17/12/2009

1- الحـب و المُلكـ ..... للأديب الشاعر / صالح سالم - المصرى

الحـب و المُلكـ - الجزء الأول

 


هى قصة مستوحاه من الأدب العربى .....ج 1


استيقظ الأمير نور الدين ذات صباح كعادته و لكنه وجد نفسه فى هذا اليوم يسيطر عليه شعور شديد بالإكتئاب و عدم الراحة النفسية و أخذ يراجع مع نفسه ما قام به من أعمال و خدمات لرعيته و حاشيته
دون أن يفكر فى نفسه أو سعادته و دون أن يعير لكم المخاطر التى تحيط بشخصه أى انتباه
و راح يفكر أن يجعل لنفسه يوما يفعل فيه ما يدخل على نفسه السرور و السعادة و يريحه من عناء الحكم و تصريف شؤن البلاد و رأى أن يخلفه فى هذا اليوم كبير وزرائه فيعهد إليه برعاية شؤن الدولة و تصريف الأمور و يعطيه كل الصلاحيات للقيام بهذه المهمة كى يؤديها على أكمل وجه





و بالفعل اطمئن الأمير إلى فكرته و أحبها جداً بعد أن أعجبته و رأى فيها كل السعادة لنفسه المحملة بالأعباء و الهموم و أرسل حاجبه الخاص إلى كبير الحكماء يطلبه ليستشيره فى أمر هذا القرار الذى انتهى إليه

و على الفور حضر كبير الحكماء و هو مهرولا يكاد أن يسقط على الأرض مدثرا فى ثيابه الفضفاضة و مثقلا بعمامة الحكمة الذى يغطى بها رأسه و تحمله قدميه بالكاد بعد أن بلغ من العمر ما يناهز السبعين عاماً و بصره لا يساعده فراح يرتطم بحراس القصر اثناء سيره إلى أن نادى على الحاجب الخاص ليتوكاء عليه حتى يصل إلى قاعة الحكم حيث ينتظره الأمير هناك




دخل كبير الحكماء على الأمير ملقيا السلام و مقدما التحية للأمير و هو يحاول التقاط أنفاسه المتسارعة جراء هرولته لتلبية طلب الأمير له
فاستقبله الأمير نور الدين بالترحاب أخذا بيده إلى مقعد يجاور مقعد ألأمير و طلب منه الجلوس و لكن كبير الحكماء رفض قائلا لا يا مولاى لا استطيع أن أجلس بين يديك و أنت ما زلت واقفاً فأذن له الأمير بالجلوس فجلس ثم أخذ الأمير فى السير بخطوات قليلة ذهابا و إياباً باتجاه المقعد الذى يجلس به كبير الحكماء و هو يقص عليه فكرته و قراره الذى استقر إليهما و طلب منه أن يفيده برأيه و أن يشير عليه بكونه كبير الحكماء و أستاذه الذى تعلم على يديه

صمت كبير الحكماء مليا ثم هم بالوقوف من مقعده قائلا مولاى الأمير فأسرع إليه الأمير نور الدين قائلا لا عليك يا أستاذي و كبير حكمائي لا عليك يمكنك التحدث و أنت جالس فى مقعدك

فجلس الرجل و هو يتمتم بكلمات حاول الأمير أن يسمعها أو يفهم معناها و لكنه لم يستطع فطلب منه أن يرفع صوته قليلا كى يستطيع أن يسمع رأيه فقال كبير الحكماء تعلم يا مولاى أن ما يسعدك يسعدنا جميعا
كما تعلم أنى أكثر سكان هذا القصر حبا لك و حرصا عليك و على سعادتك و سلامتك و تعلم يقين العلم قدر ما وصاني به والدك رحمة الله عليه عندما وافته المنية و أمسك بتلابيب ثيابي و أخذ يجذ بنى إليه و يده ترتعد بفعل شدة سكرات الموت حتى أخذ على ميثاق و عهدا بحسن رعايتك و حمايتك و طاعتك و الولاء لك و قد كنت كما تذكر يا مولاى وقتها قائد الحرس و كبير القواد لدى من القوة و المنعة ما أزود به عنك ...

أما الآن بعد أن تقدمت بى السن و قد أوليتني و أنعمت على بلقب كبير الحكماء أرى يا مولاى ألا تتعجل فى أن تترك الأمارة فى يد غيرك بكل الصلاحيات وأرى يا مولاى أن تفكر فى أمر وسط و هو تخفيض وقت تصريف شؤن الدولة بين يوم و أخر و أن تنعم بفارق الوقت بالراحة و الأستجمام و لا أخفى عنك يا مولاى و أرجوا أن تسامحنى و تأذن لى.. إن نفسى لا تطمئن لكبير الوزراء هذا و تطاردنى أحلامي كل يوم فتفزعني من مخدعى لهول ما أرى فى منامى و هنا يلتفت الأمير إلى كبير الحكماء بسرعة و يجلس بين يديه و يسأله بلهفة و ماذا ترى فى أحلامك أخبرني ؟....
و هنا يصدح صوت حاجب باب الديوان مولاى كبير الوزراء بالباب يطلب الأذن بالدخول 



في 17 ديسمبر، 2009‏، الساعة 08:52 مساءً

 والى اللقاء فى الجزء التالى