ثم عاد يسأل نفسه .. هل أكون مخطأ ان خالفت عقلى و استمر حبى لها ؟


و كان  القرار ... 


سوف استمر و انظر ماذا سوف تسفر عنه الايام  ...



الى اللقاء فى الحلقة القادمة