26/08/2010

17- الحب و المُلكـ ..... للأديب الشاعر / صالح سالم - المصرى

الحب و المُلكـ ... الجزء السابع عشر



قصة مستوحاه من الادب العربى ..... ج 17

ثلاثة مجموعات إذا ما اجهدت المجموعة المقاتلة تبادلت مع الأخرى التى يكون عليها الدور حسب شراسة القتال و طبيعة المكان الذى يدور فيه القتال كما إن المجموعة الواحدة أيضا لا تقاتل كلها دفعة واحدة بل يعمد جزء منها إلى القلب و عند فشلهم يتقهقرون إلى الخلف فتندفع خلفهم القوات لتجد نفسها محاصرة فى حلقة و قد تسبب ذلك فى فقد الكثير من رجال الحرس و الجيش .. 
فماذا ترى...


فيطرق قائد القواد و هو يهز رأسه .. إنهم يقاتلون بطريقة الطائر يندفع برأسه تاركا جناحيه إلى الخلف .. ثم يعود برأسه إلى الخلف ليطبق جناحيه على فريسته و ينهال عليها بمنقاره الحاد ... رأس و جناحان ... انتبه إلى إيها الضابط إليك الخطة المضادة لخطتهم ... عليكم أن تردوا الهجوم بطريقة مختلفة و إذا نجحتم فسوف تقضون عليهم قبل أن يدركنا الليل ... إذا هاجمتكم رأس الطائر ثم انسحبت فلا تندفعوا خلفها بل اثبتوا فى اماكنكم متربصين للاجنحة ... 





فإذا نجحت فى تحطيم الأجنحة وهى التى سوف تكون أكثر عددا فى هذه الحالة فسوف  تقضون على رأس الطائر بكل سهولة لأنها أقل عددا  ... لابد من القضاء على الأجنحة بكل تصميم و عندما تتبقى الرأس عليكم أن تقاتلوهم بنفس الفكرة رأس طائر تهاجم و تتراجع حتى تسحبوهم بين أجنحة الطائر و تقضوا عليهم و لا تفلتوهم للهرب و لو واحد منهم ... أمرك أيها القائد .. و يسرع الضابط بالتستر حتى يتمكن من الوصول إلى منطقة القتال  ليبلغ الخطة العسكرية لقائد الفرقة المقاتلة التى تواجه المجموعة الأولى المواجهة لباب القصر ..  





و يخرج الأمير مستطلعا موجها حديثه إلى قائد القواد .. أرى يا نصر الدين أن القتال ذاد تراجعه إلى عمق الحديقة و هذا وقت مناسب أن تدفع بتعزيزات الجيش و الحرس و العسس حتى يؤازروا الفرقة المقاتلة هناك ... وأرسل إلى زين الدين فى المنطقة الخلفية لستطلاع الموقف هناك ... وعلى الفور يجيب نصر الدين أمر مولاى .. و يأمر نصر الدين القوات بالتحرك الحذر إلى داخل الحديقة بعد أن أطلعهم على خطته العسكرية فى القضاء على هؤلاء المعتديين المأجورين  و يكلف أحد ضباط الأستطلاع للتوجه إلى المنطقة الخلفية لاستيضاح الموقف هناك و ملاقاة قائد الحرس زين الدين و الأطمئنان على سير القتال هناك ...


وقبل أن ينطلق ضابط الأستطلاع اذا بزين الدين  يظهرعلى مرمى البصر و هو يجر خلفه شخص مكبل بسلاسل من حديد و إلى جواره شخص آخر يرتدى ملابس عسكرية غير معروف ... فيصيح ضابط الأستطلاع ... سيدى القائد أنظر .. هذا هو قائد الحرس و إلى جواره شخص آخر لا أعرفه و أرى انه يسحب شخصا خلفه على الأرض و أكثر الظن أنه احد الأسرى يتبين ذلك من ملابسه السوداء فهو حتما من المجموعة الثانية ...


فيلتفت نصر الدين باتجاه القادمين من الجهة الخلفية ثم يقول ... الله اكبر نعم هو زين الدين و لكنى لا أعرف الشخص الذى إلى جواره ... انتظر أيها الضابط و لا تنطلق إلى مهمتك حتى نستبين الأمر من القائد زين الدين ... أكمن و كن على استعداد حين أشير إليك لتنطلق إلى هناك أن جد جديد فى الأمر ... 


يعود نصر الدين إلى الأمير مسرعا .. و هو يقول مولاى الأمير لقد ظهر القائد زين  الدين وهو يجر خلفه أحد أسرى المجموعة الثانية و بصحبته أحد الرجال لا أستطيع تميزه أو معرفته ... فيتتهلل و جه الأمير بالبشرى و يقول الحمد لله إنها بشارة نصر بإذن الله .. دعنى أخرج لملاقاته ... فيعترض نصر الدين طريق الأمير ... عفوا يامولاى نحن فى معركة و لن أترك سموك لتعرض نفسك للأخطار .. إنهم ليس بعديين بل هم على مقربة منا و ماهى إلا لحظات يصل فيها زين الدين ليمثل بين يدى مولاى ... أرجوك يا مولاى .. و أمام اصرار نصر الدين يغير الأمير رأيه و يعدل عن فكرة الخروج .. 





و لكن لحظات الأنتظار مريرة ملهبة للفكر يسودها الصمت و الترقب حتى يصل صوت  الأسير إلى مسامع الأمير و يسمع صوت زين الدين مناديا ... يا حرس فيلبيه الحرس على الفور أمر القائد زين الدين .. اقبضوا على هذا الأسير المرتزقه حتى أشرف بملقاة امير البلاد ... امرك سيدى القائد ... و يترك زين الدين قيد الأسير للحرس ... وعلى الفور يخرج الأمير نور الدين و من خلف قائد القواد نصر الدين من غرفة متابعة القتال لملاقاة زين الدين قائد الحرس و عندما تلاقت الوجوه قال الأمير مرحى بعودتك أيها القائد المغوار لم تعد لنا خاليا .. هل انت بخير ... فيجيب زين الدين  .. نعم يامولاى الحمد لله اننى بخير .. فداك روحى و نقسى ... فيبادره الأمير و من هذا المقاتل الذى إلى جوارك أراه منكس الراس ولا يرغب حتى فى التحية ... من أنت أيها المقاتل و ما  اسمك و لما أنت منكس الرأس هكذا أمام أمير البلاد ... 


فيسرع زين الدين بالرد ... مولاى انه ليس أحد المقاتلين يا مولاى بل هى الأميرة صبح و قد بلغتنا معلومات اكيده من هذا الأسير الذى أتيت به أن مجموعات البرابرة المهاجمة قد تمكنت من قتل أخيها الملك زياد و أسرته بالكامل و اعتلى عرش المملكة كبير وزراء المملكة شهاب الدين و قد أمدهم بالسلاح و الرجال لأتمام مهمتهم و هوالآن يقوم بتجهيز جيشه للأغارة علينا إذا ما قضينا على هذه المجموعات التى أرسلها ... و الأمر لك يا مولاى ... 





وفى صمت و وقار يتجه الأمير الى حيث تقف الأميرة صبح و يأخذ يدها برفق ثم  يبادرها قائلا ... البقاء لله و حده تماسكى فإن المصاب أليما حقا .. و لسوف نثأر لأخيك و أسرتك من هؤلاء القتلة و لسوف نعاونك حتى آخر رجل فينا حتى تعودى لعرشك و مملكتك ثم يأخذ بيدها و هو يشير إليها باتجاه باب القصر ... 


تفضلى لتستريحى بالداخل فتهم الأميرة لتلقى بنفسها بين ذراعى الامير نور الدين و هى تجهش بالبكاء على أخيها و افراد أسرتها الذين أبادهم البرابرة بكل قسوة ... فيهدأ الأمير من لوعتها و حزنها و يتجه بها إلى مدخل القصر متجها إلى الديوان و قبل أن يجتاز باب القصر يقف و يلتفت إلى نصر الدين و زين الدين قائلا .... 


أيها القادة اريد أن ينتهى القتال عند الشفق و لا تغيب الشمس عن قصرى و هؤلاء الأوغاد يدنسون أرض حديقته ... أمرك يا مولاى ... يدخل الأمير إلى القصر و يغلق  الحرس الأبواب بالمتاريس .. و يدخل زين الدين إلى غرفة متابعة القتال يتبعه القائد نصر الدين كبير القواد و هو يقول له ....لكنك لم تخبرنا يا زين الدين ما الموقف هناك وكيف تمكنتم من القبض على هذا الأسير و ماهى درجته و كيف أبلغت الخبر إلى الأميرة صبح و كيف أتيت بها إلى هنا وهى ترتدى زى احد مقاتلى الجيش 


نلتقى فى الجزء القادم ان شاء الله