‏إظهار الرسائل ذات التسميات مسرحيات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مسرحيات. إظهار كافة الرسائل

27/02/2011

مسرحية من فصل واحد : محاكمة حسنى مبارك ...... للأديب الشاعر / صالح سالم - المصرى

مسرحية من فصل واحد : محاكمة حسنى مبارك






المشهد ميدان التحرير

منصة القضاء أقيمة على يمين النصب التذكارى لشهداء ثورة 25

تجلس مصر ترتدى ثوبها الاخضر و تاجها ناصع البياض تبدوا عليه آثار دماء الشهداء من آبنائها من مختلف الفئات

الى يمنها سيدة تمثل ام شهداء الشرطة 

الى يسارها بجوار القلب ام شهداء ثورة 25

 نيل مصر يمثل الأدعاء

يحيط بالمحكمة حرس كثيف يحملون بأديهم الهلال و الصليب

مصر : نادى على المتهم

الحرس جميعا فى صوت واحد : محمد حسنى مبارك 
الشهير بحسنى مبارك رئيس مصر الاسبق

مصر : اجثوا على ركبتيك يا متهم أمامى و فى حضرة المحكمة

المتهم : أنا لدى تاريخ و كرامة ولن اجثوا على ركبتى

مصر : يا حراس اجثوه على ركبتيه فى حضرة مصر و محكمتها

الحراس : اجثوا على ركبتيك ايها المتهم 
ام نأتيك بحبيبك العدلى فيعلمك كيف تجثوا على ركبتيك

المتهم : لا على ايه بلاش قلة قيمة ها انا قد جثوة

مصر : الادعاء يتفضل

النيل : مصرنا العزيزة حضرات الامهات الثكلوات 
الاتى استشهد ابنائهن من شباب ثورة 25 و من الشرطة

ان المتهم الماثل امامك الان كان يوما بطل هذا الامة و املها فى 
التحرر من الفقر و القهر كما حررها من الاحتلال و الهزيمة يوما ما
 بحسن استخدام الادوات التى وفرها الشعب من قوته وصلابة الرجال 
التى خرجت معه يوم السادس من اكتوبر حتى تم لهم النصر

و قد وعد البلاد و العباد ان بعد الحرب اعمار و تيسير 
وطلب منهم الصبر حتى تمر الاعوام لنخرج من عنق الزجاجة فصدقوه فكذبهم 
حتى انه تدخل فى الاحلام فحدد النسل وقطع المؤن و التموين و منع اضافة المواليد حتى لا يحصلوا على مؤنة او تموين
و صبر الشعب و استجاب على امل بلا عتاب وغره صبر شعبه الصابر على الجوع املا فى ان يكون الغد بلا جوع
 فاطمئن و ظن ان استجابة شعبه له خنوع و خضوع مدد حالة الطوارئ و كون جيش من كل بيت من بيوت الشعب دربه على الارهاب واهانة الكرامة و اذا تحرك سار هذا الجيش خلفه و امامه و هو فرح بمقامه بين القصور يتنقل و يقيم حيت طاب المناخ و يمنع الشعب من المرور و العبور ان هو تحرك او تنفس و اختار لصحبته الاقذار و ترك رجال الشعب الاخيار و اغراه جمع المال فراح يجمعه بشغف
دون ان يفكر فى حرمة او حلال و عصب عينيه بالجملة و ترك العنان لابنه جمال و صحبته الانذال فسرقوا ونهبوا وذوروا و احتقروا اشرف الرجال فى كل موقع و مجال فمنعوا هذا و طردوا هذا حتى بلغ الامر ان عينوا وزيرة مبلغ علمها تعليم الاساسى وشرد اصحاب الدرجات العلمية فى البلاد و اشرف على نمو اشجار الفساد فزاد الفقر و المرض و مصوا دماء العباد وصار المفسدين قراصنة لمال البلاد يملؤن به خزائنهم و يبنون القصور الفارهة و الفلات حتى صار الشعب مقهور شحات باكل الفتات بل اكثرهم من القمامة يقتات و رغيف عيش قبيح من اراده ذاق من الذل و الويلات و تعالت الصيحات تناديه و تامل منه ان يكون بارا بقسمه الذى اقسمه
على ان يرعى مصالح الناس و العباد و لكن غطرسته اثقلت على سمعه فصار لا يسمع سوى حفيف الدولارات 
وامام صلفه و عناده خرج الشباب فى ثورة غاضبه يطلبون وداده يشكون نسيانه لهم و تركهم لجلاده فاستقبلهم بالرصاص و دخان خانق للناس و التحم جيشه
المهياص ليقضى على ثورة الشباب فاستشهد من الجانبين من ابناء الشعب شباب كثير و قام معاونيه بتدبير موقعة الجمل و الحمير فاصر الشباب على خلعه و تنحيه ليكون عبرة لمن ياتى من بعده

لكل ما تقدم اطلب من عدالة المحكمة توقيع اقصى العقوبة على هذا المتهم بما قدم و اقترفت يداه وليكون عبرة لمن حاء خلفه و اقتفى اثره و اقتداه

مصر : ايه رايك يا مبارك هل يعجبك الان حالك ؟ 
ما قولك فيما هو منسوب اليك ؟ تكلم

المتهم : ماذا اقول مكنش قصدى الله يجازيهم ولاد الايه 
ضحكوا على و ضحكوا على كل البلاد و زودت المبلة طين بالعناد
طلبت منهم فرصة اصلح رفضوا الولاد مكنش قصدى كده ابدا دى بلادى 
لى فيها تاريخ كان نفسى اخرج من غير توبيخ
لكن ربك اراد انه يرد الحق لصحابه و كل ظالم لشعبه لازم ينال عقابه انا ظلمت شعبى و نسيته و معترف بكل اللى جنيته

امهات الشهداء فى صوت واحد : القصاص القصاص القصاص

مصر : بعد ثبوت التهم التى وردت فى بيان الادعاء و اقرار المتهم و اعترافه بذنبه حكمت المحكمة عليك يا من ظلمت نفسك قبل شعبك و لطخت ثياب نصرك بدماء اهلك ان تلقى فى الصحراء بلا زاد او ماء لتذوق الجوع و برد الصحراء و ظلمة الليل فى الخلاء حتى تنهشك الضباع و السباع و تصير جيفة للجوارح و النسور و عبرة لكل حاكم مغرور حكم فتجبر و لوث يديه بدماء الشرفاء من ابناء وطنه و لم يعرف قيمة و طنه وخاصة اذا كان هذا الوطن هو مصـر الذى شرفها الله بالذكر فى كتابه

الحراس : تحى مصر ... تحى مصر ... تحى مصر

 يغلق الستار : البـد ايـــــــــــــــــــــــــــه

في 17 فبراير، 2011‏، الساعة 10:15 صباحاً‏‏