29/12/2009

11- الحب و المُلكـ ..... للأديب الشاعر / صالح سالم - المصرى

الحب و المُلكـ - الجزء الحادى عشر






قصة مستوحاه من الأدب العربى ج 11



و ما ان رأه مولاى فى حالته هذه حتى امرنى باستدعاء طبيب القصر و معاونيه على الفور لعلاجه تحت ناظريه كى يطمئن عليه ... و فى هذه الأثناء تدوى صرخة قوية من داخل ديوان الحكم ......


فيهرع الحاجب و قائد القواد نصر الدين إلى داخل ديوان الحكم للوقوف على ماهية هذه الصرخة ... فيتلقاهم ألأمير نور الدين مهدئ لروعهما ... لا عليكم ... انه سيف الدين يتألم لشدة المادة المطهرة التى سكبها الطبيب على جراحه ...


اجلس يا نصر الدين لتحدثنى عن تمرد كبير التجار و ماذا فعلت ... وأنت أيها الحاجب استدعى كبير الحرس زين الدين على الفور .... ها ماذا حدث هناك يا نصر الدين ... و راح نصر الدين يروى لأميره أحداث القضاء على التمرد وما أن انتهى من روايته ... حتى تقدم طبيب القصر إلى الأمير طالبا الأذن بالانصراف له و لمعاونيه مطمئننا الامير على حالة الوزير سيف الدين وزير العسس ... و يسأله الأمير ... كيف تنصرف و 





أراه غائب عن الوعى أيها الطبيب ... استمر إلى جواره حتى يفيق فنحن فى حاجة شديدة إليه .... فيجيب سيف الدين و صوته يعتريه بعض الألم أنا بخير يا مولاى ... و لا ضير إن أذنت لهم ... ها سيف الدين أحقا انك تشعر انك بخير ام هى روح الجندى المقاتل ... يكفينى شرفنا يا مولاى أنى عولجت تحت ناظريك و هذا كفيل بان يعيد إلى روح الجندى المقاتل ... فيضحك الأمير فى سعادة و يأذن لطبيب القصر و معاونيه بالانصراف ... و يتقدم نصر الدين خلف الأمير ليطمئنوا على حالة سيف الدين ... 

يمسك نصر الدين بيد الوزير سيف الدين ليساعده على النهوض أمام الأمير و هو يقول له حمدا لله على سلامتك أيها الوزير ... فيرد سيف الدين الحمد لله على كل حال و الفضل لله ثم لمولاى و لك ياكبير القواد و قائد الجيش ... و يضحك الأمير مربتا على كتفيهما موجها كلامه إلى وزير العسس ... الآن أمر لك بالحرس ان يوصلوك إلى جناحك ... فيجب الوزير فى عجل لا يا مولاى ان ألأمر خطير و قد انتظرت إلى ان ينتهى الطبيب حنى أتحدث إليك يا مولاى




.... فيجشم و جه الأمير متسائلا ... اى أمر تقصد يا سيف الدين ... هناك فى الجنوب ام هنا مع التجار و كبيرهم المتمرد .... اسمح لى يا مولاى ان اجلس بين يديك ... لك ما تريد يا سيف الدين هيا اجلسا ... كيف كانت رحلتك إلى الجنوب و ماذا و جدت  فيها و لما كانت عودتك الى السوق لتقاتل كبير التجار و ما سبب نشوب هذا القتال ....





سيدى الأمير منذ شهور غير بعيدة و اثناء غياب القائد نصر الدين كبير القواد و قائد الجيش و نحن نترقب كبير الوزراء و ذلك برعاية كبير الحكماء بعد أن بلغنا من العسس انه يتاجر فى صفقات السلاح و يشعل نار الفتنة بين القبائل بواسطة أعوان له فى الجنوب حتى يوجد سوقا لتجارته و يعاونه فى ذلك كبير التجار و عدد أخر من التجار ... و كنا نجمع كافة المعلومات عنهم و نجهز لإلقاء القبض عليهم ... و كنا حرصيين كل الحرص على أن تكون تحركاتنا خلفهم فى سرية تامة ...

و عندما بلغنى أنهم يعدوا لبيع صفقة كبيرة لبعض قبائل الجنوب ... أبلغته أننى مسافر إلى الجنوب لأرعى بعض شؤن أبناء عمومتى و أنظر حالة الأمن فى الجنوب فى مرور عادى ليس أكثر ... و نجحت فى خداعه و سافرت إلى هناك و فى طريقى التقيت أفراد سرية الاستطلاع الذين أكدوا أن كبير الوزراء و عدد من أعوانه يقومون بشراء كميات كبيرة من السلاح من الأمارة المجاورة لنا بدعوا أنها مستلزمات الجيوش للدفاع عن مدن الشمال ضد الأعداء

و أكملت رحلتى حتى بلغت المكان المحدد لتنفيذ الصفقة و كانت أكمنت العسس جاهزة تحاصر المكان و تنتظر وصولى وما هو ألا وقت قصير و تم القبض على كافة أطراف الصفقة ... و اثناء التحاور مع رؤسهم علمت أمرإ خطيرا ان كبير الوزراء دهشان قد خطط للتمرد و الاستقلال بالجنوب على أن يكون هو أميرا  للجنوب و كبير التجار كبيرا للوزراء فى إمارته المزعومة و أن موعد تنفيذ التمرد هو يوم اكتمال القمر بدرا و هذا يوافق يوم غد ...

فانطلقت عائدا أفكر كيف أطيح بهذه الفكرة أو أعطلها و كيف لى أن أبلغك يا مولاى بها و هدانى تفكيرى للقبض على كبير التجار فى طريق عودتى و المثول به بين يديك و لكن لم أتوقع منه التمرد و جلب الرجال لقتالى ....

وهنا يدخل الحاجب ... مولاى ... كبير الحكماء .... و قائد الحرس و معه طاقم الاستطلاع يطلبون الإذن بالدخول.... أيها الحاجب ... أذن لكبير الحكماء و قائد الحرس و اصرف طاقم الاستطلاع إلى نزلهم المؤقت حت افرغ للقائهم ... أمر مولاى ...






ويدخل كبير الحكماء مقدما التحية للأمير و يذهب قائد الحرس إلى الجانب الأيمن من كرسى الحكم ثم يتوجه كبير الحكماء إلى الوزير سيف الدين فيهنئه على سلامته ... و يأذن له الأمير بالجلوس فيجلس إلى جوار سيف الدين و هو يلقى التحية على نصر الدين كبير القواد .... ثم يوجه حديثه إلى الأمير ... الآن يا مولاى و قد اكتملت قصة كبير الوزراء أمام سموكم و تيقنت سبب تحذيرى لسموك منه فى حديثى معك فى الصباح ها نحن جميعا رجالك بين يديك و رهن أمرك فانظر ماذا أنت فاعل فى هذا الرجل الخائن القاتل الخبيث ... و ينهض الأمير من كرسيه و على ملامحة قوة الصرامة والعزم و العزة موجها حديه إلى كبير القواد و قائد الحرس ... قائلا الآن أيها القائد نصر الدين و الأمر يشملك أيضا يا زين الدين ... أمرنا بعزل كبير الوزراء من منصبه .... و القبض عليه لينال جزاء خيانته لبلاده و قتله لحارسه .... تدبرا الأمر و تنظيم القوات للقبض عليه و قبل طلوع الفجر .....

في 29 ديسمبر، 2009‏، الساعة 10:59 صباحاً‏‏

نلتقى ان شاء الله فى الجزء التالى