26/12/2011

الثورة و تركيبة المجتمع المصرى ..... مقال للأديب الشاعر/ صالح سالم - المصرى


الثورة و تركيبة المجتمع المصرى




فى كافة المجتمعات تنقسم المجتماعات الى يمين و وسط و يسار و كل قسم منهم به المتطرف يمينا أو يسار حتى وسط القسم الواحد أيضا نجد منه من يميل الى اليمن رغم انه وسط و كذلك نجد منهم من يميل الى اليسار هذه هى الاقسام الايدلوجية فى كافة المجتمعات غالبا .. 

أما فى مصر فالأمر يختلف اختلاف كلى و جزئى

فقد تابعت عن كسب خلال هذا العام المرير الذى شهد أحداث الثورة المصرية ان تقسيم المجتمع المصرى يختلف كل الأختلاف عن باقى دول العالم

فالتقسيمات هنا طائفية و قبلية ورأس مالية عائلية .. 

فتجد ان القسم الطائفى يمثله الاسلاميون و غير الأسلاميون وفيه تظهر الاقسام المشار اليها (يمين و وسط و يسار) بشدة و لها صدى كبير فى الأوساط الأمية الفقيرة و انصاف المتعلمين ... 

القسم الثانى هو قسم الرأس مالية العائلية الذى خرج منه رجال المال و الاعمال و وقدرة التأثير على قوة العمل لديه باتباع آرائهم و مذاهبهم السياسية من أجل الحفاظ على لقمة العيش لهم و لأسرهم

القسم الثالث هو القسم القبلى الذى يتعصب بكل ما يملك لقبيلته و عائلته دون النظر الى المصالح العليا للوطن و ينتشر فى سيناء و مدن و قرى صعيد مصر و بعض قرى الوجه البحرى

ثم نجتهد مرة اخرى لنعيد صياغة هذه التقسيمات الى تقسيمات تطابق التقسيم العالمى للأيدلوجيات ...


اذا السؤال الان هل هذه التقسيمات عادلة و صحيحة و معبرة عن اراء الامة ؟؟

و الاجابة بالطبع لا 

فقد راينا وشاهدنا استغلال الطائفيين للاميين و الفقراء تحت شعار الدين ليحصلوا على ما يزيد عن 66% من اصوات الناخبين دون ان يستوعب الناخب من هؤلاء و ماهو تاريخهم و ماذا يريد منهم فى الفترة القادمة 

و تشارك القسمان الأخيران فى باقى النسبة 

وإذا نظرنا إلى تقسيمات الأغلبية و المعارضة على مستوى العالم نجد ان الأغلبية اقصى ما تحققه تحت وطئة المجاملة و التلاعب لا يزيد باى حال من الأحوال فى كافة الدراسات عن 54% 

اى ان هذه الارقام المصرية الغير مسبوقة على مستوى العالم أرقام بها خلل فى طوائف و تقسيم المجتمع تدل على زيادة حجم الأمية و الجهل و الفقر كعوامل مجتمعه و مؤثرة فى مسار الأمة و هى تؤثر سلبا فى تقدم المجتمع و اذدهاره من حيث الانتاج و ما بنتج عنه من اقتصاد و نصيب الفرد من هذا الناتج القومى  ...

كما رأينا بين صفوف المثقفين من هم اشد جهلا و عدم قدرة عن استيعاب الآحداث و بلادة التحليل و بلادة التوقع لما هو ات و هذا نتاج العملية التعليمية التى تقوم على الحفظ و عدم الفهم و الغش فى الامتحانات و تلخيص العلوم فى ملازم صغيرة يتوقع منها اسئلة الامتحانات و اختلاف نوعية التعليم بين حكومى و خاص و خارجى و أثر ذلك فى رؤى المثقفين و أهمالهم للمجتمع من حولهم و عدم و جود رابط قوى بينهم وبين المجتمع و قصور الجمعيات الاهلية او عدم و جودها و تحولها الى جمعيات عنصرية كل جمعية منها تخدم مصالح فئة قليلة و تنعزل عن باقى المجتمع 

اى ان خلاصة التقسيمات تجدها فى المجتمع المصرى تذهب بالمجتمع الى التناحر الصامت الخفى و عدم قبول الاخر و ان كل فصيل يرى ان طريقته هى الافضل و لا توجد كلمة سواء يتفق المجتمع عليها او هدف موحد يسعى المجتمع بكل اطيافه لتحقيقه و الوصول اليه .


و فى النهاية خرجنا من هذا العام بعبرة و عظة ان مصر كشعب و دولة هى دولة مستمرة بقدر الله لها و ليس بسواعد و فكر و اتحاد ابنائها ...